علي الفتال.. باحثاً

فلكلور 2021/07/07
...

 أ.د. عبود جودي الحلي 
فقدت أسرة الفولكلور العراقي أحد أبنائها البررة يوم 29 حزيران 2021 هو المرحوم الأستاذ الحاج علي كاظم حسن الفتال.. ولد الأديب علي الفتال في اليوم الثاني من شهر أيار سنة 1935 في أسرة متوسطة، ونشأ في مدينة كربلاء المقدسة وتأثر بأجوائها الإيمانية الحسينية.. وبعد أنْ أكمل دراسته الابتدائية والإعدادية، نال شهادة قسم اللغة العربية في كلية الآداب بجامعة بغداد، ولم يكتف بمطالعاته في بطون الكتب ونوادر المؤلفات وإنما انتظم في الجامعة الهولندية الحرة لينال منها شهادتي الماجستير والدكتوراه
 وعاش حياة حافلة بالعطاء والنشاط السياسي، إذ سجن ونفي إلى بدرة لمدة أربع سنوات قبل قيام الجمهورية في 14 تموز 1958، اشتغل في مختبرات مصفى نفط الدورة ببغداد، ومعمل استخلاص الكبريت في كركوك، ومعمل الغازات النفطيَّة ببغداد، والمنشأة العامة للتعليب في مدينة كربلاء المقدسة، حتى أحال نفسه على التقاعد وهو بدرجة رئيس ملاحظين في شهر آذار سنة ١٩٨٥، أسس مكتبة دار الفتال للطباعة والنشر والتوزيع سنة ١٩٨٨، فكانت من الشواهد الثقافية والمعرفية المهمة في مدينة كربلاء المقدسة فلا تكاد تجد مثقفاً أو باحثاً إلا ويمر بها وينهل من معارف هذا الأديب الفقيد، إلى أنْ تركها سنة ٢٠٠٢ لينصرف إلى مشاريعه الثقافية.
ومما يتميز به فقيدنا الفتال أنَّ المساحة التي يجول فيها براعة مترامية الأطراف لا يكاد يحدها حد، فهو في الشعر شاعر متعدد الأغراض وهو في النثر كاتب موسوعي لم يدع مجالاً إلا وكتب فيه، في اللغة والنحو والنقد والسيرة والطب الشعبي وفي التراث والفولوكلور، وقد كان رحمه الله تعالى حريصاً على الاحتفاظ بنسخة مما ينشر له في الصحف والمجلات ومما يكتب عنه أيضاً مما يسهل البحث في اتجاهاته في الشعر والأدب، وقد أشرفت على إحدى طالبات الدراسات العليا في قسم اللغة العربية بكلية التربية بجامعة كربلاء، فنالت شهادة الماجستير عن رسالة أعدتها في التعريف به وبنتاجه الأدبي. ويعدُّ من أبرز الفولوكلوريين في بلادنا الغالية لما له من مؤلفات ومقالات وبحوث في هذا المجال، فمن مؤلفاته المطبوعة في هذا المجال كتاب عن الملا عبود الكرخي رائد الشعر العامي 1987. والدارمي قصيدة الحياة المكثفة ٢٠٠٠. وله فيه مما لا يزال مخطوطاً: حرف يدوية وهوايات شعبية. وشذرات من تراثنا الشعبي، والطب الشعبي في حياة الحيوان الكبرى. ومفردات أعجمية في لغتنا العامية.
وهذا ذكرٌ لأبرز ما نشر له في الفولوكلور والتراث الشعبي عسى أنْ يكون حافزاً للدراسة والبحث: 1- أغاني الألعاب الشعبية في كربلاء (م. التراث الشعبي 1974)، 2 - الأسلوب في تراثنا الشعبي (ج العدل 1973)، 3 - أخطاء في لغتنا العامية (١٩٧٤)، 4 - آذار في المعتقد الشعبي (ج العدل 1973)، 5 - جولة في متحف الازياء والمأثورات (ج العدل 1974)، 6 - دباغة الجلود (م التراث الشعبي 1972)، 7 - دور المرأة في ثورة العشرين (ج العدل 1973)، 8 - حياكة الحصر الأسلية (م التراث الشعبي 1984)، 9 - الحروب والشجاعة في الفولوكلور العربي (ج العدل 1970)، 10 - حرفة الفتالة في كربلاء (م التراث الشعبي 1971)، 11 - الطب الشعبي (م الام والطفل 1974)، 12 - الطب الشعبي في حياة الحيوان الكبرى (م التراث الشعبي 1980)، 13 - الطبقة العاملة والتراث الشعبي (ج العدل 1973)، 14 - الطفل والموروث الشعبي (م. التراث الشعبي)، 15- مأثوراتنا الشعبية في الشعر العربي (ج العدل 1974)، 16 - مداعبات كلاميَّة في تراثنا الشعبي (ج العدل 1974)، 17 - مفردات أعجمية في لغتنا العامية.. مقال في ثماني حلقات نشر في جريدة العدل النجفية المحتجبة سنة 1972)، 18 - المرأة في حكاياتنا الشعبية نشر في جريدة العدل 1974)، 19 - نداءات الباعة نشر في جريدة العدل 1973 و 1974)، 20 - النفط والعطاء التراثي (ج العدل 1973)، 21 - العصا والإنسان في تراثنا الشعبي (العدل 1973)، 22 - صناعة الجريد (م التراث الشعبي 1973)،23 - رمضان في تراثنا الشعبي (م التراث الشعبي 1972)، 24 - شيء عن المطيرجية (م التراث الشعبي 1972)، 25 - شيرازة العبي (م التراث الشعبي 1993)، 26 - الترابط الزمني في الفولوكلور العراقي (مقال في ثلاث حلقات نشر في سنة 1971 و1973)، 27 - أهازيج الباعة للاعلان عن البضاعة (م التراث الشعبي 1997)، 28 - لهجة المسعود في كربلاء (م التراث الشعبي 1999)، 29 - نظرات في مساعد الكرملي (م التراث الشعبي 2000)، 30 أثر القرآن الكريم في موروثنا الشعبي (ج كربلاء 2002).
وكان المرحوم الفتال من دعاة العمل المنظم في المجال التراثي والفولوكلوري، رحم الله تعالى فقيدنا الأديب الراحل وجزاه عن الثقافة والأدب والفولولكلور خيراً.