كيف تجعلين الكتاب صديقاً لطفلك؟

اسرة ومجتمع 2022/03/18
...

  بغداد: أسرة ومجتمع
 
استيقظت الأم يوماً ما من نومها صباحاً، فشاهدت أطفالها الثلاثة الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و7 سنوات، يمسك كل منهم بكتاب بين يديه، مستغرقين في القراءة بشغف واهتمام شديد، والعجيب المدهش أن الصغير يمسك بكتاب وينظر إليه بإمعان واهتمام، فسألته الأم: ماذا تفعل؟ فقال: أنا أقرأ يا أمي، فلاحقته متعجبة: لكنك لم تتعلم القراءة بعد! بعبارات حازمة وبجدية شديدة أجاب صغيرها: أنا أقرأ مثل أحمد وحسن، هما يقرآن من دون أن يفتحا فمهما، وأنا أقرأ مثلهما.
والآن هل هناك دليل بعد تلك اللقطة على أن القراءة وحب الكتاب أسلوب تربية وتعود وتقليد، والسؤال: كيف أجعل من الكتاب صديقاً وعادة لطفلي؟ 
قواعد قبل تعليم الطفل حب الكتاب:
على الآباء أن يتحلوا بالصبر وألا ينتظروا نتائج فورية عند محاولة تعليم الطفل حب القراءة والكتاب، خطوة من بعد خطوة، سيعشق طفلك عالم الكتب.
إجبار الطفل على القراءة يفقده المتعة، ومن يفقد متعة شيء ما يتركه في أول فرصة، اعتمدي على إثارة الشغف ولا تفقدي الطفل متعة القراءة.
اليوم هناك كثرة في الملهيات وبرامج الترفيه والهوس بالهواتف الذكية؛ والتي تقدم فعلياً المفيد للنمو العقلي والبناء المعرفي للطفل، ما يشكل صعوبة إضافية، ولكن القراءة ممكنة من خلالها.
للقراءة أثرٌ إيجابيٌ على الدماغ، حتى مع الصغار الذين لم يتعلموا القراءة بعد، سيكون أداؤهم المدرسي أفضل حين يكبرون.
الاستمتاع بالقراءة سيفيد الأطفال الكبار، ويسهم في تقوية المهارات الاجتماعية، ومهارات الكتابة والمفردات، وتنمية القدرة على بناء المعرفة الشاملة.
تحفز نشاط الدماغ
القراءة تجعل الأطفال أكثر تعاطفاً وودية، إذ يمكن للكتب أن تُعلِّم الأطفال الحرص على مشاعر الآخرين، وهناك ارتباط قوي وإيجابي بين بيئة القراءة المنزلية، وتنشيط الدماغ  أثناء الاستماع إلى القصة، إذ تحفز نشاطاً أكبر في مناطق الدماغ.
فالأطفال الذين يقرؤون في مرحلة الطفولة، وسن ما قبل المدرسة؛ يتمتعون بمهارات لغوية أقوى، أما الآباء والأمهات الذين يقضون وقتاً في القراءة لأطفالهم، فيدعمون علاقاتهم بأولادهم، ويمحون الأمية المبكرة لديهم ويساعدونهم على الاستعداد للمدرسة، ويعلمونهم مهارات اجتماعية.
لذلك اسمحي لطفلك بأن يكون له رف خاص في غرفته؛ يضع عليه الكتب التي يحب قراءتها، أو خصصي له أحد الرفوف؛ فتعبرين عن احترامك لخصوصيته
ولترغيبه في القراءة وجعل الكتاب صديقاً له؛ واظبي على القراءة بشكل يومي له، فيصبح أقل عرضة لخطر فرط النشاط.
تعتبر القصص المصورة من الوسائل الفعالة لتعويد الطفل على القراءة الذاتية؛ نظراً لتوظيف الصورة كأداة مساعدة على فهم المحتوى، كما أنها تجتذب الأطفال.
خصصي يوماً واحداً للذهاب مع الأسرة إلى أقرب مكتبة، واسمحي لطفلك بأن يختار الكتب أو القصص ليقرأها بالمنزل، ويحصل على بطاقة المكتبة.
يعشق الأطفال التكنولوجيا في عصرنا الحالي، ويمكن استخدام عشقهم هذا وتحويله عشقاً للقراءة؛ وذلك من خلال الكتب الإلكترونية.
اجعلي الكتاب صديقاً ورفيقاً لطفلك، واملئي غرفته بالكتب، واجعليها متاحة ويستطيع النظر إليها بسهولة في جميع أنحاء المنزل أيضاً.