عبد الحليم الرهيمي
خلال لقائه بالممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة ورئيسة بعثتها في العراق السيدة جيتن هينس بلاستخارت تطرق المرجع الاسلامي السيد السيستاني الى العديد من القضايا المهمة والساخنة التي تواجه العراق و حرص مكتب سماحته على توثيق ما دار في هذا اللقاء ببيان صدر في الثاني من شباط الحالي
وفي تطرقه للوضع الحكومي اكد السيد السيستاني : (ان امام الحكومة العراقية الجديدة مهام كبيرة وينبغي ان تظهر ملامح النجاح والتقدم في عملها في وقت قريب ، وبالخصوص في مكافحة الفساد وتحسين الخدمات العامة وتخفيف معاناة المواطنين، ولاسيما في محافظة
البصرة..). وفي تناوله لوضع الكتل السياسية وادائها ومنهجها الراهن وجه السيد السيستاني تحذيراً شديداً لها بقوله : (ان الكتل السياسية اذا لم تغير في منهجها في التعاطي مع قضايا البلد، فانه لن تكون هناك فرصة حقيقية لحل الأزمات
الراهنة ... ) . ويبدو ان اوضاع المناطق المتضررة من الحرب والاوضاع المأساوية لأهلها من النازحين تشغل بال السيد السيستاني واهتماماته والتي نادراً ما يتحدث عنها السياسيون وقادة الكتل السياسية ، الامر الذي دعا سماحته الى التعبير عن اهتمامه الكبير بهذه القضية والتحذير من المخاطر السلبية لتداعياتها بتأكيده على (ان هناك حاجة ماسة الى اعادة اعمار المناطق المتضررة بالحرب وارجاع النازحين اليها بعد القيام بتأهيلها ..) ولذلك اكد انه (يجب ان يكون هذا من اولويات الحكومة وهو مما يسهم في تقليل خطر تنامي الفكر المتطرف في هذه المناطق مرة
اخرى .
كانت تلك القضايا هي الابرز التي تناولها السيد السيستاني مع ممثلة الامين العام للامم المتحدة، حيث تطرق في الوقت نفسه الى قضايا أخرى لا تقل اهمية تواجه العراق وحكومته وقادة الكتل
السياسية .
غير ان الأمر اللافت في هذا اللقاء اكثر من غيره هو اعتبار سماحته ، ان التقليل من خطر تنامي الفكر المتطرف وخاصة في المناطق المتضررة ونازحي المخيمات هو من (اولويات الحكومة ) التي ينبغي ان توليها اهتماماً كي تقلل من خطر تنامي الفكر المتطرف المؤدي والمنتج للارهاب ، والذي يساعد في خلق البيئات الموائمة لتشكل حاضنات للجماعات الارهابية وخاصة تنظيم
داعش الارهابي .
وبالطبع فان العمل على توفر الشروط الملائمة لتقليل خطر تنامي هذا الفكر هو بمثابة خطوة مهمة لاجتثاث هذا الفكر وتصفيته نهائياً ليس في المناطق المتضررة واماكن تواجد النازحين فحسب ، انما في كل انحاء العراق ، وان كانت درجة انتشاره في بقية مناطق ومحافظات العراق هي اقل منها في تلك
المناطق .
ان حرص السيد السيستاني واهتمامه بمواجهة الفكر المتطرف عبر الدعوة للحد من تنامي خطره ابتداءً يفسر السبب الرئيس الذي دعا سماحته لتوجيه الحكومة لاعتبار هذه المهمة من الاولويات لديها ، رغم اهمية القضايا
الاخرى .
ان الدلالة الكبيرة في تحذيرات السيد السيستاني للحكومة ولقادة الكتل السياسية وربطها بالتحذير من تنامي خطر الفكر المتطرف انما تعني الاشارة الى العلاقة المتداخلة والمتكاملة التي تربط بين هذه التحذيرات