في أربيل.. معزون يستذكرون الامام الحسين (ع)

ريبورتاج 2021/09/05
...

 خالد ابراهيم 
 
يستذكر المحبون والمواطنون بشكل عام في كل بقاع المعمورة في شهر محرم الحرام واقعة الطف، هذه الملحمة البطولية الخالدة في اذهان الشرفاء والغيارى، وفي اربيل تقام سنوياً مراسيم وفعاليات خاصة بهذه المناسبة، ومنذ سنوات طويلة، وتشارك فيها كل الوان الطيف العراقي لاستذكار واحياء ملاحم البطولة والفداء للامام الحسين (عليه السلام).
وحول هذه المناسبة تحدث لـ {الصباح} السيد كاروان بابان رئيس هيئة المواكب الحسينية في اربيل، قائلا: {في هذه السنة وكذلك العام الماضي، كانت المراسيم مختلفة عن السنوات الاخرى، بسبب انتشار جائحة كورونا وتطبيق الضوابط الصحية، ونحن بدورنا حريصون على سلامة الناس والحاضرين، وبالتأكيد كانت الدعوات محدودة جداً من اجل احياء هذه الشعيرة لا اكثر، ومع ذلك لم نستطع أن نسيطر على الناس في الحضور، فنحن لا نستطيع أن نمنعهم، ولله الحمد وبجهود الاخوة في وزارة الاوقاف في حكومة اقليم كردستان، متمثلة بشخص معالي الوزير، تم تخصيص قاعات المديرية العامة للحج والعمرة، وتم احياء هذه المراسيم للايام الثلاثة الاخيرة في اربيل، وكان هنالك حضور مميز، والتميز بالحضور جاء بسبب التنوع والتلون، فقدومهم لم يقتصر على الشيعة المتواجدين في اربيل، انما كان الحضور من السنة والمسيحيين ومن الطائفة الايزيدية الذين حضروا المجلس وطالبوا ايضا بالمشاركة في الزيارة الاربعينية، وبالتالي هذا التنوع له خاصية ونكهة تختلف عن المحافظات الاخرى}.
 
سلاسة إقامة المراسيم
واردف بابان {لم تواجهنا اي معوقات، من خلال توفير  الامن، وتوفير المكان لاقامة المراسيم، حتى بالنسبة للكهرباء، كما تعلمون هناك جدول في المناطق والازقة، فخلال اقامة المجالس تم توفير الكهرباء بشكل مستمر من دون اي قطوعات، اذ كان هناك تنسيق مع الاخوة في وزارة الكهرباء، فمن كل الجوانب ولله الحمد هنالك دعم ومساندة واضحة الملامح}.
 
مشاركة واسعة وكبيرة
واضاف {في السنوات السابقة كانت الاعداد كبيرة جداً، والقاعات لا تستوعب الحاضرين، وايضاً كنا نخصص برنامجاً خاصاً بليلة العاشر، وهذا البرنامج كان يتميز بحضور معالي وزير الاوقاف والشؤون الدينية، وكذلك محافظ اربيل، وممثلي المكونات الدينية في وزارة الاوقاف والشؤون الدينية، كما تعلمون في وزارة الاوقاف والشؤون الدينية هنالك ثمانية مكونات دينية، وكلهم كانوا يحضرون مجالس العزاء، ويتم القاء كلمات خاصة بالمناسبة، اذ كان البرنامج متميزا جداً، وايضا كنا ننظم مسيرة راجلة في اليوم العاشر صباحاً، وبعدها المواكب تدخل الى القاعات، وتختتم الفعاليات بقراءة مقتل الامام الحسين عليه السلام}.
 
الزيارة الاربعينية
 كالمعتاد سنوياً يقوم المشرفون على الموكب بتنظيم موكب للمشاركة في الزيارة الاربعينية المليونية، ويعودون قبل الاربعين الى اربيل، لان في ليلة الاربعين يقومون بمراسيم الطبخ، لا سيما طبخ القيمة والرز ويكون هنالك توزيع، وهذه المراسيم في الحقيقة لها نكهة خاصة في محافظة اربيل، ويكون هنالك اقبال كبير وواسع من قبل المحبين والمواطنين، وهذه المراسيم والاجواء نحن دأبنا عليها منذ سنوات، ومستمرون باقامتها، وفي الحقيقة نقتصر على هذه المراسيم واقامتها فقط وذلك بسبب تفشي وباء كورونا، اذ اوقفنا العديد من المراسيم الخاصة بهذه المناسبة خوفاً على صحة المشاركين.
 
ثورة عالمية
وعن الموضوع نفسه التقينا بالاعلامي علاء الطائي والذي حدثنا عن مجالس العزاء في اربيل قائلا: {مجالس العزاء في اقليم كردستان، ولا سيما في اربيل، لها مميزات ربما ليست متواجدة في معظم المحافظات العراقية الاخرى، فما يميز مدينة اربيل، ان مجالسها تضم جميع الموزائيك العراقي، بكل تلاوينه وقومياته ومذاهبه واديانه، فالمجالس في مدينة اربيل تضم الشيعي والسني والكردي والعربي والتركماني والشبكي والايزيدي والمسيحي، فالكل يشارك في هذه المجالس، وهذا ان دل على شيء انما يدل على ان ثورة الامام الحسين عليه السلام ثورة عالمية، وهذه الثورة ليست حكراً لمذهب او قومية او دينٍ بحد ذاته، وهذا الشيء لمسناه طوال مجالس العزاء المقامة في مدينة اربيل، والتي تمتد لعشرات السنين}.
وبين {هناك شيء لافت للانتباه اذ ان المجالس في اربيل متزايدة عاماً بعد عام، فاذا ما عدنا الى الخلف في السنوات السابقة، نجد ان الاعداد كانت قليلة نوعاً ما، ولكن بمرور الوقت بدأت الاعداد تتزايد}.
 
بالتزامن مع الجائحة
 في هذا العام والذي يتزامن مع جائحة كورونا، والذي كان له تأثير في اعداد المشاركين، ومكان تواجد المعزين، حكومة الاقليم سمحت باقامة مجالس العزاء بتطبيق الضوابط الصحية، بسبب تفشي جائحة كورونا، واقيمت في اليومين الاخيرين وتم احياؤها في آخر الايام من عاشوراء، وتمت اقامة المراسيم بكيفية صحية وباحترازات مشددة ومكثفة، وذلك من خلال ارتداء المعزين للكمامات، وتعقيم اليدين، والتباعد الاجتماعي.