أكد نواب أهمية الزيارات التي يقوم بها الملوك والرؤساء والشخصيات الدولية الى العراق، عادين ذلك رسالة انفتاح موجهة من العالم الى العراق لاعتبارات تتصل بمكانته السياسية والاقتصادية المحورية، مشيرين إلى أن العراق يعتمد على سياسة التوازن المبنية على أساس دعم مصالحه من خلال الرؤى السياسية التي تعزز مبادئ التعاون والاستثمار ودعم العجلة الاقتصادية وإبرام اتفاقيات مهمة خلال هذه الزيارات، فيما أكدت لجنة العلاقات الخارجية النيابية أن جميع تلك الزيارات لا تعني دخول البلاد بسياسة المحاور، داعية إلى ضرورة تضمين شروط تصب بمصلحة البلاد في أي تفاهمات يبرمها العراق مع باقي الدول.
وقال عضو لجنة العلاقات الخارجية مثنى أمين: إن “أهمية الزيارات، تكمن في انفتاح العراق على دول المحيط العربي إضافة إلى بقية دول العالم، وتعزيز العلاقات الاقتصادية والأمنية من خلال التنسيق بين تلك الدول والعراق”.
وأضاف أمين لـ “الصباح”، أن “هذه الزيارات التي يقوم بها المسؤولون من مختلف بلدان العالم الى العراق تنعكس إيجاباً على علاقاته مع العالم وتعكس الواقع العراقي من الداخل، إضافة الى انها تحارب الاعلام الارهابي الذي يروج الى الاقتتال ويرسم صورا مغايرة للصورة الحقيقية للتعايش السلمي بين أبناء العراق من جميع الطوائف”. وأكد أمين، أن “الزيارات تعد من مصادر قوة الدولة الاقتصادية التي تعزز عجلة الاقتصاد والنمو من خلال التبادل التجاري بين البلدان، إضافة الى تعزيز الواقع الامني والاستقرار الداخلي والخارجي للبلدان”.
حالة انفتاح
عضو اللجنة فرات التميمي، رأى أن “الزيارات المستمرة للزعماء السياسيين بالدول العربية والإقليمية وحتى العالمية هي جزء من حالة الانفتاح التي يعيشها العراق والتي بدأت تعطي ثمارها الإيجابية من خلال تلك الزيارات”، مبيناً أن “جميع الزيارات والحوارات مع الدول لا تعني دخولنا بسياسة المحاور، فالعراق أكد مراراً أنه يقف على مسافة واحدة مع الجميع والتعامل مع الدول سيكون على أساس المصالح المشتركة ومصلحة الشعب العراقي فوق كل شيء”.
وعلق التميمي على الزيارة المرتقبة للرئيسين الإيراني حسن روحاني والتركي رجب طيب أردوغان بالقول: إن “أي حوارات تجري مع إيران وتركيا ينبغي أن تنبع بالدرجة الأساس من قضية ملف المياه، لأن هذا الملف يعد الأهم وعانينا منه كثيراً وكان السبب في تراجع القطاع الزراعي بالبلد ويجب أن يربط الملف الاقتصادي بملف المياه”، لافتاً إلى أن “الانفتاح التجاري والاقتصادي على الدول عموما ودول الجوار خصوصاً لا يكون على حساب المنتوج المحلي فينبغي ألا يتم عقد أي اتفاقات تضر بالمنتوج والزراعة المحليين”.
وأكد التميمي، أن “أية تفاهمات يبرمها العراق مع باقي الدول ينبغي تضمينها شروطا تصب في مصلحة العراق وتحقيق العدالة والحفاظ على منجزات الشعب والقطاعات الأخرى الداعمة لقطاع النفط وخاصة قطاع الزراعة الذي تأثر كثيراً نتيجة إغراق السوق بالمحاصيل المستوردة”.
دور محوري
من جانبه، بين النائب عن تحالف سائرون جواد حمدان، أن “هذه الزيارات الدولية تؤكد أهمية العراق في المرحلة المقبلة وتعزز الانفتاح الاقتصادي على العالم والمحيط العربي”.
وأكد حمدان لـ”الصباح”، أن “الانتصارات على داعش أثمرت وانعكست على الرؤية الدولية للعراق، لذلك تتوافد البعثات الدبلوماسية والزيارات الرئاسية الى العراق تأكيداً على أهميته الاقتصادية والامنية والدور المحوري المهم الذي يلعبه على جميع الصعد الدولية والاقليمية بكل مساراتها الاقتصادية والسياسية”.
وأضاف، ان “الزيارات الدولية للعراق تحقق مبدأ التعاون المشترك لاعتبارات كبيرة منها مكانة العراق كدولة محورية تعزز من خلالها العلاقات التجارية والثقافية، وكذلك إجراء التنسيق الأمني ودعم الجهد الاستخباراتي من خلال الاتفاقيات لتبادل المعلومات بين البلدان وحماية الحدود وتعزيز الضربات الاستباقية التي تنهك قوى الارهاب وتقضي على جميع حواضنه وجيوبه”.
فيما لفت النائب عن المكون الايزيدي صائب خدر، إلى أن “هذه الزيارات تؤكد أن العراق عاد للعب دوره المحوري، خاصة بعد الانتصار على داعش الإرهابي”، مبيناً أن “على العراق أن يستثمر الزخم الدولي في عملية زيارات الرؤساء والملوك من خلال لعب دور مهم ومحوري في استقرار المنطقة اقتصاديا وامنيا”.
وأضاف خدر لـ “الصباح”، أن “العراق يعتمد على سياسة التوازن المبنية على أساس دعم المصالح العراقية من خلال الرؤى السياسية التي تعزز مبادئ التعاون والاستثمار ودعم العجلة الاقتصادية عبر ابرام اتفاقيات مهمة تستثمر هذه الزيارات”.
وأكد، أن “هناك كفاءات عالية المستوى في وزارة الخارجية عملت على إيصال الصوت العراقي الى كل المحافل الدولية، وتحتاج الدبلوماسية الى فاعلية أكبر وأكثر تأثيراً لكي تعطي للعراق دوره المميز في المنطقة، وأن تكون هذه الدبلوماسية مبنية على سياسة
التوازن”.
يشار إلى أن العراق شهد خلال الأيام الماضية زيارات لعدد من المسؤولين العرب والأجانب، ومن المقرر أن يزور الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن والرئيس الإيراني حسن روحاني والرئيس التركي رجب طيب أردوغان العراق خلال الشهر الحالي.