د. حسين القاصد
تسمية شاعت مؤخرا، لكنها شاعت بقصدية التضاد مع الاعلام الآخر؛ وهو الإعلام المهيمن على الساحة العراقية، بينما ما هو مرئي وماهو مسموع او مقروء، وبين ما يبث او ينتج داخل العراق وما يوجه الى العراق من الخارج، لكنّ وجهته وغايته العراق؛ وجميع المنابر الاعلامية غير الممولة من المال العام لا تشمل بعبارة" الاعلام الحكومي"؛ وقد انحسرت هذه التسمية بشكل غريب على شبكة الاعلام العراقي، لذلك أرتأيت ان اناقش هذه التسمية واتنقل في جميع منابر الاعلام الحكومي .
تنتظر حكومة السيد عادل عبد المهدي انتهاء مئة يوم على تشكيلها، وهي على الرغم من عدم اكتمالها تعد افضل بكثير من سابقتها التي ادخلت العراق في دوامة التقشف والتراجع على جميع الأصعدة، لاسيما التراجع العلمي والخدمي؛ ولاشك ان مدة مئة يوم غير كافية للانجاز لكنها كافية لوضوح الملامح، ولهذا تحتاج هذه الحكومة الى اعلام حكومي فاعل ، يختلف عن الآلية الرتيبة التي كانت سائدة .
لايختلف اثنان على ان شبكة الاعلام العراقي هي المنبر الاشهر لاعلام الدولة، لكنّ هناك اعلاماً في كل مفصل من مفاصل الحكومة، ففي كل وزارة هناك دائرة للعلاقات والاعلام، ولهذه الدوائر كوادرها، وصحفها، وفضائياتها، ومواقعها الالكترونية، وفي ظل هيمنة التواصل الالكتروني صار كل ماعداه جانبيا، بدليل اننا نرى في اغلب القنوات الفضائية اعلانا منوهاً يقول: "تابعونا على موقعنا في الانترنت"؛ ومن هنا تحديدا اريد ان اخوض في تفاصيل هذا الأمر، فلو تصدى معد برامج ومخرج ومقدم لانضاج فكرة برنامج يشمل جميع ماينشر في مواقع الوزارات الالكترونية، وليكن اسمه( الوزارات دوت كوم ) او أي اسم قريب منه، ويبث هذا البرنامج بشكل يومي، لصار المواطن على علم بكل تفاصيل حياته اليومية واخبار الصحة والتعليم والخدمات
وما الى ذلك .
ان برنامجا او اثنين بشكل اسبوعي يخصص لكل وزارة يغني تلك الوزارات عن جمود وكساد فضائياتها، وبامكان تلك الوزارات ان تستثمر كوادرها الفنية لانتاج ما تريد وتقدمه بالتعاون مع شبكة الاعلام العراقي في الفضائية العراقية، او تجري عقودا بنفعية مشتركة بينها وبين منابر الاعلام من فضائيات وصحف واذاعات، لايصال المعلومة الحكومية الخاصة بهذه الوزاة او تلك، ليكتمل لدينا مشهد الاعلام الحكومي، ونعرف اين وصلت الحكومة في عملها ونتمكن من متابعة جديدها؛ كما اننا سنتخلص من عبء النفقات التي تنفق على الفضائيات التابعة للوزارات، وهي قنوات ذات طابع خاص ورتيب وممل، ولاتحظى بمتابعة الا ممن لديه علم مسبق بأن خبرا يخصه اوحوارا معه، سيبث في
تلك الساعة.
هو مقترح اتمنى ان تلتفت اليه الحكومة ووزاراتها، فهو اكثر نفعا وجدوى من فضائيات ذات طابع واحد ينفر منها الجمهور؛ بينما تتمكن الفضائيات المنوعة من اصطياد الجمهور في اوقات الذروة لتخبره بمنجز هذه الوزارة او تلك.