بغداد/ الصباح
أحيا العراقيون أمس السبت، الأول من شهر رجب، يوم الشهيد العراقي وذكرى استشهاد آية الله سماحة السيد محمد باقر الحكيم، وقدمت الرئاسات الثلاث العزاء لأبناء شعبنا بهذه المناسبة، حيث أكد رئيس الجمهورية برهم صالح أن الشهيد الحكيم يعد رمزاً وطنياً كبيراً وتاريخاً من البطولة التي رسمت الطريق لعراق متحرر من الاستبداد، وبينما أشار رئيس الوزراء عادل عبد المهدي إلى أن أيدي القتلة التي اغتالت الشهيد إنما اغتالت رمزاً ومرجعاً للشعب العراقي قاطبة وللعالم في مقارعة النظام الظالم، أكد رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي أن الشهيد الحكيم كان انموذجاً فريداً في الجمع بين التمسك بالثوابت والمرونة العالية.
وقال رئيس الجمهورية برهم صالح، في كلمة القاها خلال حضوره احتفالية ذكرى استشهاد آية الله سماحة السيد محمد باقر الحكيم ويوم الشهيد العراقي التي أقيمت أمس السبت بمقر رئيس تحالف الاصلاح والاعمار السيد عمار الحكيم: “حين نقف في ذكرى استشهاد سماحة آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم (قدس) فإننا نقف إزاء رمز وطني كبير وقامة علمية وجهادية متميزة، ونحن في حضرة رمز لتاريخٍ من البطولة والروح العراقية الأصيلة، تاريخ من الإخلاص للقيم النبيلة التي رسمت الطريق نحو عراق متحرر من الاستبداد”، وأضاف، ان “الشهيد قد سلك طريق الحق في مواجهة الاستبداد والتعسف والابادة حين كان العراقيون يواجهون أعتى الانظمة تعسفاً وتنكيلا”.
وأشار صالح إلى أن “المجرمين القتلة باغتياله كانوا يريدون النيل من هذه الثقة والارادة العراقية الوطنية، وقد خابت ظنونهم، فمن الرجال من يستشهد ليؤجج فينا حماسة النهوض والتقدم نحو الأمام”، وحيّا رئيس الجمهورية؛ البطولات التي قدمها أبناء العراق من الجيش والشرطة والحشد الشعبي والبيشمركة وأبناء العشائر الأحرار ومختلف المواطنين في تحرير المدن من الإرهاب.
تضحيات جسام
كما أصدر رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي، بيان تعزية في المناسبة، أكد فيه أن “القتلة اغتالوا رمزاً ومرجعاً للشعب العراقي قاطبة وللعالم في مقارعة النظام الظالم، وحاولوا إسكات لسان الشعب العراقي الناطق لإخراج البلاد من الاوضاع التي قادت إليها سياسة المغامرات والاستبداد والعنصرية والطائفية المقيتة”.
وتابع عبد المهدي: “لقد آمن الشهيد الحكيم منذ زمن طويل - وله كتابات بارزة وكلمات ومحاضرات كثيرة ربت أجيالاً متعاقبة - بأهمية إرساء الأسس الدستورية والقانونية الصحيحة لبناء دولة كريمة عادلة، ولإحقاق الحقوق وانتصار المظلومين والفقراء والمحرومين، كما عمل الشهيد طويلاً لتوحيد صفوف شعبنا بكافة أطيافه”، وأضاف، “لقد آن الأوان بعد كل هذه التضحيات الجسام أن ينعم شعبنا بالأمن والرفاه وإقرار الحقوق”.
أنموذج فريد
رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، أكد في كلمته في الحفل التأبيني الرسمي بذكرى يوم الشهيد العراقي واستشهاد آية الله الحكيم أن “الشهيد الحكيم، كان أنموذجاً فريداً في الجمع بين التمسك بالثوابت والمرونة العالية”.
وأشار الى أن “البلد يمر بجملة من المخاطر الا اننا تمكنا من تحقيق رصيد هائل من الانجازات اهمها الانتصار على الارهاب، وان استكماله يتم بإصلاحات حقيقية تمهد لإكمال تطلعات المواطنين”، وشدد الحلبوسي على أن “الحاجة أصبحت ضرورة في إخراج البلد من دائرة الأقوال الى دائرة القرار، ونحن اليوم أمام مسؤولية استكمال المشروع الذي قدمه الشهيد (الحكيم) في سبيل انجازه”، مؤكدا أن “السيادة لن تحدث الديمومة الا اذا ما التحمت بمشروع التنمية الاقتصادية من اجل مواجهة تحدي الدولة الأكبر”.
مشروع وطني
بدوره، قال رئيس تحالف الإصلاح والإعمار السيد عمار الحكيم في كلمته بالحفل التأبيني: “لقد خسرنا شهيد المحراب ليس على الصعيد الشخصي أو العائلي أو المناطقي فحسب، بل خسرناه ايضاً على صعيد العراق والعالم الإسلامي، لأنه كان من الشخصيات العراقية المعدودة التي تمتلك قدرة عالية على التواصل مع محيطها المحلي والإقليمي والدولي”.
وتابع السيد عمار الحكيم: “لقد كان يمثل بذاته مشروعاً للوحدة الوطنية تلتقي عنده كل القوميات والطوائف المتآخية في العراق، كما كان مشروعاً للقرار الوطني المستقل الذي يتعامل مع الآخر بمنطق الأولوية العراقية في بناء المشروع الوطني لنظامه السياسي المستقل، ومن هنا كان استهداف شهيد المحراب وفي وقت مبكر بعد سقوط النظام البائد، استهدافاً للوحدة الوطنية العراقية واستهدافاً لاستقلال القرار العراقي”.
كلمات وتأبين
من جانبه، أكد رئيس تحالف الفتح هادي العامري في كلمته، أن “شهيد المحراب محطة كبيرة في تاريخ العراق المعاصر تستحق الوقوف عندها، حيث ابتلي العراق بنظام دكتاتوري وتحول الى سجن كبير وكان لديه ماكنة إعلامية تغطي على جرائمه البشعة، فضلا عن الدعم الإقليمي”، لافتاً إلى أن “العراق يمر بظروف صعبة وتحديات والمنطقة تمر بأزمات كبيرة لا يمكن نكرانها، ولكن يمكن أن نعبرها ونديرها بحكمة وعقل وهنالك فرصة كبيرة للنجاح”.
أما ممثلة الأمم المتحدة في العراق جینین هینیس بلاسخارت، فقالت في كلمتها بالحفل التأبيني: “نحن مجتمعون هنا لتأبين ذكرى شهيد المحراب وجميع شهداء العراق، وشهيد المحراب قدم التضحية الاكبر لجميع العراقيين”، لافتة الى ان “هنالك مبدأ اساسيا في قبول بعضنا البعض وشهيد المحراب هو ذكرى عطرة تدفعنا الى الالتحام».