قراءة في كتاب «علم التعلم الذاتي}

منصة 2021/06/02
...

  عفاف مطر
العديد منا يعتقد أن التخرج في الجامعة هو نهاية الطريق، لكن الحقيقة، هي أن التخرج قد يكون بداية الطريق وبداية التعلم لا سيما بالنسبة لأولئك الأشخاص الذين درسوا اختصاصات وفقاً لمعدلاتهم في الإعداديَّة، أو وفقاً لرغبات آبائهم، التعلم الذاتي هو طريقتهم الوحيدة لدراسة الاختصاص الذي يرغبون به، أو لتعلم مهارات جديدة وفقاً لمتطلبات وحاجات سوق العمل أو لتعلم لغة.. الخ.
 
التعلم التقليدي هو التعلم الذي يتم في المدارس والجامعات، حيث يتواجد مدرس ومنهج واضح ومحدد واختبارات تحدد مستوى التعلم الذي وصلت إليه ويؤهلك للمستوى القادم، أما التعلم الذاتي فهو التعلم الذي تقوم به بنفسك، أي من الداخل وليس من الخارج، وميزة التعلم الذاتي أنك تستطيع أنْ تتعلم في أي وقت وفي أي مكان كما أنه غير محدد، تستطيع أنْ تتقدم به كما تريد، وحسب الطريقة والأسلوب الذي ترتاح إليه وتعتقد أنه يناسبك، أما عيوب التعلم الذاتي أنه لا يوجد منهج واضح ومحدد لتتبعه ولا اختبارات توضح لك المستوى الذي وصلت إليه، وإنْ كنت مؤهلاً للمستوى القادم أو لا؟ وإنْ كنت عزيزي القارئ ممن يرغبون في تعلم مهارة جديدة أو لغة فعليك أولاً أنْ تعرف إجابات الأسئلة الآتية:
1 - ما هي مبادئ التعلم الذاتي؟ 2 - كيف تتفاعل مع المعلومات لتحقيق الفائدة؟ 3 - كيفيَّة إنشاء منهج وجدول للدراسة؟
بالنسبة للسؤال الأول، عليك أنْ تعلم أنَّ هناك ثلاثة مبادئ للتعلم تسمى (هرم النجاح التعليمي) قاعدة الهرم هي الثقة، يأتي بعدها مبدأ إدارة الذات، ومن ثم التعلم. قد تعلم وقد لا تعلم أنَّ الجزء الأوسط من الدماغ هو المسؤول عن المشاعر ويسمى Amygdala وحين يتعرض هذا الجزء للمشاعر السلبية يقاوم عبر ما يسمى Fight Or Flight وهي مشاعر مبالغ فيها تجعلك تشعر باليأس سريعاً وتعتقد أنه لن يمكنك أنْ تتعلم، وهذه هي ردة فعل العقل حين يستشعر الخطر، وطالما رددت مع نفسك أنك فاشل أو ذو قدرات متواضعة سيبقى المخ يقاوم ويرفض، أما إذا استطعت وتمكنت من تجاوز هذه العقبة، فستنتقل الى مرحلة إدارة الذات، ولأنك تلعب دور المدرس والتلميذ فعليك أنْ تتقن فن إدارة نفسك وإدارة المحتوى، والمقصود بالمحتوى هنا المادة التي أنت بصدد تعلمها. المرحلة أو المبدأ الأخير في الهرم، وهي أسهل المراحل الثلاث، مرحلة التعليم، والمسؤول عنها في الدماغ هو الجزء المسمى بالـ Hippocampus ووظفيته نقل المعلومات من الذاكرة القصيرة المدى الى الذاكرة طويلة المدى، وبذلك نكون قد أجبنا عن السؤال الأول.
أما السؤال الثاني حول كيفيَّة التفاعل مع المعلومات لتحقيق الفائدة، فهناك ثلاث طرق للتفاعل مع المحتوى أياً كان، هناك طريقة كورنيل، والطريقة الثانية هي الـ SQR3 والثالثة طريقة فينمان تكنيك. طريقة كورنيل تعتمد على تكرار ما تعلمته ثلاث مرات، ولتسهيل هذه العملية، عليك أنْ تقسم الورقة الى ثلاثة أقسام، الأيمن والأيسر، على أنْ يكون الأيمن ضعف مساحة الأيسر، وقسم سفلي، القسم الأيمن تدون به الملاحظات التي تعلمتها من درس معين، أما الأيسر فهو تلخيص الجزء الأيمن، أما الأيسر فهو ملخص لأهم الأفكار التي تعلمتها. طريقة SQR3 كل حرف اختصار لكلمة، الـ S اختصار لـ Survey وتعني مسحاً سريعاً لفهرس الكتاب والكتاب نفسه الذي تريد دراسته وذلك لغرض تهيئة المخ للمادة. حرف الـ Q اختصار لكلمة question وهنا عليك أنْ تضع أسئلتك التي دارت في ذهنك حين تصفحت الفهرس والكتاب سريعاً، أما الـR الأولى فهي اختصار لكلمة Reading وهي مرحلة القراءة على أنْ تكون ببطء وتروٍ، أما الـR الثانية فهي اختصار لكلمة Reciting وفيها تسرد المعلومات التي تعلمتها وقراءتها جهراً وهدفها تثبيت المعلومات، أما الـR الثالثة فهي مرحلة Review وهي مرحلة المراجعة الشاملة لكل ما سبق، على أنْ تشمل إجابات للأسئلة التي وضعتها في مرحلة الـQ.
الطريقة الثالثة في التعلم الذاتي هي طريقة وضعها العالم Richard Feynman الحاصل على النوبل في الفيزياء، وهي طريقة بسيطة، عليك أولاً جمع المعلومات وقراءة المادة، ثم عليك أنْ تتخيل أنك تشرح المادة لطفلٍ صغير، فإذا فهم الطفل هذه المادة فهذا دليل أنك أنت نفسك فاهمٌ للمادة، وأخيراً عليك أنْ تراجع ما تعلمته لتثبيت المعلومات.
أخيراً سؤال كيفيَّة إنشاء منهج وجدول للدراسة؟ الكتاب يرشح لنا طريقة Benjamin Franklin وهي باختصار، أنْ تضع لنفسك وقتي تعلم في اليوم، صباحاً ومساءً، بينهما فترة راحة، أما على مستوى الأسبوع، فعليك أنْ تضع في جدولك حصة ترفيه أسبوعيَّة وهي مهمة جداً، كما أنه عليك الانتباه، أنْ تضع وقتاً للتخطيط على أنْ يكون مساوياً للتنفيذ. حاول وجرب، لربما كانت سبباً في سلوك طريق حياة كنت تتمناه. بيني وبينكم، اخترت هذا الكتاب من عدة كتب لأنها تقريباً الطريقة التي أتعلم فيها الآن لتطوير لغتي الانكليزيَّة والتركيَّة.