وصف رئيس الجمهورية برهم صالح "الفساد" بأنه الاقتصاد السياسي الذي يديم العنف، مؤكدا خلال مشاركته في ملتقى السليمانية السادس، ان الالتزام بالدستور والثوابت الوطنية يضمن بقاء العراق موحداً، فيما لفت الى ان البلاد مقبلة على تحولات اقتصادية كبيرة وبدأت تخرج من الازمات.
وانطلقت، امس الاربعاء، اعمال ملتقى السليمانية الدولي السادس، التي ستنتهي اليوم الخميس، بمشاركة عدد كبير من الوزراء والمحافظين ورؤساء الكتل السياسية واعضاء البعثات الدبلوماسية في العراق فضلاً عن رؤساء دول سابقين وشخصيات عربية وعالمية والعديد من المحللين السياسيين والاعلاميين.
إكمال الكابينة الوزارية
وقال رئيس الجمهورية في كلمة له في الملتقى: ان "الخصوصيات الكامنة في المجتمع العراقي هي مصدر اثراء لبلدنا لا عامل تفتيت ولا تقسيم"، موضحاً ان "كل المؤشرات السياسية تدل على استكمال الكابينة الوزارية بما فيها الوزارات الأمنية خلال هذه الايام".
واضاف ان "الفساد في العراق مشكلة كبيرة جداً، وهناك ما يشير بموضوعية الى تحوله الى ما يشبه الدولة العميقة التي تعيق بناء الدولة ومؤسساتها وفرض سيادة القانون فيها"، مشدداً على ان "الفساد هو الاقتصاد السياسي للعنف والذي يديم العنف، فان لم نستطع القضاء على الفساد فلن نستطيع القضاء على دوامتي العنف والازمة في العراق."
واكد رئيس الجمهورية ان "العراق يسعى الى تقريب وجهات النظر بين الجميع مستنداً الى عمقه العربي، وان البلاد مقبلة على تحولات اقتصادية كبيرة وبدأت تخرج من الازمات"، مشيراً الى ان "القضاء على الارهاب لن يتم بالوسائل العسكرية فقط بل من خلال التعاون والدعم الاقليميين والدوليين من كل الاطراف"، مبيناً "ان العراق لن يكون قاعدة عسكرية لاي دولة وعلى الجميع احترام سيادته".
شعب شبابي وفتي
من جانبه، افاد رئيس تحالف الإصلاح والإعمار، السيد عمار الحكيم، خلال مشاركته، بان "49 بالمئة من ابناء الشعب العراقي دون 19 سنة وهو شعب شبابي وفتي وعلينا ان لا نكون في وادٍ والشعب العراقي في وادٍ آخر".
وأضاف ان "العراق مختلف بعد داعش، وتحدي الخدمات يفوق كل تحديات العراق" مبينا ان "العراق الآن مختلف تماماً عما كان عليه في العام 2003 ونحن أمام عراق مختلف".
وأعرب عن تفاؤله "تجاه مستقبل العراق في ظل التحولات الكبيرة والتفهم الإقليمي" مؤكدا انه "ليس من مصلحة العراق ان يكون مع أي طرف إقليمي ضد آخر بل عليه ان يكون جسراً بين الفرقاء".
وشدد الحكيم "لابد من ان نبني دولة قوية اذا اردنا الاستقرار في العراق وان ينفتح مع دول الجوار ولا ينشغل بجراحه فقط"، فيما لفت الى ان "الصيف المقبل سيكون أول تحد حقيقي للحكومة في توفير الكهرباء والماء".
وتابع ان "تحالف الإصلاح صمد أمام تحديات كبيرة ويركز حالياً على مشروعه، ونشعر بقلق إزاء تقييم الاتحاد الاوروبي للانتخابات العراقية".
وأشار الى ان "هناك استثمارا لقوات الحشد في العمل السياسي" متوقعاً "اكتمال الكابينة الحكومية في غضون أسابيع".
تجاوز التحديات الاقتصادية
الى ذلك، اوضح وزير الصناعة والمعادن صالح عبد الله الجبوري، خلال الملتقى أن "رؤى وتوجهات الحكومة العراقية للمرحلة المقبلة تستند وترتكز بشكل أساسي على تجاوز التحديات الاقتصادية التي يواجهها العراق منذ أكثر من سنتين بسبب انخفاض أسعار النفط في السوق العالمية وتكاليف الحرب على الارهاب واعادة اعمار المدن المحررة وتفعيل وتحفيز القطاع الخاص وتشجيعه للمساهمة مع الحكومة في تنفيذ خططها وكذلك تأهيل الموارد البشرية ورسم إستراتيجية ورؤية اقتصادية جديدة للإصلاح الاقتصادي للسنوات القادمة" ، مؤكدا "اهمية توحيد الرؤى والتوجهات على مختلف المستويات والصعد للنهوض والارتقاء بالقطاعات والخدمات المختلفة في البلاد".
واشار الى ان "وزارة الصناعة والمعادن تمتلك شركات ومعامل ومصانع ذات بنى تحتية هائلة وتنتج مختلف المواد والسلع والبضائع التي يحتاج اليها المواطن ووزارات ودوائر الدولة كافة وقد انتهجت خططا واستراتيجيات ورؤى متكاملة تهدف الى تطوير النشاط الصناعي في العراق وتعزيز القدرة التنافسية للصناعة المحلية بما يتوافق مع محاور البرنامج الحكومي لتعزيز الثقة بالإنتاج الوطني وتعزيز دور قطاع الصناعة (العام والخاص والمختلط) في دعم الاقتصاد العراقي".