أمير البركاوي
تصوير: نهاد العزاوي
أرضنا التي نعيش فيها ولدنا وترعرعنا وتعلمنا فيها، فلا بدّ من تضحيات إذا إردنا النهوض بهذه الأرض المقدسة المليئة بالخيرات، لكن لم يرَ أهل هذا البلد خيرات بلدهم، لسوء إدارة الحكومات المتعاقبة على دفة الحكم، التي أهملت الأهم والأساس لإدامة حياة المواطن، وكانت النتيجة غياب المقومات الرئيسة لحياة المواطن، واليوم لنا وقفة لتدارك ملف الأخطر على حياة المواطنين، وهو تلوث مياه الأنهار بمياه الصرف الصحي والمخلفات المنزليَّة والملوثات الصناعيَّة التي ترمى في الأنهار، ولهذا أجرينا تحقيقاً صحفياً لمعرفة تأثير تلوث مياه الانهار بمياه الصرف الصحي والمخلفات المنزلية والملوثات الصناعية في صحة المواطن والثروة الحيوانية، وما يجب اتخاذه للحد من هذه الظاهرة.
مصدرُ التلوث
التقينا في البداية معاون رئيس كيمياويين مدير بيئة النجف الأشرف عادل محمد محسن قائلاً: الملوثات التي تطرح في مياه الأنهر هي مبزل البو حداري ومحطة معالجة الكوفة بالنسبة للنجف، اما بالنسبة للمناذرة هناك تجاوزات الأنابيب المطريَّة والحيرة كذلك القادسية.
ويشير عادل محمد إلى أنه ومن وخلال هذه الفترة تمَّ إغلاق الأنبوب المطري لمضخة البو شخير ومبزل والأنبوب المطري لقصر الضيافة ومحطات المعالجة أنذرت، لأن لديها أملاحا تتجاوز الحدود المسموح بها، ومبزل البو حداري ولعدم الحصول على الموافقة البيئية وتم غلقه وتم كسر أمر الغلق وهو مصدر ملوث للمياه للبيئة، وتغير في الصفات الفيزياوية والكيمياوية والبايولوجية، لأنه يؤدي إلى حيود بهذه المتغيرات، سواء bh do العكارة والمواد العالقة، ويساعد ذلك مناسيب المياه المنخفضة.
ويضيف عادل وبوجود هذه المذبات يؤدي الى امراض خطيرة، ونحن نبحث عن النوعية في المياه والاتجاه حول محطات تحلية المياه وفي المجمعات يتم اضافة الكلور، وفي المشخاب في قرية أم عردة تلوث، ومصدر التلوث المواطن لأن طرح المخلفات من المنازل للنهر مباشرة وهو نهر فرعي، وكمية المناسيب فيه قليلة، والمفروض على المواطن يُسهم في إزالة التلوث.
نقل العدوى
الدكتور علاء رياض الخفاجي حدثنا عن أضرار رمي النفايات والمخلفات في مياه الأنهار قائلاً: لا يخفى عليكم مدى خطورة طبيعية النفايات التي ترمى في الأنهار، وتسبب انتقال الأمراض من خلال الدماء والإدرار، والتي تنتقل عن طريق التلوث، وتسبب التهاب الكبد الفايروسي والأمراض الانتقالية.
ويضيف دكتور علاء: إضافة الى المخلفات التي يرميها المواطنون في الأنهار من خلال الأعمال الحرة مثل القصابة أو أصحاب تربية المواشي، او بقايا الحيونات المذبوحة، وهذه تسبب عدوى بكتيرية، وتعد وسيلة ناقلة للأمراض المعدية، والإنسان المصاب هو نفسه يرمي النفايات وتنتقل من بقايا أدواته، التي انتهى من استخدامها ومن ثم قام برميها في الأنهار.
ويؤكد أن اغلب النفايات التي ترميها بعض المعامل هي نفايات كيميائية نتيجة التفاعلات التي تخوضها هذه المعامل، وتصل الى درجة الإصابة بامراض السرطان.
أمراضٌ خطيرة
وعن الأمراض التي يسببها تلوث مياه الانهار بفعل رمي النفايات، يحدثنا مسؤول إعلام القطاع الصحي احمد جابر قائلاً: من أهم الأمراض التي نشخصها بفعل ثلوث المياه جراء رمي النفايات، هي الكوليرا والتيفوئيد والزحار والتهاب الكبد الفايروسي.
ويضيف جابر تقوم فرقنا الصحية المتمثلة بلجان سلامة البيئة بفحص المياه المجهزة عبر مياه الاسالة، ومصادر تجهيزها المتمثلة بالمشاريع والمجمعات المائية، من خلال فحص نسبة الكلور في داخل المشروع أو المجمع المائي، وسحب عينات من المياه وإرسالها الى مختبر الصحة العامة لبيان مدى صلاحيتها للاستهلاك البشري.
تحضر المجتمع
يؤكد التدريسي في جامعة الكوفة الدكتور مجيد حميد الحدراوي أن ظاهرة رمي النفايات في الأنهار غير حضارية، كونها تؤدي إلى مخاطر كثيرة، لعل ابرزها تلوث المياه الذي يؤدي الى التأثير في الصحة العامة للمجتمع، فتصبح حياة الناس في خطر لما ينتج عن تلوث من أمراض قد تسبب مرض السرطان. والأخطر من ذلك الثلوث البيئي، فالعناية بالنظافة واجب شرعي واخلاقي ووطني.
وقفةٌ ورأي
مناف طالب – صيدلاني يقول: هذه الظاهرة يجب القضاء عليها بكل الوسائل، وايضاً لأنها تهدد المجتمعات من ناحية التلوث البيئي والحضاري، وهنا يجب توعية الناس والمجتمع على هذه الظاهرة، من اجل التقدم والرقي في بيئة نظيفة وجمالية المدن، وايضاً تجنب الأمراض والسعي إلى بناء مجتمع يرتقي على اساس النظافة والرقي.
حسين علي - معاون طبي يقول: إن رمي النفايات ومخلفات المنازل ومياه الصرف الصحي في الانهار مما يسبب إصابة المجتمع، وأخطر هذه الأمراض هو السرطان.
ويسترسل لنا حسين علي قائلاً: وقد لوحظ ظهور مثل هكذا أمراض في المناطق السكنية الفقيرة التي تعتمد على مياه الأنهار مباشرة، وتأثير ذلك في الثروة السمكية، وسببه هذه المخلفات الملوثة التي ترمى في الأنهار.
وقفة حل
على الجهات المعنية اتخاذ اجراءات فورية وعاجلة من شأنها أن تحد من هذه الظاهرة الخطيرة على صحة وسلامة المواطنين عامة، والعمل على توعية المواطنين بعدم رمي مخلفات المنازل في الأنهار، خاصة تلك المحاذية لها، اما أصحاب المعامل والمصانع فيجب إنذارهم ادارياً وبعد ذلك العقوبة، وكذلك المتابعة الميدانية من قبل دوائر المجاري للأنابيب الخاصة بمياه الصرف الصحي، ومراقبة ذلك لحدوث تجاوزات متكررة فيها كونها من المصادر الرئيسة لتلوث المياه، والعمل على إقامة حلقات ارشادية، وجولات لفرق ميدانية من قبل الجهات المشرفة على هذا الملف، وترافقها برامج تلفزيونية على قنوات رسمية.