محمد جواد ظريف من الدراسة الحوزوية إلى أميركا والعلاقات الدولية

قضايا عربية ودولية 2019/03/13
...

جواد علي كسار
 
كان لا يزال صبياً حين زارت منزله مجموعة من المعممين، وقد عرضوا على والده أن يرسلوه إلى حاضرة مدينة قم العلمية، لكي ينخرط في سلك طلبة العلوم الدينية، لأنه بحسب زعمهم مؤهل أن يكون مرجعَ تقليد في المستقبل، فرحب الوالد بشدّة ورفضت والدته بإصرار، وانتصرت رغبة الأم، ليكون هذا الموقف بمنزلة المنعطف الذي حوّل مسار حياة محمد جواد ظريف من مدينة قم ووعود المرجعية الدينية، إلى أميركا والعلاقات الدولية؛ فكيف حصل ذلك؟!

قرار أميركا
جاءت خطوة عائلته بدفعه إلى أميركا أشبه ما تكون بالإبعاد الإجباري والنفي عن إيران. فعائلة ظريف الميسورة التي تأتي في أرفع درجات الطبقة المتوسطة أقرب ما تكون إلى الطبقة الغنية؛ هذه العائلة الطهرانية من حيث الأمّ الأصفهانية من حيث الأب، كانت تخشى أن يسقط ولدها في براثن النشاط المعارض للشاه، ويكون من ثمّ ضحية واحدة من الاتجاهات النضالية الحركية الكبرى التي كانت تستقطب الساحة الإيرانية يومذاك؛ حزب تودة الشيوعي (اليسار الثوري)، منظمة مجاهدي خلق (اليسار الإسلامي) والخمينيون الذين كانوا من حيث خصائص التكوّن العضوي لا زالوا في الطور الجنيني؛ أضف إلى ذلك نشاط جمعية المؤتلفة (اليمين الإسلامي) وتيار الحجتية الذي يمثل بقناعاته العقدية وحركيته الاجتماعية، يمين اليمين الإسلامي!
حصل ذلك حين لم يتخطّ سنه السادسة عشرة بعد، إثر نقاش ساخن بين اتجاهين داخل العائلة، الأقوى ويمثله الوالد الذي كان يرغب إرسال ولده إلى بريطانيا، لخصائص المجتمع الانكليزي المحافظ؛ ولأنها أقرب إلى إيران، والآخر الذي أذعن لرغبة ظريف نفسه الذي أصرّ على أميركا دون بريطانيا، وهذا ما كان.
 
حياة محافظة
الطريف الذي يذكره ظريف عن حياته في إيران قبل أن يغادر إلى أميركا، هو سمات المحافظة الغالبة والتديّن التقليدي المهيمن على أسرته. فلا مذياع وبالتأكيد لا موقع للتلفاز، والصحافة لا تدخل البيت ولا مجال للموسيقى، فكلها من المحرمات، إلى الحدّ الذي كان يطلب من سائق التاكسي غلق المذياع عندما كان يبث الموسيقى. أجل، دخل المذياع إلى بيتهم لكن باستعمال محدود، إذ كانت العائلة تستفيد منه في الاستماع لأدعية السحر في شهر رمضان، ثمّ يُحجر عليه ويُحتجز في الدولاب إلى السنة القادمة، وهكذا.
لم يمل إلى الفنون، ولم يدخل السينما قبل سنّ الخامسة عشرة، رديء الخطّ لذلك كان يُبادر لطباعة نصوصه تلافياً لمشكلات رداءة الخطّ. تحوّلت العزلة في طفولته إلى ميلٍ وثقافة ظلّت ترافقه في حياته العامّة، فقد كانت علاقاته مع الآخرين تحت رقابة صارمة من أسرته، خوفاً عليه من المنزلقات الأخلاقية، ثمّ المخاطر السياسية. لذلك نشأ ميالاً للعزلة والفردية، قليل الأصدقاء لم يختلط بالمجتمع، قليل السفر إذ لم يغادر إيران إلا مرّة واحدة إلى العراق لزيارة العتبات، وأخرى بصحبة والدته إلى بريطانيا حين ذهبت إليها للعلاج. رغم أن بلده مترامي الأطراف وإيران أشبه بالقارة التي تجمع الفصول الأربعة، إلا أن سفره الداخلي محدود جداً؛ برحلتين سنويتين واحدة إلى مشهد عاصمة إقليم خراسان ومرقد الإمام علي بن موسى الرضا، والأخرى إلى أصفهان، تدوم كلّ واحدةٍ منهما شهراً.
 
اتلاف الكتب!
انكبّ على القراءة ليعوّض عزلته عن الاختلاط بالمجتمع وسلوة الأصدقاء، وكانت له علاقة جيدة بالشعر لاسيما ديوان حافظ الشيرازي (725 ـ 792هـ) أسوة بملايين الإيرانيين. تكوّنت له مكتبة ما زالت بعض كتبها موجودة من أيام الصغر، عليها طمغة خاصة، عنوانها: «مكتبة محمد جواد ظريف»، حيث دأب على تدوين هوامشه وملاحظاته على ما يقرأ من كتب، منها كتب مهدي بازركان (1907 ـ 1995م) لأنه كان يُمارس القراءة بجدية وصرامة، على النحو الذي أصيب بصداع نصفي وتضرّر بصره. يتذكر من تلك المرحلة استعارته كتاب «فاطمة يا فاطمة» للدكتور علي شريعتي (ت: 1977م)، من كلية العلوم الاجتماعية، وكيف أن والدته بادرت لاتلاف هذا الكتاب في جبّ ماءٍ، مع عدد آخر من الكتب الدينية حين قام جهاز الأمن الإيراني السافاك، باعتقال عدد من زملائه في الدراسة، ما أصاب الوالدة بالقلق ودفعها للقضاء على تلك الكتب، الأمر الذي أثار غضب ظريف وحنقه لاسيما بشأن كتاب شريعتي المُستعار «فاطمة» لأنه أمانة لديه.
شهدت المدّة المتأخّرة من وجوده داخل إيران، انفتاحاً جزئياً على النشاط الاجتماعي لحسينية الإرشاد شمال طهران، بمحورية علي شريعتي الذي أشعل روح الشباب باليقظة والحماسة والحركة، مع فعاليات خطابية محدودة لظريف في مدرسته المشهورة؛ مدرسة علوي، ومشاركات موزّعة بين التيارين المتعارضين؛ التيار التقليدي المحافظ المتمثل بالحجتية، والتيار الثوري المتمثل بخطّ شريعتي ومجاهدي خلق، والطريف أن قراءاته كانت تتوزع بين الاتجاهين الثوري والمحافظ معاً، ما يدل على أنه كان حتى ذلك الوقت «لا بشرط» كما يُقال بلغة المنطق، أي دون انتماء وميل واضح؛ بلا طعم ولا لون ولا رائحة، إلا من كونه محسوباً عائلياً على خطّ التديّن التقليدي.
 
الدروس الحوزوية
إضافة إلى القراءة وممارسة فعالية الخطابة في المدرسة، والمشاركة بجلسات غير منتظمة للحجتيين والثوريين معاً، دأب مدّة من الزمن على تلقي بعض الدروس في مقدمات العلوم الحوزوية، في الصباح الباكر من كلّ يوم قبل ذهابه إلى المدرسة الرسمية، بيد أنّ هذا المشروع تعثّر، وانتهى معه حلم أبيه في دفع ولده إلى حاضرة قم لتحصيل العلوم الإسلامية، وأن يرى فيه مجتهداً ومرجعاً للتقليد على حدّ ما تمناه بعض أصدقاء الوالد!
إذا كانت الطفولة وميوعة الصبا وحذر العائلة وحصارها، عذراً لمحمد جواد كي لا يرتبط بالمناخ الثوري الضارب ببلده، فإن الأمر يختلف بالنسبة إلى والدَيه. والده متديّن تقليدي لم يترك صلاة الليل، يعيش وضعاً مالياً ممتازاً، بيدَ انه معادٍ شديد للثورة وللجمهورية الإسلامية، هكذا كان حتى وفاته سنة 1984م. وكذلك كانت والدته التي عاشت بعد وفاة أبيه عشرين سنة أو أكثر، ملتزمة دينياً على النهج التقليدي في التديّن، وكلاهما ينحدران من عائلتين ميسورتين بل ثريتين، فورث عنهما ظريف الثروة والمال والعقار والرفاهية، بحيث لم يحتج إلى هبات الآخرين ومساعداتهم في أطوار حياته كافة، ولم يستفد من مغانم السلطة والمواقع التي تسنمها بتاتاً. فعدا راتبه الشخصي لم تدرّ عليه الوظيفة أيّ مزايا إضافية، من قبيل تسهيلات الحصول على سيارة خاصة أو منزل أو قطعة أرض، لأنه عاش في ظلّ ثروة والديه بغنى عن ذلك كلّه.
 
الزواج!
محمد جواد ظريف هو الثمرة الوحيدة من زواج والدته الثاني بزواج والده الثاني أيضاً. فعندما توفيت زوجة والده كانت لوالده بنت، وعندما تزوج من والدته كانت لوالدته بنت وولد من زواجها السابق، لتكون حصيلة الأسرة بهذا اللحاظ بنتان وولدان.
بشأن ظريف نفسه، فقد تزوج باكراً وهو في سنّ التاسعة عشرة من فتاة اصفهانية بسنّ السابعة عشرة، تنحدر من أجواء متدينة و ثورية. وقد تمّ الأمر بغاية السهولة، حيث دعته أخته إلى إصفهان واستضافت فتاتين، زوجته المرتقبة وربما أختها، على النحو الذي لم يتبيّن لظريف أيّ الفتاتين مقصودة بالزواج، وأنها ستكون زوجته! بعد ذلك استأذن ظريف والديه وقد كانا لا يزالان في طهران، إذ توجه بصحبة أخته وزوجها لخطبة الفتاة الإصفهانية، حيث قرأ في جلسة الخطبة شيئاً من القرآن والحديث، وهو ما لقي استجابة لدى الفتاة، وسط أجواء كانت يومذاك ملتهبة بالحماس الديني والعنفوان الثوري، الذي كان يهزّ إيران من أقصاها إلى أقصاها، أوائل انتصار الثورة الإسلامية في شباط 1979م. عقد على زوجته في ليالي القدر وانتهى كلّ شيء بخير.
لقد كان سنّه حال الزواج (19) سنة، وسنّ زوجته (17) سنة، ومن طريف ما يذكره أن زواجه الوحيد والفريد ذاك، أثمر عن ولد تزوج في سنّ (19) أيضاً، وبنت تزوّجت هي الأخرى في سنّ (17) سنة! أتمت ابنته دراستها العليا في الهندسة المعمارية مختصة بالتصميم الداخلي، والولد مهندس كهرباء ثمّ ماجستير إدارة أسواق لم يلتحق بوظائف الدولة، و بعكس والديهما اتقنت ابنته العزف على البيانو، وبرع ابنه بالعزف على آلة السنطور.
 
أسوأ عادة!
من أسوأ عادات ظريف الشخصية التدخين، فقد كان شرهاً يدخّن يومياً ثلاثة سيكار «چروت»، بيد أنه أقلع عن ذلك عندما أنهى الرئيس السابق أحمدي نجاد خدماته في وزارة الخارجية، أو في الحقيقة طرده من العمل!
أخيراً يبقى أطرف ما في مرحلته الإيرانية هو ذهابه إلى أميركا، حيث تمّت المهمة والحصول على جواز السفر بمعونة أحد «المتدينين» من أصدقاء والده، قبل أن يتبيّن له بعد ذلك أن هذا المتديّن المسلكي المتقيّد بظواهر الشريعة الذي سهّل له مهمته، ليس سوى رجل من رجال منظمة السافاك (جهاز الأمن الإيراني على عهد الشاه) مندّس بين صفوف المتدينيين!
 
في أميركا 
يذكر ظريف أنه وصل إلى أميركا ولم يبلغ السابعة عشرة بعد، كما لم يُتم دراسته الثانوية. عندما كان لايزال في طهران زوّده أحد أساتذته بمدرسة علوي، بهواتف مجموعة من الطلبة الإيرانيين النشطين في نطاق «الاتحاد الإسلامي في أميركا»، لكن والدته فتشت حقيبته قبل سفره، وأتلفت ورقة الهواتف هذه دون علمه، ولما انتبه إلى الأمر في أميركا وجد نفسه وكأنه في تيه، خفّف منه بعض الشيء وجود أقرباء له من الطرفين؛ عمه من طرف أبيه، وبعض أقرباء والدته، فاحتضنوه وقدموا له تسهيلات الالتحاق بالمدارس الأميركية ليُتمّ مرحلة الإعدادية، وهذا ما حصل في سان فرانسيسكو، وقد أعانته على ذلك لغته الإنكليزية التي كانت جيّدة، وهو في طهران، حيث حصل في اختبارات «تافل» أول وصوله إلى أميركا على درجة (540).
عندما حلّ شهر أيلول من عام 1978م كان ظريف قد دخل جامعة سان فرانسيسكو، قسم الكمبيوتر، بيد أن ذلك لم يرق له، ففكر بالانتقال إلى جامعة أخرى، خاصة مع تصاعد حوادث الثورة في بلدة، والميول التي لم تكن تخفيها هذه الجامعة، إلى الشاه ونظامه ضدّ الثورة وأنصارها.
 
حلقة بركلي
نقل دراسته بالفعل إلى جامعة بركلي التي كانت تعدّ ليبيرالية بالمقارنة مع جامعة سان فرانسيسكو. لكن الأهم من ذلك هو تعرفه على حلقة بركلي وارتباطه بالاتحاد الإسلامي للطلبة الإيرانيين في أميركا وكندا. فقبل انتصار القورة الإسلامية بنحو ستة أشهر، اكتشف هذه الحلقة أو اكتشفته من خلال جهودها الحثيثة الناشطة، في استقطاب الطلبة الإيرانيين وضمهم إلى هياكلها التنظيمية وزجّهم بنشاطات الاتحاد الطلابي؛ هذا الاتحاد الذي كان يُعدّ أصلب إطار تنظيمي دولي لمعارضة نظام الشاه.
 لقد كانت حلقة بركلي من أنشط فروع الإتحاد الإسلامي وأكثرها فاعلية، فهي تضمّ على سبيل المثال افراد من قبيل محمد هاشمي رفسنجاني (شقيق رفسنجاني ومدير الإذاعة والتلفزيون بعد الثورة) ومحمد جواد لاريجاني (مسؤول رفيع في الخارجية واستلم ملفات خطيرة، وهو نظرياً أبرز الأربعة من الأشقاء لاريجاني: صادق وجواد وعلي وباقر) وحسين شيخ الإسلام (أحد العقول البارزة في الخارجية الإيرانية، وصاحب الدور الكبير في صياغة السياسة الإيرانية في سوريا ولبنان) ومحسن نور بخش (أحد أبرز العناصر في رسم السياسات الاقتصادية في عهد مير حسين موسوي، ومن الحلقة الخاصة لهاشمي رفسنجاني، تسنم بالتناوب موقع وزير الاقتصاد ورئاسة البنك المركزي) ثم يأتي في الطليعة وقبل هؤلاء جميعاً، مؤسس هذه الحلقة مصطفى جمران، وزير الدفاع في  عهد الجمهورية الإسلامية. 
 
نصيحة شيخ الإسلام!
حسين شيخ الإسلام ناشط بارز في حلقة بركلي، أخذ موقعاً متميزاً  في وزارة الخارجية بعد انتصار الثورة، وكان له الدور الكبير في تجسير العلاقة بين طهران ودمشق، وطهران وطرابلس الغرب بدفع من السيد الخميني، الذي كان يحثّ الخارجية الإيرانية على بناء رؤوس ارتباط قوية مع عاصمتين، هما دمشق وموسكو. كما له بصماته الخاصة في الوجود الإيراني داخل لبنان، عبر حزب الله وغيره، وهو إجمالاً شخصية مهمة ومركبة ومعقدة، بحاجة إلى ملف قائم بذاته.
في أحد اللقاءات بينهما، قال شيخ الإسلام لظريف، نصاً: بمقدور الجميع أن يتحوّل إلى متخصص بالحاسوب (الكومبيوتر) لكن ليس بمقدور أيّ أحد أن يكون سياسياً رشيداً يخدم الجمهورية الإسلامية. الحصيلة أن هذه الملاحظة من حسين شيخ الإسلام ثمّ إصداره عليها، دفعت ظريف إلى تبديل اختصاصه من علوم الحاسوب (الكومبيوتر) إلى اختصاص العلاقات الدولية، ما أدّى إلى تغيير مسار حياتي ومقدراتي بالكامل، كما يقول ظريف الذي تحوّل بالفعل للتسجيل في قسم العلاقات الدولية بجامعة بركلي. 
على ذكر الناشطين في الاتحاد الإسلامي لطلبة أميركا وكندا، يحدثنا ظريف أن حلقة بركلي وفرع الاتحاد هناك، كانا أقرب إلى رجال الدين وأكثر ميلاً إليهم، لاسيما محمد هاشمي شقيق رفسنجاني، وجواد لاريجاني شقيق صادق لاريجاني الرئيس السابق للقضاء. كما كانت العلاقات ليست على ما يرام بين حلقة بركلي وشمال كالفورنيا عامة وإبراهيم يزدي (أحد أبرز قيادات حركة الحرية وأول وزير خارجية بعد الثورة) كما لم تكن على إنسجام أيضاً مع علي رضا نوبري الذي ترأس بعد الثورة، وعلى عهد أبو الحسن بني صدر البنك المركزي الإيراني. 
 
العمل الدبلوماسي
عندما بدأ نظام الشاه يضعف وتتآكل مؤسساته في الداخل، كانت سفاراته وقنصلياته ومؤسساته في الخارج تنهار على نحو أسرع الواحدة تلو الأخرى، تحت ضربات المعارضة في الخارج، وفي طليعتها الاتحاد الإسلامي المنتشر في أغلب عواصم العالم وأهمها. على هذه الخلفية سيطر الإتحاد بمبادرة ثورية من نور بخشي وشيخ الإسلام ومجتبى محزون (أستاذ جامعي مرموق في جامعة شيراز بعد الثورة) وعدد آخر من الناشطين؛ سيطروا على القنصلية الإيرانية في سان فرانسيسكو وصارت تحت إدارتهم المباشرة.  كانت هذه الخطوة ايذاناً ببدء شوط ظريف بالعمل الدبلوماسي، ابتداءً من موظف محلي بسفارة بلده وقنصليتها في أميركا، ثم وبعد قطع العلاقات بين الطرفين إثر حادث احتلال السفارة الأميركية بطهران، ببعثة ايران في نيويورك ومكتب رعاية المصالح، حيث التحق بهذا العمل منذ أن كان في سنّ التاسعة عشرة، إلى أن تبوأ موقع أعلى موظف في الدبلوماسية الإيرانية من خلال وجوده على هرم الخارجية، ما يمنحنا نافذة واسعة لمعرفة كواليس وزارة الخارجية، والبارز من ملفات السياسة الخارحية الإيرانية ومواقفها الدبلوماسية، في الحلقة المقبلة إن شاء الله العزيز.