(كوفيد - 19) لصالح الكتاب الورقي أم يعمل بالضد منه؟

منصة 2021/07/07
...

 إعداد: الصباح
آخر الأبحاث والإحصاءات وفرت بيانات مهمة عن سلوك القراءة خلال الجائحة(ومن ثم عن مبيعات الكتب الورقية تحديداً)، في بريطانيا، تقول منظمة (The Reading Agency)، وهي منظمة غير ربحية تعنى بدراسات القراءة، إن مبيعات الكتب الورقية (ازدادت) خلال عام 2020، عام الحجر الصحي بزيادة قدرها 1.4 مليون كتاب عن العام السابق. وإن 40 % من هذه الكتب، كانت عبارة عن كتب للأطفال نالت ترشيحات معلميهم خلال الدراسة عن بُعد. 
في عام 2020، بيع أكثر من 751 مليون كتاب في الولايات المتحدة، أو إنطلاقاً منها. بينما اقتصر الرقم عام 2019 على 693 مليون كتاب، وفي عام 2018، كان قد توقف عند 694 مليون كتاب، وفي العام الذي قبله 686 مليون كتاب. وفي الجانب المالي وحجم المبيعات (وليس عدد الكتب) فإن القصة لها وجه آخر، فقد ارتفعت المبيعات في الولايات المتحدة من 2.8 مليار دولار (عام 2017) للكتب الورقية، و1.05 مليار دولار للكتاب الالكتروني للسنة نفسها، لتسجل أرقاماً قياسية في عام 2020، إذ وصلت الى 3.6 مليارات دولار للكتاب الورقي، و1.9 مليار دولار للكتاب الألكتروني. مع ارتفاع في نسبة طلبات التوصيل والشحن جوا بلغت 224 % في عام 2020، عما كان الوضع عليه قبل ثلاث سنوات.
الصورة الوردية التي تكشفها الأرقام لازدهار أعمال الكتاب المطبوع ليست هي ذاتها في كل مكان. ففي بريطانيا تراجعت أعداد الكتب المبيعة بشكل عام خلال العقد الماضي، في حين وصلت عام 2009 الى 300 مليون كتاب، الى 191 مليون كتاب عام 2019. لكنها بدأت بالارتفاع فقد مع جائحة كورونا لتتخطى حاجز 200 مليون كتاب عام 2020. ويؤشر شهر آذار من عام 2020 وحده زيادة بحدود 20% لطلبات الكتب والتوصيل في بريطانيا عن مجمل العام السابق. أما سوق الكتاب الالكتروني في بريطانيا فقد ارتفع من 1.23 مليار دولار عام 2019، ليحقق عوائد صافية إضافية عام 2020 قدّرت بـ 710 مليارات دولار في تلك السنة.
في المحصلة، فإن العالم يشهد مبيعات مذهلة وزيادات مهمة لتجارة الكتب وكل الأعمال المتعلقة بها، سواء في جانبها الورقي أو في جانبها المطبوع، ولن يصدق أحد من الذين يعتقدون بتراجع مكانة الكتاب ان الارقام تتصاعد وبلا توقف. 
يرجع بعض أسباب الازدهار الى ما سمي بـ (ثورة الكيندل)، وهو البرنامج الألكتروني الذي يتيح قراءة الكتب وبيعها من دون إمكانية نسخها أو مداولتها لأكثر من مستخدم، وهو يمثل حالة متقدمة من حفظ حقوق الناشر والمؤلف في الكتاب. لكن الارقام تقول إنه (لا) تراجع في سوق الكتاب مع جائحة والعزل وتوقف الحياة في أنحاء كثيرة من العالم، بل إن الجاحة كانت سببا مضافا لتطوير أعمال الكتاب والتجارة المتعلقة به وتطوير برامجيات خاصة للطباعة عن بعد (بالنسبة لطلبات الطباعة) تكفلت في تقليل كلف النقل الجوي خاصة للكتب الصادرة عن الولايات المتحدة والتي تباع حول العالم. فالكتاب الذي تكون كلفة نقله جوا بحدود 14 -17 دولارا، اصبح من المُجدي طباعته (عن بعد) وبكلفة تتدنى الى أقل من النصف من كلفة النقل الجوي.
للأسف فإن الأرقام مع الكتاب العربي كانت مبهمة، وتؤشر تدنياً في العموم، كما إن القرصنة الألكترونية جعلت مبيعات الكتاب العربي الكترونيا لا تشكل نسبة مهمة في حجم التجارة والأعمال المتعلقة بالكتاب العربي.