إجراءات لخلق بيئة نظيفة ومستدامة

ريبورتاج 2022/04/11
...

 نهضة علي 
 تصوير: خضير العتابي
تزايدت نسبة التلوث والملوثات في الهواء والماء والموجودات في الطبيعة لعدة أسباب قد يعيها الإنسان، ولكن بسبب الظروف والمتطلبات يذهب نحو استمرارها بالرغم مما أحدثته تلك الملوثات من آثار سلبية على الفرد أو بيئته أو استخداماته، المختصون في البيئة مؤخراً شددوا من فعالياتهم ونشاطاتهم لمواجهة التلوث، والالتزام بقوانين حماية البيئة من خلال تسخير الجهود والدراسات للوصول إلى نتائج تقلل من الملوثات أو تحدها.
مراقبة التلوث
مدير بيئة كركوك أحمد فاتح أكد لـ"الصباح" أن "الأهم في عملهم هو مراقبة البيئة بطرق خاصة تواكب ما يحدث، ومواجهة أي نسبة تصاعد بعد الوقوف على الأسباب، وإزالة العامل المؤدي لها وإتباع الطرق العلمية التي تواجه التلوثات. 
مشيراً إلى أن "المراقبة تشمل قياس تلوث الهواء عبر أجهزة في محطات مراقبة تلوث الهواء، والتي تسجل نسباً لم تتجاوز المحددات المطلوبة ومراقبة تلوث المياه والتربة والمناطق والأحياء من خلال عمل دوري يقوم به مختصون، ويتم إدخال النماذج إلى المختبر وإجراء التحليل ودراسة النتائج ومسبباتها عندما تكون هناك نسب عالية، والعمل مع المختصين لإيقافها أو اتخاذ إجراء يزيل مسبب التلوث عندما تكون الأسباب من النشاطات البشرية.
 
التغيرات المناخيَّة
مسؤول قسم التخطيط في بيئة كركوك محمد خضر أكد لـ "الصباح" أن "أولى خطوات البيئة النظيفة هي الإكثار من المساحات الخضراء والتعاون مع الجهات المختصة بذلك، لزيادتها مثل البلدية والمشاتل والزراعة، مستغلين فصل الربيع الذي يعد الفصل الأكثر ملاءمة للتشجير وزيادة نمو النباتات والزراعة، فضلاً عن أن جميع النباتات تزهر فيه وتعتليها الخضارات الورقية، ما يسهم في تحسين البيئة وتقليل  الملوثات الهوائية نتيجة انبعاث الغازات من الأنشطة الصناعية"، مبيناً أن "من أهم نشاطاتهم الاهتمام بالغابات والأشجار، ومنع القطع والحفاظ عليها من التجاوزات، والاستخدام غير العلمي للبيئة النظيفة مثل غابات الدبس، وأغلب الأقضية والنواحي وبعض البساتين التي تستدعي إجراءات الحماية البيئية".
وبيّن أن المساحات الخضراء بشكل عام تخفف من التغيرات المناخية، وتقلل من أضرار مكونات الغازات الملوثة للهواء، ففي عملية التحليل الضوئي تعطي الأوكسجين وتسحب ثاني أوكسيد الكاربون، والذي له أضرار سلبية على الصحة ويسبب بعض الأمراض.
بدوره أكد مسؤول إعلام البيئة زياد جبار "أن الفصل الحالي تكثر فيه حملات التشجير وزرع النباتات، وحتى الطلب على شرائها من قبل المواطن، فقد أطلقت العديد من حملات التشجير في المدينة، علاوة على التوعية نحو الحفاظ عليها وسقيها وعدم العبث بها أو قطعها، خاصة نباتات الجزرات والشوارع والحدائق والأماكن العامة، كما تم التأكيد على المنازل بزراعة الأشجار أو النباتات".
 
خطط مدروسة
وأضاف مسؤول التخطيط محمد خضر أن "الوزارة وضعت خططاً مدروسة، يلتزمون بتنفيذها، تتضمن عدة نقاط، أولها فرض زراعة الأشجار على أصحاب المشاريع الصناعية الكبيرة، للتقليل من تلوث مخلفاتها، فضلاً عن الحث على إكثار التشجير في الشوارع والساحات العامة للتقليل من آثار عوادم السيارات، علاوة على المعالجات الفنية باتباع الوقود الصديق للبيئة بواسطة منظومة الغاز السائل، والاهتمام بالغابات ومصدات الرياح والتي تعتبر مصدات للعواصف الترابية كأشجار الكالبتوز، ومتابعة التنوع الإحيائي الطيور المهاجرة، والغطاء الخضري للحفاظ على أنواع الحيوانات والنباتات، وإجراء دراسة سنوية ورصد التجاوزات عليها، وعند وجود مخالفة تحال إلى الشعبة القانونية، كما أن الالتزام بالقوانين البيئية المعمول بها في الوزارة مهم جداً، ودراسة الأثر البيئي للتوسع السكاني ووضع المعالجات السريعة، إضافة إلى الاستمرار بزراعة الأراضي للحفاظ عليها من التصحر ولديمومة الغطاء النباتي". 
المسطحات المائيَّة
وبيّن أن التوجيهات الأخيرة للوزارة وبسبب التغيرات المناخية، وانحسار موسم الأمطار وقطع الحصص المائية من قبل الدول المجاورة، شددت على الحفاظ على المسطحات المائية والمياه قدر الإمكان لحمايتها من التلوث والهدر والاستخدام غير العلمي وغير المستدام، ومنع طرح الملوثات فيها، مشيراً إلى أن  قسم الاقتصاد البيئي في وزارة البيئة حصر كلفة التدهور البيئي للفترة الأخيرة ووجدها  تتمحور على الإصابات الصحية، وضائعات مياه الشرب، والجفاف، وكلفة الآبار والتلوث، بعد إجراء خطط عمل مدروسة تضمنت العديد من المشاريع الهادفة.  
 
الأكثر عذوبة
وفي كركوك تضمنت الحلول والمعالجات إنشاء منظومة صرف صحي في التون كوبري للحفاظ على ماء نهر الزاب الأسفل والذي يعد الأكثر عذوبة ونظافة من بين الأنهر، وهو ما يساعد في إضافة النقاوة وتحسين الطعم إلى نهر دجلة عند التقائه قرب إحدى القرى بعد جريان الأخير من الموصل وفيه نسبة ملوثات، ومحطات معالجة المياه الثقيلة والتعاون مع الدوائر المختصة للحد من التجاوزات على المسطحات المائية، وتحديد الحصص المائية وتقسيمها بين الاستخدامات من خلال تنفيذ فرق البيئة وسحب نماذج بشكل متكرر من المياه في نهر الزاب الأسفل لمعرفة مدى خضوعه للمحددات الوطنية واتخاذ الاجراءات، ومتابعة الآبار بواسطة سحب نماذج الأنشطة الصناعية وتحليلها في المختبر عند ورود نتائج غير مطابقة ليقوموا بعدها بتوجيه إنذار.