د. اركان كيلان

ازداد الاهتمام بمفهوم تحسين جودة الحياة في الكثير من البحوث والدراسات والاستبيانات العلمية، وطرح هذا المفهوم ليعني نزوعاً نحو نمط حياة يتميز بالترف، وهذا النمط لا يمكن أن يتحقق الا في مجتمع الوفرة، ذلك هو المجتمع القادر على توفير كل احتياجات الفرد وحل جميع مشكلاته المعيشية .

 ومن اشهر المقاييس العالمية التي تستحدم لقياس نوعية جودة الحياة هو (المقياس المئوي لنوعية الحياة) والصادرعن منظمة الصحة العالمية World Health Organization وهي منظمة تابعة للأمم المتحدة ومختصرها (WHO) والذي بدأ اعداده في سنة 1991 في (15) مركزاً تابعاً للمنظمة في بلدان مختلفة، ولماذا سمي مقياس مئوي،لانه استبيان يتضمن (100) سؤال يتم إعداده وفق عدة مجالات توجه لعينة محددة ربما تكون أفرادا مثل (طلاب الجامعات ) أو تجمعات مثل (المنظمات غير الحكومية) أو مجتمعات مثل (دول الشرق الاوسط) أي تبحث في الفرد والتجمعات والمجتمعات وهذه المجالات هي:

اولاً: المجال الجسمي: ويبحث ويقيس مدى (الألم والطاقة والنوم) للفرد والجماعة.

ثانياً: المجال النفسي: ويبحث في صورة الجسم والمظهر والثقة بالنفس وتقدير الذات والتفكير والتعلم والشعور الايجابي والسلبي للفرد والجماعة.

ثالثاً: مجال الاستقلالية: ويبحث في طاقة الفرد ونشاطه اليومي والقدرة على العمل ومدى اعتماده على الادوية للفرد والجماعة .

رابعاً: العلاقات الاجتماعية: وتتمحور حول العلاقات الشخصية والدعم الاجتماعي والنشاط الجنسي للفرد والجماعة .

خامساً: البيئة: وتتضمن الأمن والأمان الجسمي والبيئة المنزلية والموارد المالية والرعاية الصحية والاجتماعية واكتساب مهارات ومعلومات جديدة والترفيه والبيئة الطبيعية والمواصلات للفرد والجماعة .

سادساً: العامل الديني: أي التدين والمعتقدات الدينية للفرد والجماعة .

اذن هي ستة مجالات رئيسة للمقياس المئوي لجودة الحياة و (24) عاملا فرعيا. وغالباً ما يتم تفريغ استجابات أفراد العينة التي يتم اختيارها واجراء التحليلات الاحصائية بواسطة (برنامج الحزم الاحصائية للعلوم الاجتماعية) ومختصره (SPSS). 

في العراق تأسست المنظمات غير الحكومية (المجتمع المدني) وصنفت من قبل دائرة المنظمات غير الحكومية في الامانة العامة لمجلس الوزراء وفق آلية دقيقة ومدروسة للمجتمع العراقي الى (18) اختصاصا، وحسب أهدافها واسباب تأسيسها لتنسجم مع أهداف التنمية المستدامة ولتكون شريكا مع الحكومة في تحسين جودة الحياة وهذه الاختصاصات هي:

• زراعي

• فن 

• ثقافة

• ديمقراطية

• تطوير اقتصادي

• تعليم

• بيئة

• ذوو الاحتياجات الخاصة

• حقوق الانسان

• مساعدات انسانية

• إعلام 

• أطفال وأيتام

• صحة عامة

• خدمات عامة

• إغاثة

• شؤون المرأة

• شباب

• تنمية مستدامة 

وقد عملت المنظمات غير الحكومية انطلاقاً من اختصاصاتها على تحسين جودة الحياة للفرد والمجتمع في كل الاتجاهات، خاصة بعد رواج فكرة الاعمال والفرق التطوعية وانتشارها في المناطق المحررة من عصابات داعش الاجرامية .

لذا على المجتمع مسؤولية اخلاقية وانسانية بل حتى دينية لدعم المنظمات غير الحكومية لتحقيق أهدافها فليس كل المنظمات فاسدة وعميلة وارهابية.

وعلى الحكومة أيضاً واجب دعم وتمويل وضمان استقلال المنظمات غير الحكومية وتعزيز الفرد للمشاركة فيها، مع إنصاف الفرق التطوعية بتوفير الضمان الاجتماعي المناسب لها . 

 

   باحث في شؤون المجتمع المدني العراقي