زومبيز

ثقافة 2019/02/23
...

 
 
قصة : بن لوري * ترجمة : عبد الصاحب البطيحي 
 
 
 هم غزاة عادوا من عالم الأموات ، لا يتكلمون  ، وهم بلا ارادة، يتحركون كما الآلة  ، يحاصرون الرجل والمرأة في المنزل . يرومون الدخول اليه ،
وهم يلهجون : آرخ ! آرخ!
لا يعرف الرجل والمرأة ما العمل .
يقول الرجل : ربما هنا بعض البنادق في مكان ما . 
يبحثان في كل ركن من البيت ، لا يعثران على أي شيء حتى وإن كان بندقية واحدة  ، غير انهما يجدان سكيناً غير نافعة  .
يقول الرجل : يا للخيبة ! ليس لدي أدنى فكرة عما علينا أن نفعل .
تقول المرأة : هناك الطابق السفلي ، دعنا نختفي فيه .
يسرعان الى الأسفل ، يحكمان غلق الباب ، يربضان هناك وسط الظلام. 
والغزاة يقتحمون البيت ، يسمعونهم يحطمون كل شيء في الطابق العلوي. 
يهمس الرجل مخاطبا المرأة : ماذا نفعل ؟
وما اسرع ما يحاول الغزاة فتح الباب . 
تقول المرأة : يا للحيرة ! يحب علينا ان نفكر بطريقة  للنجاة .
أخيرا يتوصل الرجل الى فكرة . 
يقول : وجدتها ، علينا ان نتصرف مثلهم !
تقول المرأة : أتعتقد ان هذا سينفع ؟  
يشرعان بالعمل ،يطوفان ،يركضان ، يتعثران ، ايديهما ممتدة الى الخارج ،يتمايلان ، 
وهما يصرخان : آرخ ، آرخ .
بعد هنيهة يخترق الغزاة الباب ،يسقطون من السلالم ثم يعتدلون .
من أجل الخلاص،  يواظب الرجل والمرأة على إداء تمثيلهما . يلتحق بهما الغزاة ،
يتحلقون  ،يقول كل راقص : آرخ ! ، آرخ!
وبذا لا يجلبان الشك في وجودهما ، 
لكن ، يا للمفاجأة ! ينطلق الرجل بالغناء بعد حين .
تصرخ المرأة تصرخ ، تطالب منه التزام الصمت , 
تقول : هل أُصِبتَ بالجنون ؟ ستعرضنا للموت ! 
يتأسف لما فعله ، يقول أن الأمر كله محزن . 
والآن يجلب وجودهما انتباه الغزاة  ،
وهم يتصايحون : آرخ ! آرخ!
تقول المرأة : هيا نهرب ،
يندفعان نحو السلم ،
 يدفعان بالغزاة يمينا وشمالا. 
يالحسن حظهما !
تعوز الغزاة  الكفاءة ، ينعدم بينهم التنسيق، 
وبذا يخرج الاثنان من المنزل ، 
يهربان عبر الحقول ، 
والغزاة  يتعثرون خلفهما 
بعد اجتياز مسافة طويلة  يتوقفان لغرض الاستراحة  .  
يتصبب العرق ، تضيق بهما الأنفاس . 
تقول المرأة : يا للجحيم ! ماذا حدث خلفنا ؟ 
يقول الرجل : سبق وأن أخبرتك بأنني لا أعلم . 
عندما وصلا  الحاضرة ، راحا يوقفان كل شخص ، يسردان له الحكاية  . 
خاطب الرجل المرأة : كان عليك أن تحوزي على كثير من البنادق .
قالت :أجل ، وأن نبتعد عن الطابق السفلي ، 
ثم تضيف : وأن تمتنعَ عن الغناء .
يجلسان يشاهدان الحرب على الأشباح من علٍ . 
الأشباح تٌذبَح ، يتراكمون على بعضهم ،هم  مجموعةٌ  من البلهاء .
 يبدو المشهد نوعاً من الانحدار  .
في وقت متأخر من تلك الليلة 
يقول الرجل وهما مستلقيان على الفراش : 
لا اصدق اننا نجونا . 
تقول المرأة : أي لحن كنت تؤديه ؟ لقد نسيت ذلك . 
قال : لحن " فوق قوس قزح " 
وراحا يضحكان .  
* بن  لوري كاتب امريكي يعتمد كتابة القصة القصيرة التي تتميز بسماتها الخاصة ،حكاياته تحتفظ بعجائبية محببة ، يتمتع بقراءتها  الصغار والكبار حيث يكتب بلغة واضحة .و على الرغم من ان اغلب قصصه تبدو غريبة الأطوار ، فهي تبعث على البهجة والدهشة : فيها الفكاهة والخيال ،كما يتحول فيها كل ما هو غير ممكن الى ممكن ، كل شيء ممكن ان يحدث لأي كائن سواء أكان رجلاً أو امرأة أو طفلاً أو حباراً أو حتى الموت نفسه . على القارئ أن يكون بن لوري  ليعرف كيف ينظر هذا الكاتب الى العالم 
.(المترجم)