تبديـل رايـة الإمام الحسين عليه السلام.. عقائد تاريخيَّة مقدسة

ريبورتاج 2021/08/09
...

   سعاد البياتي 
في كل عام وفي مثل هذا اليوم تقام مراسيم تبديل راية الامام الحسين واخيه ابي الفضل العباس عليهما السلام في الاول من محرم الحرام، ايذاناً ببدء عاشوراء واستذكارا لقضية ابي عبد الله، التي غلفها الحزن على ما جرى لآل بيت المصطفى في واقعة الطف العظيمة.
ففي مساء هذا اليوم وبعد صلاة العشاءين ستتم مراسيم تبديل الراية الحمراء المرفوعة على القبة الشريفة في الصحن الحسيني الشريف بالراية السوداء، والتي تدل على ايام عاشوراء، في اول شعيرة تشهدها العتبات ليلة الاول من محرم ايذانا ببدء موسم الحداد.
فعاليات والتزام
عن هذه المراسيم السنوية والدلالات العقائدية تحدث نائب الامين العام للعتبة الحسينية المقدسة افضل الشامي قائلا: {في كل عام تستعد العتبة الحسينية المشرفة وتتهيأ لاستبدال راية قبة الامام الحسين عليه السلام والذي كان ينطلق بمراسيم كبيرة وبحضور شخصيات معروفة، الا ان هذا العام والذي سبقه ستتم شعيرة تبديل الراية بشكل مختصر بحضور محبي آل البيت والزوار الكرام الذين يتوافدون الى كربلاء المقدسة لاحياء هذا اليوم والقيام بالتعزية لآل البيت، وهم زائرون من محافظات العراق اعتادوا الحضور الى المشهد المقدس}.  
واضاف الشامي {بدأ الناس ينتظرون المناسبة ويأتون ليشهدوا الفعالية، لا سيما ان العتبة العباسية بدأت ايضا بتلك المراسيم، لكن بشرط المحافظة على الهدوء والالتزام بالوقاية الصحية واتباع الارشادات التي تقيهم شر الجائحة، لذلك دعت الامانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة جميع الزائرين الى الالتزام وعدم التجمع في اماكن واحدة، فلقد اختصرت الشعيرة على التبديل فقط من دون اللجوء الى الفعاليات المعتادة كل عام}.
كما اكد أن {اعلان اول الشهر هو اعلان لكل العالم بوصفها قضية مركزية لكل مسلم ليتذكر ما جرى في معركة الطف، ولابد من اعلاء شأن اية مناسبة تخص هذه الشخصية العظيمة}.
 
دلالات موروثة
واشار الشامي الى أن {للراية بعدا تاريخيا ودلالات عقائدية سامية، ترتبط بموروث شجي وذي ابعاد نفسية قديمة، وهي ان هذا الرجل الشهيد المقتول لم يؤخذ بثأره وهي اشارة الى معلومة معينة ودلالاتها معروفة في رفع الراية الحمراء، مبينة أن هناك قضية ثأر لم يؤخذ حقه الى الآن!، اما  لماذا حمراء ولماذا رفعت؟}.
فاضاف {نعتقد ايضا أن الذي سيأخذ بذلك الثأر هو الامام الحجة عجل الله فرجه الشريف، وهذا ما اجتمعت عليه عقائد الشيعة وما ترتب على تبديلها وبقاء اللون الأحمر طيلة ايام السنة عدا شهري محرم وصفر، لان المسلمين يحيون ليلة محرم بطقوس حزينة وباستعدادات مبكرة، واستمر التفاعل الكبير فيها}.
واردف الشامي {فمثلا قضية الاربعين اجتذبت كل الجنسيات التي تأتي مشيا على الاقدام، وهذا سابقا كان غير موجود، والسبب المهم لنجاحه واخذ ابعاده هو الاعلام والقنوات الفضائية، لأنها شعرت انها تحقق جزءا من ذاتها وبدأت تروج للقضية ومن شعورها بانها تنتصر لقضية الحسين(ع)}.  
 
صدى الإعلام
 وعن الدور الاعلامي المميز والكبير بين مسؤول الاعلام في العتبة الحسينية المقدسة عقيل الشريفي بالقول: {تستمر استعدادات العتبة في شهر محرم وفقاً للاجراءات الصحية، اذ إن الاقسام المختصة بتفويج الزائرين والمحافظة عليهم وضعت الخطط لذلك، مع التأكيد على ضرورة تلقيح المشاركين في احياء مراسيم الشهر واصحاب المواكب الحسينية، ومن جانب آخر فان الفرق الصحية والاخلاء، اكملت الاستعدادات والتدريبات على عملية الاخلاء في حال حدوث اي طارئ لا سمح الله، وتجهيز المستشفيات القريبة لتكون مراكز اخلاء متوفرة وجاهزة}.
واسترسل الشريفي بمسألة تبديل الراية بالقول: {اجرت العتبة الحسينية المطهرة جميع الاستعدادات لها ومن المتوقع أن تكون المراسيم مختصرة جدا، مع مراعاة الظروف الصحية، وقد أخذ اعلام العتبة المقدسة دورا رئيسا في التعامل مع الجائحة عبر توفير الزيارة بالانابة والافتراضية، لتخفيف الزخم الحضوري والجماهيري، كما ان هناك اقساما اخرى لها حضورها استعدت لهذا اليوم، كاقسام حفظ النظام وعبر رسم مسارات خاصة لدخول المواكب وخروجها لاجل التباعد اثناء الزيارة}.
 
خياطة الراية الشريفة
 واكد محمود شاكر علي مسؤول ورشة الدوشمة والخياطة والتطريز: في كل عام تحرص ملاكات الشعبة على انجاز راية القبة الشريفة للامام الحسين (عليه السلام) باستخدام نوع القماش المعروف بـ (الستن السميك جدا) ذي النسيج العالي الجودة وبقياسات تبلغ للارتفاع (3م) ولطول الراية (3.85م)، مكتوبة بالخط الكوفي (الفاطمي) وبقياس خط يبلغ للارتفاع (110سم) وللطول (2.70سم) ولون الخط هو اللون الاحمر، والقماش اسود، وتكون الراية مطرزةً من الوجهين بكلمة (يا حسين)، وسيتم استبدالها ليلة الاول من شهر محرم الحرام ايذاناً ببدء موسم الأحزان}.
وبين علي {يتم نشر السواد قبل الدخول بشهر محرم الحرام بحيث ان في ليلة الاول من محرم الحرام تكون الحضرة الحسينية والابواب ومنطقة ما بين الحرمين الشريفين متشحة بالسواد ايذاناً بشهر الاحزان محرم الحرام، كما يتكفلون بتحضير عدة احاديث واقوال تخص الحث على زيارة الامام الحسين (عليه السلام) تحول الى شعبة التحقيق في قسم الشؤون الفكرية وهي بدورها تأخذ تلك العبارات لتتحقق من مصادرها، ومن ثم تتحول الى الخطاطين ليتم خطها لترجع الينا عبارة عن تصاميم ونعمل على القياسات اللازمة لها وتحديدها كون القياسات في داخل الصحن متوفرة لدينا}.
 
اسود
وحسب علي تحول بعد مرحلة التصاميم الى الحاسوب والبرامج التي نعمل عليها وهي برامج رسم الكلمات والحروف ليتم بعد ذلك الرسم على الماكنة الليزرية، اما اليدوية فتكون بصمات، والبصمة تنطبع على القماش الثاني ومن بعد الطباعة تتحول تلك البصمة من القوالب الموجودة الى القماش، ويتم التحويل الى مجموعة التخريم ويتم قصه بالكاوية، وهنا تكون كلمات مخرمة يتم تثبيتها على القماش الاساسي وهو باللون الاسود، وبهذا عملنا هنا انموذجين، عبارة عن قماش لاصق يتم تصنيعه بالورشة، وهذا النوع يلصق على القماش المقدف والستن الذي هو العبارات، وتكون اللافتة عبارة عن قماش لاصق يتم لصقه بكبس حراري، ومنه يثبت ومن بعد التطريز يثبت بواسطة المكائن (البراتو)، ومن بعده يتم كي اللافتات لتكون جاهزة للتثبيت داخل الصحن}.
وختم علي: {وقت القيام بالأعمال لسنة (1443هـ) كان قد ابتدأ في شهر رجب الاصب، في منتصف سنة 1442هـ، واما نوعية الخطوط التي تم العمل بها فهي كل من الخط الكوفي وهو الخط الذي كتبت به راية يا حسين، وخط الثلث والنسخ، وهو الخط الذي يكون في اللوحات التي تثبت في الاواوين وهو خط القرآن الكريم}.