دور وأهمية دعم التحالف الدولي للعراق

آراء 2019/01/30
...

عبد الحليم الرهيمي
 
بعد اعلان القضاء على تنظيم داعش عسكرياً وتحرير المناطق التي احتلها بدءاً من 10 حزيران 2014 طرحت، وتطرح ، تساؤلات عديدة بشأن مبررات استمرار وجود قوات عسكرية في المدن المحررة او مدن حضرية اخرى ، وتساؤلات بشأن مدى تمكن القيادات المسؤولة من اعادة تأهيل المؤسسة العسكرية ، وكذلك تساؤلات ذات اهمية راهنة عن دور واهمية دعم قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ، سواء ابان المعارك ضد تنظيم داعش، او في استمرار او انتفاء الحاجة لهذا الدعم في المرحلة الراهنة والمقبلة .
هذه التساؤلات وغيرها طرحها الخبير الامني هشام الهاشمي ، في مقابلة موسعة، على الفريق الركن عبد الأمير اليارالله نائب قائد العمليات المشتركة العراقية ونشرتها وكالة "ناس" الاخبارية يوم الجمعة الفائت 
(25/1).
وعن جدوى استمرار وجود الجيش وقيادات العمليات العسكرية في المحافظات ، اكد اليارالله بأن ذلك لم يعد مبرراً وسيعاد النظر به في سبع محافظات واحالة مهمة هذه القوات الى قوى الامن الداخلي ووزارة الداخلية.
وفيما يتعلق باعادة هيكلة الجيش والقوات المسلحة قال، انها مهمة واجهت صعوبات لكن عملنا وبعزيمة الحكومة وقيادة اركان الجيش وقيادات العمليات تمكنا من مواجهة تلك الصعوبات والسعي نحو تحقيق تلك 
المهمة.
اما عن دور وأهمية قوات التحالف الدولي في دعم ومساعدة قواتنا العسكرية والمطروحة حالياً امام الرأي العام ، فقد أجاب الفريق يارالله على ذلك من موقع المسؤولية كقائد ميداني ، قام وزملاؤه القادة الآخرون ، بأداء مميز في معارك التحرير، لاسيما معارك تحرير الموصل، وكذلك بروح مهنية ووطنية عالية 
أجاب: ان قوات التحالف تلعب ادواراً مهمة ومحورية في كل الاتجاهات، سواء كانت بالدعم اللوجستي والاقتصادي الذي بلغ قرابة 11 مليار دولار خلال سنوات الحرب على داعش ، او الاستشارات العملياتية والاستخباراتية والتقنية التي تقدم من قيادات التحالف الدولي لقيادات العمليات المشتركة العراقية، وهنا اضاف الفريق يارالله بأنه لابد وان ندرك ان الجانب الاميركي كانت ادواره تمثل اكثر من 80 بالمئة
، بالاضافة الى الاسناد الجوي والمدفعي وملف التدريب حيث دربت قوات التحالف الدولي اكثر من 54 لواءً من القوات العراقية خلال السنوات الماضية ، وانا أؤكد ان القرار عراقي حصراً ولكن باسناد من التحالف الدولي ..، وتوضيحاً لما يقال عن وجود قواعد عسكرية أجنبية ثابتة أكد يارالله "لا توجد قواعد اميركية احادية في العراق انما قواعد مشتركة وهي تتواجد في قواعد ومعسكرات عين الاسد والحبانية والقيارة كقوات لتقديم الاسناد القتالي، وفي معسكر الفوسفات وبير المراسمة لمرابض المدفعية وفي معسكرات التاجي وبسماية كقوات للتدريب والتأهيل والتطوير العسكري والتقني ، وفي قاعدة بلد لتقديم التدريب والتأهيل والصيانة والتشغيل لسلاح الجو العراقي ، اما في قاعدة K1 في كركوك فوجودهم للاسناد الاستخباري والعمليات الخاصة المشتركة مع قوات مكافحة الارهاب 
العراقية" . 
وفي ختام توضيحه لهذه المسألة اكد الفريق يارالله بالقول "ان ما نحتاج الى تأكيده هو انه بالامكان اتخاذ قرار بخفض عديد القوات الاجنبية المسلحة في العراق
، ولكن ليس من مصلحة العراق تخفيض ادوار التحالف الدولي العسكرية واللوجستية في العراق خلال السنوات القادمة، فقد قدم التحالف كل الامكانات  وسخر جميع الادوات لخدمة وتطوير الجيش . 
ومن نتائج هذا الدعم والتدريب سواء من الاميركان او من الجهود الدولية الاخرى ، ما يتحقق على 
الارض ".
وبهذه الرؤية المهنية والوطنية لقائد عسكري ميداني لتقدير اهمية ودور قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة يمكن تقييم دور واهمية هذه القوات في دعم ومساندة قواتنا المسلحة مع الاستماع في الوقت نفسه الى الآراء الاخرى المخالفة وتفحص مدى صحتها ومهنيتها ومدى تعضيدها لرأي القيادات العسكرية الميدانية وتوافقها مع المصالح الوطنية العراقية العليا التي تتطلب بناء جيش وقوات مسلحة عراقية قادرة على الدفاع عن العراق وشعبه وعن حدوده وسيادته الوطنية، والقادرة كذلك على تبديد أحلام الطامعين بأرضه وبخيراته والتحكم بمصيره حاضراً 
ومستقبلاً .