نافع الناجي تصوير: أحمد الفرطوسي
تنشط محطة الأبحاث والتجارب الزراعية الأولى، احدى الوحدات التابعة لكلية الزراعة في جامعة المثنى، بشكل فاعل في مجالي الإنتاج الحيواني والنباتي؛ ففي الوقت الذي تحقق فيه هذه المحطة تقدماً ملحوظاً على صعيد الإنتاج الحيواني والنباتي، كما هو الحال في إنشاء عدد من الحظائر لتربية النعام والإبل والماعز والأغنام، وحظائر أخرى لتربية أنواع من الطيور البرية والمائية، إضافة إلى أربع بحيرات لتربية الأسماك، فإنها تنشط أيضاً في المجال العلمي والبحثي من خلال تهيئة القاعات والمختبرات الدراسية لطلبة الدراسة الأولية والدراسات العليا.
حيوانات وطيور وأسماك
وأوضح عميد كلية الزراعة بجامعة المثنى، أ.م.د حيدر حميد بلاو في حديثه لـ «الصباح»، أن «محطة الأبحاث والتجارب الزراعية الأولى، هي عبارة عن قاعات ومختبرات لطلبة الدراسات الأولية (البكالوريوس)،وحظائر لأنواع الحيوانات»، مضيفاً "ينقسم نشاط هذه المحطة إلى قسمين، أحدهما يختص بالإنتاج الحيواني، بينما يختص الآخر بالإنتاج النباتي؛ فالإنتاج الحيواني، وهو الأكثر فاعلية، ويتألف من حقلين، أحدهما لتجارب طلبة الدراسات العليا (درجة الماجستير)، والثاني، لحظائر النعام، والإبل، والماعز و الأغنام، وحظائر لأنواع الطيور البرية والمائية كـ ( الديك الرومي، الأوز الصيني، الأوز العراقي والأوز المصري)، إضافة إلى أربع بحيرات للأسماك».
وبيّن حميد «أما في الوضع الاقتصادي الحالي فكانت لنا وقفة مع تعظيم موارد ونشاطات الكلية من خلال تهيئة وإعادة العمل بالبيوت البلاستيكية وزراعة محاصيل الخيار والباذنجان والطماطم وزراعة محاصيل صيفية مؤخرا مثل الباميا والفلفل والباقلاء، بالإضافة الى إنشاء بستان يختص بثمار أشجار التين ويضم 150 شجرة من الأنواع والسلالات الفاخرة».
استفادة علميَّة
ولفت إلى أن «الغاية من الفعاليات والنشاطات الإنتاجية في هذه المحطة، هي تعليمية وبحثية، وتهدف ايضا إلى إجراء البحوث من قبل طلبة الدراسة الأولية وكذلك طلبة الدراسات العليا»، مشيراً إلى أنه «ليست لمحطتنا علاقة بالأسواق المحلية، إلا أن الفائض منها يتم إعلانه بالمزايدة العلنية عن طريق لجنة مختصة من جامعة المثنى"، منوهاً بأنه "يتم تسليم واردات البيع إلى كلية الزراعة التي بدورها تسلمها لصندوق التعليم العالي في الجامعة».
لا نسعى للاكتفاء الذاتي!
مؤكدا «نحن محطة أبحاث تابعة رسمياً لمؤسسة حكومية، ومدعومة من الجامعة، ولسنا محطة إنتاجية تسعى لتحقيق الاكتفاء الذاتي»، مشيراً إلى «وجود تعاون وثيق بين كلية الزراعة، ممثلة بمحطتنا، وبعض الدوائر الرسمية المعنية في المحافظة، كما هو الحال في مديرية الزراعة والإرشاد الزراعي، والجمعيات الفلاحية من أجل إقامة ورش عمل في المحطة».
وأفاد عميد الكلية «تم تأهيل احواض الأسماك في المحطة لاستقبال 2000 اصبعية اسماك من نوع الكارب، وكذلك قاعات الدواجن التي شهدت إدخال وجبة من أفراخ الفروج اللاحم».
وختم «على الرغم من كون موقع محطتنا في منطقة (أم العكف)، التابعة لناحية المجد (20) كم، خارج حدود مدينة السماوة، إلا أنها تنعم بأمن جيد، ومؤمنة من قبل موظفين في الجامعة يعملون كعناصر أمن خاصين بالمحطة».
تنمية الثروة الحيوانيَّة
تحتل محافظة المثنى مكانة مميزة بثروتها الحيوانية في عموم العراق، بسبب اتساع مساحة بواديها الصالحة للرعي ووجود اعداد كبيرة من السكان (البدو الرحل) الذين اعتادوا على العمل في هذه المهن ذات الصلة بالاغنام والمواشي طيلة عقود من الزمن.
وكما هو معلوم، فالثروة الحيوانية تعد بمثابة الحجر الأساس الذي يقوم عليه الاقتصاد في أغلب دول العالم، اذ تستخدم الحيوانات في جميع المجالات كالزراعة والصناعة والتجارة، وللثروة الحيوانية أهمية كبيرة بالنسبة لاقتصاد الدول وحياة الإنسان، فهي مصدر رئيس من مصادر الغذاء والطاقة وهي أمن قومي للبلدان، فبجانب كونها مصدراً للغذاء من اللحوم الحمراء والألبان والبيض والأجبان بأنواعها، فإن الثروة الحيوانية تدخل في مجال الصناعة، اذ تستخدم جلودها في تصنيع الأحذية والحقائب وبعض قطع الملابس والمحافظ والأحزمة، فضلاً عن الصوف الذي يدخل في العديد من المصنوعات والمنسوجات والألبسة، كما انها مصدر مهم من مصادر الدخل القومي، سواء تم بيعها أو التجارة فيها أو في لحومها أو الموارد الأخرى كالجلود والصوف والزيوت والالبان الخ.
وتسعى وزارتا الزراعة والصناعة وجهات أخرى الى تنمية هذه الثروات واستدامتها للإفادة منها في تنويع الاقتصاد العراقي الأحادي والاستفادة من الموارد التي تدرها الثروة الحيوانية والتي تشغل عشرات آلاف الأيدي العاملة.