هواتف وأجهزة ذكيَّة في مواجهة الحرب الرقميَّة

ريبورتاج 2021/09/15
...

 فجر محمد
اثار الفيديو الذي ظهر على احد مواقع التواصل الاجتماعي، لطفلة صغيرة وهي تلعب باحد الاجهزة الذكية، ليتفاجأ الوالدان بعد مدة بظهور احد المحتويات الرقمية غير المخصصة للاطفال وتكراره بشكل مستمر، وهذا الامر ولد علامات استفهام عديدة، والغريب في الامر أن هذا المحتوى لا يظهر الا عندما تلعب الصغيرة بالجهاز، ما اثار الريبة والشك من امكانية احتواء الاجهزة الذكية على ما يشبه اجهزة التنصت والمراقبة.
لم يخف المختصون بالالكترونيات والبرمجيات حقيقة وجود ثغرات متعددة في الاجهزة الذكية، التي يطلقون عليها اسم عيوب محتملة واحيانا تسمى اخطاء برمجية وبامكان المخترقون (الهكرز) أن يؤثروا على نظام التشغيل في الجهاز، وقد يتسببون بتعطيله وارسال برامج توصف بالخبيثة والقادرة على العبث بنظام التشغيل برمته.
 
«بيغاسوس»
نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تقريرا مفصلا عن البرنامج الاكثر شهرة واثارة للجدل وهو بيغاسوس، وهو وفقا للتقرير فانه بمجرد أن يشق طريقه نحو هاتف الهدف سيحوله الى جهاز مراقبة يعمل على مدار 24 ساعة من دون حتى أن يلاحظ هذا الامر، وسيتمكن من نسخ الرسائل المرسلة او التي يتلقاها الشخص على هاتفه المحمول، فضلا عن جمع الصور وتسجيل المكالمات، لذلك ينبه الخبراء الى ضرورة الابتعاد عن تسجيل البيانات الشخصية على الهواتف المحمولة.
 
الأمن السيبراني
 لا يتوقف خبراء الحاسبات والانترنت عن التحذير من وقوع هجمات الكترونية على مختلف المواقع، ولذلك يحثون المستخدمين على عدم وضع بيانات شخصية او صور على اجهزتهم الخلوية لانهم قد يكونون معرضين الى الاختراق والتهكير، ويشير الخبراء الى أن الهجمات السيبرانية قد تؤدي الى سرقة بيانات الافراد وهوياتهم الشخصية، وذلك في محاولة لابتزازهم.
 
تهديدات مختلفة
لم تنف التقارير الاعلامية التي ظهرت أن هناك اسباباً متعددة للهجوم السيبراني، ومنها محاولة الحصول على الرقم السري لبطاقات الائتمان اي السرقة، فضلا عن معلومات تخص تسجيل الدخول على الايميلات الشخصية للهدف، في حين هناك مجاميع اخرى يكون هدفها هو ابتزاز الشخص الذي قاموا بتهكير هاتفه الخلوي، واجباره على دفع الفدية ليعيدوا له بياناته الشخصية.
 
الارهاب الرقمي
لم تعد الدول المتقدمة تهتم بجيوشها على الارض فقط، بل اصبحت تهتم بتلك الالكترونية من خلال تجنيد خبراء وباحثين في المجال السيبراني، وقد قامت مؤخرا الولايات المتحدة الاميركية بتوجيه شركات التكنولوجيا والمؤسسات المالية لبذل المزيد من الجهود، وذلك لايقاف الهجمات الالكترونية. واثبتت الكثير من الابحاث التي قام بها خبراء ومختصون في الامن السيبراني أن سباق التسلح تحول الى الرقمي في الآونة الاخيرة، ومن اشهر تلك الاسلحة ما يعرف بصندوق الباندورا الذي تمكن صانعوه من اختراق العديد من الانظمة الحيوية، وتكبيد اصحابها خسائر كبيرة.
 
خسائر فادحة
توقعت الجهات ذات العلاقة وصول الخسائر بسبب الهجمات السيبرانية الى ما يقارب ستة ترليونات دولار، ولذلك فقد ركزت العديد من الدول على تعزيز قواعد الامن السيبراني، وحماية البيانات الشخصية والمالية التي هي معرضة للتهديد المستمر، ووفقا لبيانات الاتحاد الدولي للاتصالات فان عدد مستخدمي الانترنت وصل الى اكثر من مليار شخص حول العالم، ما يعني ان بيانات هذا العدد الهائل من المستخدمين بحاجة الى حماية اكثر، لذلك من المؤمل مستقبلا أن تطرح برامج قادرة على حماية المشتركين وبريدهم الالكتروني، فضلا عن بياناتهم الشخصية.
 
حذر
يضطر سامي جاسم الذي يعمل في احد مكاتب التصميم والعمارة الى أن يتعامل مع الحاسبات الالكترونية والتطبيقات المختلفة، فهو غالباً ما يرسل تصاميمه عبر الانترنت ولكن المخاوف من قدرة البعض على تهكير هاتفه الشخصي، دفعته الى اخذ احتياطات اكثر، والابتعاد قدر المستطاع عن اي تطبيق غير موثوق فيه.
مخاوف سامي تتجدد كلما اعلن عن وجود ثغرة في  احد التطبيقات، ويقول: «عندما بدأت في مهنتي هذه كنت استخدم التطبيقات والبرامج الالكترونية من دون اكتراث او حذر، ولكن بعد الاختراقات وفرق التهكير المتعددة التي تظهر بين الحين والآخر، بدأت بالانتباه اكثر والابتعاد عن تحميل او استخدام البيانات الشخصية قدر الامكان على الهاتف
 المحمول».
 
تحذيرات
تظهر تقارير المستهلكين حول العالم التي تجمعها منظمات متخصصة، ان اكثر من 64 بالمئة من المستخدمين يضعون تواريخ ميلادهم او زواجهم او اي مناسبة خاصة كرمز سري لهواتفهم واحيانا تطبيقاتهم المختلفة، وهذا يعده الخبراء خطأ فادحا، اذ من الممكن تخمين مثل هكذا امور من قبل المهكرين، وحذرت تلك التقارير من خطورة الدخول على روابط غير معروفة للمستخدم، كما تنبه تلك الدراسات على ضرورة الابتعاد عن الشبكات المفتوحة الواي فاي.
 
«ويكليكس»
بينت التسريبات التي صدرت عن وثائق الـ (ويكليكس) ان هناك جهات متعددة تقوم باختراق الاجهزة الذكية بشكل يومي، وينصح خبراء الهواتف الذكية والتطبيقات بأن ينتبه المستخدمون على التطبيقات التي تحمل على تلك الهواتف، ومراجعتها باستمرار، وبالامكان الاستفادة من الكثير من المواقع التي تعرض معلومات متنوعة عن طرق حماية الهواتف والتطبيقات.