الأوراسية من بريجنسكي إلى الكسندر دوغين (2 ــ 1)

قضايا عربية ودولية 2022/04/05
...

  جواد علي كسار
قَد يعترض بعضهم على المقارنة بين الأميركي زبغنيو بريجنسكي (1928ـ 2017م) والروسي الكسندر دوغين، ويرى أن الميزان يميل للأوّل على حساب الثاني. فعلاوة على تعليمه الأكاديمي الرصين في أشهر الجامعات الكندية والأميركية، يُعدّ بريجنسكي مفكراً ستراتيجياً رصيناً، يرتكز إلى منظومة فكرية مترابطة، وجهاز مفاهيمي ثري، ويتحلى برؤية آيديولوجية أو فلسفية عميقة وواضحة، في إيمانه بالغرب والدفاع عن وجوده ونسقه الثقافي وأسلوبه في الحياة، وضمان تفوقه ولاسيّما في نسقه الأميركي.
بينما لا يعدو الكسندر دوغين أن يكون آيديولوجياً ومبشراً وداعية وحسب؛ وفي أحسن الحالات مثقفاً برؤية فكرية تخلط بين أمشاج، تستعيرها من التأريخ والاثنية والجغرافية السياسية لروسيا، وتمزجها على عجل بالدين وبعض المنتجات المنتقاة من الفلسفة والعرفان.
 
سجل بريجنسكي
في عام 1964م أصدر بريجنسكي المنحدر من أصول بولندية ومن أسرة أرستقراطية؛ كتاباً بالاشتراك مع المفكر الأميركي صمويل هنتغتون (1927ـ 2008م) صاحب أطروحة صراع الحضارات؛ عنوانه: «السلطة السياسية: الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي» تجدّد طبعه عدّة مرات.
تقوم الأطروحة الأساسية للكتاب، على فكرتي «التقاطع» و«السيرورة». فكلّ ظاهرة متحرّكة ضمن قوانين خاصة، بما في ذلك المجتمع، ومن ثمّ فإن المجتمع السوفياتي ومن خلفه النظام السياسي للاتحاد السوفياتي؛ يتطوّر بحكم منطق السيرورة باتجاه النظام الرأسمالي، حتى يحصل بين المجتمعين السوفياتي والأميركي، أكبر قدر من التشابه، عند نقطة التقاطع، التي كان بريجنسكي يعني بها، نقطة الالتقاء وبلوغ مساحة تفاهم مشتركة بين الخصمين.
أزعجت هذه الرؤية التحليلية التي أطلقها بريجنسكي في كتاب الستينيات من القرن الميلادي المنصرم؛ المنظرين السوفييت، بيدَ أن هذا هو ما حصل فعلاً بالانهيار السياسي للاتحاد السوفياتي عام 1991م، واندفاع المجتمع الروسي اقتصادياً وثقافياً وسلوكياً، صوب الأنموذج الغربي.
 
بين عصرين
لم تكن نظرية التقاطع والسيرورة وتقدّم المجتمع السوفياتي نحو الأنموذج الغربي والأميركي تحديداً، هو المثال الوحيد للتحليل الستراتيجي التنبوئي الذي أطلقه بريجنسكي. ففي عام 1970م صدر له كتاب: «بين عصرين: أميركا والعصر التكنتروني» (صدرت النسخة العربية عام 1980م عن دار الطليعة ببيروت، بترجمة كفوءة وتقديم رائع لمحجوب عمر). ينطلق الكتاب من فرضية أساسية مؤدّاها، أن العالم بفعل التطوّر التكنولوجي ـ الإلكتروني المزدوج، مقبل على ثورة في وسائل الاتصالات والإلكترونيات، سيكون من أبرز نتائجها تفتت العالم وتمركزه في الوقت نفسه!
يصيب التفتّت قاعدة الهرم العالمي، عبر ازدياد مطّرد لدور الجماعات المعبّرة عن الأعراق والأجناس والهويات الدينية، فيما سيحصل التمركز عند القمة. وعندها سيتصدّى المجتمع الأميركي قيادة العالم، بوصفه الأغنى والأقوى.
حقيقة الحال، أن كتاب: «أميركا والعصر التكنتروني» قام في بناء رؤيته التفسيرية لمستقبل الاتحاد السوفياتي، على مبدأ التقاطع والالتقاء نفسه، الذي تحدّث عنه بريجنسكي في كتابه السابق، لكن على نحوٍ أعمق. وبصرف النظر عن التحليلات المكثّفة التي خصّ بها الكتاب الأنموذج الشيوعي، ولاسيّما في الجزء الثالث منه، فإن العالم لم ينتظر إلا عقدين فقط بعد صدور هذا الكتاب، حتى تحقّقت مجدّداً النبوءة التحليلية لبريجنسكي لما هو أبعد من احتواء الشيوعية، عبر انهيار المنظومة الشرقية وتفكّك الاتحاد السوفياتي، ليذهب أدراج الرياح غضب العلماء السوفيات، الذين صنّفوا بريجنسكي أثر كتابه هذا، بأنه من ألدّ أعداء الشيوعية! (للمزيد تُنظر مقدّمة محجوب عمر، للترجمة العربية).
 
رقعة الشطرنج
لقد كان واضحاً أن الغرب السياسي بل حتى الحضاري، قد كسب الحرب الباردة وربح الصراع بين المعسكرين، باختفاء المعسكر الثاني ضمن عوامل السيرورة الداخلية داخل الاتحاد السوفياتي والمنظومة الشرقية، مضافاً إلى ستراتيجيات التحدّي الغربي سياسياً وعسكرياً واقتصادياً، وبخاصة أميركا. بيدَ أن أميركا لم تذعن إلى الدعة والراحة، بل راحت تخطط لمستقبل واعد عريض، يمتدّ هذه المرّة على مدار قرنٍ من الزمان، هو القرن الحادي والعشرين، الذي أراد له الكثيرون في الولايات المتحدة، أن يحمل اسم القرن الأميركي!
بعيداً عن أطاريح الضجة الفكرية المثقلة بزهو الانتصار وخيلائه، كما تجلت مثلاً عند فرانسيس فوكوياما، في كتابه: «نهاية التأريخ والإنسان الأخير»، أو الأطروحة النقيضة له التي ذهبت إلى إمكانية الاصطدام بين واحدة أو أكثر، من أبرز حضاراتٍ تسع تتعايش في العالم الآن، على حدّ ما ذهب إليه هنتغتون في: «صراع الحضارات»؛ بعيداً عن ذلك كله جلس بريجنسكي، ليضع هذه المرّة أسس رؤية ستراتيجية تضمن استمرارية التفوّق الأميركي في قرننا الحالي، مستفيداً من النجاح الكبير الذي حقّقته أطاريحه السابقة، مضافاً إلى خبرته السياسية التي اكتسبها من عمله داخل مؤسّسة الرئاسة الأميركية، يوم شغل في إدارة كارتر (1977ـ 1981م) موقع مستشار مجلس الأمن القومي.
جاءت الحصيلة في كتاب صدر عام 1997م، بعنوان: «رقعة الشطرنج الكبرى: السيطرة الأميركية وما يترتّب عليها جيواستراتيجياً». الحقيقة لسنا بإزاء كتاب، بل نحن أمام وثيقة ستراتيجية مترابطة للعالم من حولنا تصدر عن رؤية تحليلية تنبوئية غاية في الوضوح والتفصيل والدقة، أثبتت وقائع العقدين والنصف المنصرمين، صحة كم هائل من توقعاتها، بما في ذلك ما يدور الآن في أوكرانيا.
لكي أعطي مؤشراً دالاً على أهمية الكتاب، أذكر أن وزير الدفاع المصري يومها وجّه مركز الدراسات العسكرية التابع لوزارته، بترجمة الكتاب ونشره، وهذا ما تمّ فعلاً، إذ احتفظ منذ سنوات طويلة بالطبعة الثانية التي صدرت عام 1999م، وهي التي سأُحيل إليها.
 
الأوراسية
الأوراسية فكرة بسيطة ومركّبة في آن واحد. مُبسّطة حينما ننظر إليها بالمفهوم الجغرافي المحض الجامع بين قارتي آسيا وأوروبا. ثمّ يبدأ التركيب، حالما تنتقل الأوراسية من مفهوم إلى نظرية، متحرّكة في مديات مفتوحة على الجغرافية السياسية والمدارات الستراتيجية، وعلى الفلسفات والأيديولوجيات والأفكار، تتصارع فيها الصياغات وتختلف من حولها التصوّرات وتتباعد لاسيّما بين الأميركان والروس، على ما سنرى في الأنموذج التنظيري لكلّ من بريجنسكي ودوغين، كمثال من أبرز أمثلة هذا التناظر والاختلاف.
لكن قبل أن تفترق الرؤى وتتباعد التصوّرات، تتفق كلمة الأوراسيين من جميع النحل والمذاهب وفي كلّ الأزمنة والأمكنة، على الأهمية فائقة الحيوية لأوراسيا، وأنها قلب الأرض ومركز العالم، تجمع من الخصائص في الثروة الإنسانية والطبيعية والمكانة الستراتيجية، ما يجعلها نسقاً فريداً في العالم.
يكفي أن نستحضر هنا المعطيات التي يذكرها بريجنسكي، منظّر الأوراسية في التصوّر الأميركي؛ من أن 75 ٪ من سكان العالم يعيشون في أوراسيا، وأن دخلها القومي السنوي نحو 
60 ٪ من الدخل العالمي، كما أن مصادر الطاقة فيها تساوي ثلاثة أرباع موارد الطاقة الإجمالية في العالم.
تحتضن أوراسيا أقوى ستة اقتصاديات، وأكثر ستّ دول إنفاقاً على التسلّح في العالم، وتضمّ القوى النووية المعلنة ما عدا واحدة، هكذا إلى آخر ما ذكره بريجنسكي عام 1996م عند تأليفه الكتاب. وأرقام اليوم قد سجّلت نموّاً مطّرداً، لصالح أوراسيا على كلّ الصُعد الثرواتية والجيوسياسية والستراتيجية (رقعة الشطرنج، ص 32ـ 33).
تُعدّ الأوراسية في أحد أبرز مرتكزاتها الستراتيجية، بأنها نظرية البرّ في مقابل نظرية البحر. هذا ما أكّده منظرو هذه المدرسة على مدار قرن وأكثر، وعدّوه من أبرز نقاط قوّة الأوراسية، بما تعطيه تربة البّر الفسيح من مزايا في الزراعة والاقتصاد والعمران، وفي القدرة على توفير عمق دفاعي لامتصاص زخم هجومات البحر، التي هي في الغالب هجومات أميركية ـ أطلسية.
وقد صدمني بالفعل رقم مثال واحد من أبرز مزايا البرّ الأوراسي، جاء فيه: «تضمّ أوراسيا ثلاثة ملايين نهر يبلغ طولها عشرة ملايين كلم، تعطي أكثر من (3) آلاف مليار متر مكعب من المياه سنوياً، ما يفسح المجال واسعاً أمام الزراعة وتأمين الغذاء، وكسر احتكار الولايات المتحدة الأميركية للقمح في العالم (روسيا الأوراسية: زمن الرئيس فلاديمير بوتين، ص 180).
بيدَ أن الصدمة ما تلبث أن تزول أمام الوقائع الحاضرة التي هزّت العالم، وهو يستيقظ على واقع يُفيد بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، بأن روسيا وأوكرانيا تسبّبت بأزمة غذاء حادّة للكثيرين، على مستوى الحنطة والقمح والحبوب وزيوت الطعام؛ اكتملت هذه الصدمة بأن الهند وباكستان والصين إلى حدٍ ما، هي المرشّحة لتعويض الغذاء، وكلّ هذه البلدان أوراسية، ما يعني فعلاً أن أوراسيا هي سلة غذاء العالم!
 
التصورات الكبرى
لم تبدأ الأوراسية في التصوّر الأميركي مع بريجنسكي ومن ثمّ فهي لم تقتصر عليه، بل سبقه في التنظير لها بارزون، منهم الأميركي من أصول هولندية نيكولاس سيكمان (1893ـ 1943م) صاحب نظرية «إطار الأرض»، وأنصار الجيوبولتيكا التقليدية التي تدور غربياً حول أفكار البريطاني لفورد كاكندر (1861ـ 1947م) صاحب نظرية «القلب الأرضي»، والألماني المولود في بلغاريا كارل هوسهوفر (1869ـ 1946م) صاحب نظرية «المجال الجغرافي»، هكذا إلى بقية الأسماء.
ومع أن بريجنسكي أفاد من أفكار هذه الأسماء الريادية ونظرياتها، لكنه تميّز عليها ليس بالضرورة عبر التأسيس لأفكار جديدة دائماً، بل بالرؤية الستراتيجية، والطابع المنظومي الحيوي لأفكاره، وبقوّة المرتكزات التي قدّمها ودقتها، وقدراتها التفسيرية الهائلة لواقع السياسة الأميركية وخياراتها المستقبلية، وأهميتها في تزويد صاحب القرار الأميركي بخبرات تحليلية مكثّفة ذات طابع تنبّوئي بالمستقبل؛ والأهمّ من ذلك برأيي أن أفكاره جاءت تجسيراً بين مرحلتين مهمّتين في السياسة الدولية؛ مرحلة انتهاء الحرب الباردة بفوز الغرب بداية العقد الأخير من القرن الماضي، ثمّ مرحلة التحوّل إلى نظام عالميّ جديد، ما يزال يأخذ وقته في البناء والتكوّن والسيرورة. في التصوّرات ينطلق بريجنسكي من مقولة ستراتيجية تُفيد بأن أوراسيا، هي: «مركز القوّة العالمية» منذ خمسمائة سنة حتى الآن، وهي: «ما تزال محتفظة بأهميتها»، ليقرّر بأن: «أوراسيا هي رقعة الشطرنج التي يستمر فيها الصراع على السيادة العالمية»، لأن: «السيطرة على أوراسيا هو أساس السيطرة على العالم». من هذا المنطلق يذكّر بأن: «أوراسيا هي الجائزة الجيوبوليتية الرئيسة لأميركا»، ومن ثمّ فإن: «السيطرة العالمية لأميركا يعتمد على استمرار التفوّق الأميركي على أوراسيا».
لكن مع ذلك يعترف بريجنسكي بأن إدارة أميركا لأوراسيا وحفظ تفوّقها، هو: «أمر حرج» لأن: «الحجم الكبير لأوراسيا والتنوّع فيها، إلى جانب قوّة بعض دولها، يحدّان من عمق النفوذ الأميركي»؛ وبتعبير أوضح وأكثر تفصيلاً: «أوراسيا القارة الكبيرة جداً، والكثيفة السكان، والمتنوّعة الثقافات، والمؤلفة من عدد كبير من الدول الطموحة تأريخياً، والنشيطة سياسياً، لا يمكنها أن تذعن لقوّة عالمية مهما كانت ناجحة اقتصادياً، أو بارزة ومتفوّقة سياسياً، مثل أميركا» (رقعة الشطرنج، الفصلان الأول والثاني).
 
اللاعبون والمحوريون
بلغة واضحة يعرض بريجنسكي في كتابه الوثيقة، لمجموعتين من الدول الأوراسية، يصنّف المجموعة الأولى في خانة اللاعبين الجيوستراتيجيين، وهي الدول التي تملك القدرة والإرادة القومية على ممارسة القوّة والنفوذ، ما وراء حدودها بغية التغيير. وهؤلاء اللاعبون هم خمس دول على الأقلّ في الخريطة السياسية الجديدة لأوراسيا، هي فرنسا وألمانيا وروسيا والصين والهند.
إلى جوار اللاعبين الرئيسيين، هناك المحاور الثابتة، التي لا تأتي أهميتها من قوّتها، بل من مواقعها الحساسة، والدول الخمس التي تلعب دور المحاور الثابتة، هي أوكرانيا وأذربيجان وكوريا الجنوبية وتركيا وإيران.
أروع فصول الكتاب وأكثرها حيوية، هو التحليل الذي يسوقه بريجنسكي، لقوّة كلّ دولة من هذه الدول العشر ومقدراتها، ولماذا أهمل اليابان وبريطانيا في هذا التصنيف، وما دور روسيا فيه، هكذا إلى بقية الدول؛ والصادم الذي يستدعي الانتباه، هو الحجم الكبير الذي احتلته أوكرانيا في هذا التصوّر، حتى يخيّل لنا أن بريجنسكي يعايش معنا حوادث أوكرانيا الآن، مع أننا نعرف أن مادّة الكتاب تعود إلى ربع قرن خلا، وأن بريجنسكي نفسه قد توفي قبل خمس سنوات!
 
الخلاصة الستراتيجية
يمكن أن نُجمل التحليل الذي قدّمه بريجنسكي، بين يدي صاحب القرار الأميركي، إلى النقاط المكثّفة التالية:
أولاً: المطلوب أميركياً تحديد الدول الحيوية الفاعلة في القارة الأوراسية، ومع أن خريطة هذه الدول متحرّكة، إلا أنها تنتهي في تحليل بريجنسكي، إلى خمس دول لاعبة، وخمس أُخر هي من المحاور الثابتة، بالمعنى الذي مرّ سابقاً.
ثانياً: ينبغي لغرف التفكير الأميركية ومن بعدها الإدارات الحاكمة، أن تبادر لصياغة سياسات أميركية تعمل على التوازن والاستيعاب، ومن بعدها ضمان استمرار التفوّق والسيطرة.
ثالثاً: في الوقت الذي ينبغي لأميركا والناتو إيلاء الاهتمام الأقصى لمبدأ احترام الذات الروسية، فإن عليها أن تبادر: «على نحو ثابت ومتماسك، إلى تدمير الأسس الجيوبوليتية، التي كان يتمتع بها الاتحاد السوفياتي، للحؤول دون عودة روسيا إلى موقع القوّة الثانية في السياسة العالمية».
رابعاً: يحثّ بريجنسكي أوروبا الغربية على استيعاب أوروبا الشرقية، لاسيّما ضمن الاتحاد الأوروبي والناتو، لأن توسع أوروبا معناه تلقائياً توسعاً في حجم النفوذ الأميركي أيضاً.
خامساً: يحذّر الكتاب مرّات عدّة من سماح الغرب لاسيّما أميركا، بتبلور محور روسيا ـ الصين وإيران، ويتحدّث ملياً عن مخاطر هذا المحور، الذي يبدو أنه أصبح الآن موجوداً، من باب الأمر الواقع.
سادساً: يُنبّه الكتاب إلى أن الأوراسية، تحوّلت إلى: «عقيدة جذابة على نحو متزايد» لملء فراغ مرحلة ما بعد الاتحاد السوفياتي في روسيا، ومن ثمّ تحوّلت إلى قاعدة انطلاق في هذا البلد، على ما سنرى ذلك تفصيلاً في الحلقة القادمة، ضمن استعراض هذه العقيدة من خلال أبرز تكييفاتها النظرية، كما تبلورت روسياً مع الكسندر دوغين.