متحف النسيج الكردي.. تعريف بالإرث التاريخي

ريبورتاج 2022/01/19
...

 خالد ابراهيم 
مما لا شك فيه أن المتاحف تعد من المعالم التاريخية والثقافية لكل مدينة، وفي مدينة أربيل هنالك متاحف متعددة ومن بينها متحف النسيج الكردي، الذي يعنى بكل ما يتعلق بالنسيج والمفروشات والسجاد اليدوي القديم. ويضم المتحف قطعاً تاريخية قديمة ومميزة، كون أغلبها من صنع أيدي الأجداد والآباء قبل عشرات السنين،
 وللتعرف أكثر على المتحف وأقسامه وما يضم من تحف ومفروشات نادرة، التقينا بالسيد سرتيب مصطفى المشرف على متحف النسيج الكردي في قلعة أربيل والذي حدثنا بدوره قائلاً: هذا المتحف تم تأسيسه عام 2004، بهدف الحفاظ على كل المقتنيات الموجودة هنا في المتحف، لأن كل ما موجود هنا عبارة عن قطع نادرة وتاريخية، واذا لم يتم الحفاظ عليها ستكون عرضة للتلف والضياع، وقبل عشرات السنين كان آباؤنا وأجدادنا يستخدمون هذه القطع الموجودة في المتحف، اذ كانوا يستخدمونها في حياتهم اليومية و يصنعونها بأيديهم، وأغلب هذه القطع والمفروشات اصبحت لا تستخدم في يومنا هذا وذلك بسبب التطور الحاصل، فالحياة تغيرت والناس الآن اصبحوا يستخدمون المستورد، وخصوصاً في ما يتعلق بالمفروشات، إلى جانب أن هذه المفروشات التي كانت تصنع يدوياً بحاجة الى جهد كبير، اضافة الى أنها تأخذ وقتاً طويلاً، كما أنها بالمحصلة ستكون مكلفة جداً وتكون ذات وزن ثقيل، فاليوم اصبحت هذه المفروشات الموجودة في المتحف قطعاً نادرة، ونحن هنا لحمايتها والحفاظ عليها، وايضاً نهدف إلى مسألة أخرى وهي التعريف بالإرث التاريخي الذي نحمله، فكان آباؤنا وأجدادنا يحملون ذوقاً رفيعاً وراقياً، وخصوصاً في ما يتعلق بالألوان والنقوش المزركشة، فعلى سبيل المثال قبل أكثر من مئة عام على أقل تقدير، كانت بعض القطع المصنوعة باليد كالمفروشات بألوان ونقوش ذات تنسيق عالي المستوى، فاذا تمعنا بهذا العمل الفني الكبير فأغلب أجدادنا وآبائنا كانوا يعملون بالفطرة، وحتى إنهم لم يكملوا الدراسة، ولكنهم تمكنوا من صنع هذه الأشياء
الجميلة.
وأردف قائلاً: ما يميز هذه المفروشات أن لكل قرية وكل عشيرة ما يميزها في هذه المفروشات من ناحية اللون والنقوش، ففي وسط أربيل تختلف عن قرى وأطراف أربيل، وكذلك باقي المدن والمناطق الاخرى، و80 % من أعمال هذا المتحف هي من صنع أيادي النساء الماهرات، وأغلب ألوان القطع الموجودة في المتحف مستمدة من الطبيعة.
 
أقسام المتحف
يضم المتحف طابقين، وكل طابق يتألف من عدة أقسام وللتمعن أكثر، أضاف مصطفى : إن المتحف يتألف من طابقين، الطابق السفلي والطابق العلوي، والطابق السفلي ينقسم الى ثلاثة أقسام، ويضم نسيج ومفروشات أطراف مدينة أربيل، والتراث والفولكلور الكردي، واما الطابق العلوي فيضم تحفيات وفضيات الى جانب أشياء من كل العشائر الكردية، ويضم السجاد والمفروشات واللباد والأرضيات والمهد الخاص بالأطفال والأشياء التي تتعلق بالمواد الزراعية وكذلك الحيوانية، وأشياء كثيرة مصنوعة من أصواف  الخراف، وكل القطع الموجودة توجد عليها شروحات بثلاث لغات: الكردية والعربية والانكليزية، ودائماً هناك زوار وسياح يرتادون المتحف، فلدينا زوار من جميع المحافظات العراقية الاخرى، وكذلك من دول الجوار وخصوصاً في أيام العطل والمناسبات، وفي الأيام الاعتيادية، وخصوصاً ايام الدوام تكون الزيارات قليلة، ولكن في العطل والأعياد تكون كثيرة، ونقوم بتقديم كل الشروحات والتسهيلات للزوار، ونقوم دائماً وبشكل دوري باضافة قطع للمتحف ودائماً هي بحاجة الى دعم مستمر، وهناك زيارات للوفود الأجنبية وكذلك الوفود الخاصة التي تأتي بزيارات رسمية الى مدينة أربيل وتكون لديهم زيارات الى المتحف، وايضاً زيارات اخوتنا العرب من بقية المحافظات العراقية خصوصاً في مناسبات أعياد رأس السنة ونوروز، وبالتحديد مع «الكروبات» السياحية، اذ يلقى المتحف استحسانهم واعجابهم ويتعرفون على تراث وفولكلور اقليم كردستان ومدينة أربيل من خلال ما موجود في المتحف. 
 
مشاركات عالميَّة
وشارك متحف أربيل للنسيج الكردي في متحف باريس وقد استطرق مشرف المتحف قائلا: نحن نعتبر أول متحف يشارك في مقر اليونسكو في فرنسا، اذ كانت هنالك فعالية حول المتاحف، وقمنا بمشاركة بعض القطع النادرة من المفروشات، وشاركنا بها في باريس واعدناها الى المتحف بعد انتهاء المعرض
آنذاك.
 
معلم ثقافي
دائماً ما تعد المتاحف معلماً ثقافياً جميلاً لكل مدينة، وهذا المتحف يضيف لمدينة أربيل جمالاً اضافياً، كونه يعرف الزائر او السائح بكل الحقب التاريخية للمدينة وخصوصاً في ما يتعلق بالنسيج والمفروشات، وحول هذا الموضوع التقينا بالسيد نادر روستي المتحدث الرسمي باسم هيئة السياحة في اقليم كردستان والذي تحدث لنا قائلاً: إن هذا المتحف ليس الأول من نوعه كمعلم ثقافي للمدينة، فهناك متحف أثري وآخر ثقافي ويوجد له شبيه في محافظة السليمانية ودهوك، وكذلك في كرميان و بعض الأقضية والنواحي الأخرى، ولكن ما يميز متحف النسيج في أربيل أهميته التاريخية، وكذلك موقعه، فهو يقع داخل قلعة أربيل التاريخية، ما اعطاه أهمية ستراتيجية أخرى، والمتحف يمتاز بجمال التصميم وطريقة التقديم والخدمات، ويضم المتحف كل أنواع النسيج والمفروشات الموجودة في مختلف محافظات اقليم كردستان القديمة، وهي قطع نادرة من الأعمال اليدوية موجودة الى يومنا هذا. ويضم المتحف تراث وفولكلور أغلب القرى والأقضية والنواحي في اقليم كردستان، وكل ما يتعلق بالنسيج والحياكة اليدوية تم جمعه ووضعه بهذا المتحف، ومن يود التعرف على تاريخ الكرد في ما يتعلق بالنسيج والمفروشات والحضارات المتعاقبة وكل الأعمال اليدوية، عليه زيارة متحف النسيج الكردي، ويعد هذا المكان قبلة للسياح والزوار، فمنهم من يحب الأماكن الترفيهية والسياحية، وهناك قسم آخر من السياح الذين يودون التعرف على ثقافة الشعب من خلال زيارة المتاحف والمعالم التاريخية، فالعديد من السياح يودون التعرف على تاريخ وثقافة الشعب الكردي فيقومون بزيارة هذا المتحف ويتعرفون عن كثب على الحضارات المتعاقبة في المدينة.ونحن كهيئة سياحة نقدم كل ما بوسعنا من خدمات سياحية وتسهيلات للسياح، ونولي المتحف اهتماماً كبيراً، فهو من الأماكن السياحية، فالسياح يقصدون هذه الأماكن التاريخية والثقافية.