العراق يدعو من اجتماع {التعاون الإسلامي} إلى رفض كل أشكال الإرهاب

الثانية والثالثة 2019/03/24
...

اسطنبول / فراس سعدون
 
 
شارك العراق باجتماع إسلامي دولي في اسطنبول، استدعت انعقاده فاجعة مقتل أكثر من 50 شخصا على أيدي إرهابيين هاجموا مسجدين في نيوزيلندا، في وقت ينظر فيه العالم الإسلامي إلى العراق بأنه “خبير” في محاربة الإرهاب والتطرف والطائفية والكراهية، وقد انتصر على تنظيم داعش الإرهابي، منتقلا إلى مرحلة تعمير وبناء مناطقه المحررة.
 
تعزية العراق بفاجعة العبّارة
وتلقى الوفد العراقي التعازي بضحايا غرق العبّارة من الدبلوماسيين المشاركين في “الاجتماع الطارئ والموسع للجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي على مستوى وزراء الخارجية بشأن الهجوم الإرهابي على المسجدين في نيوزيلندا ومكافحة الكراهية والتعصب ضد المسلمين”. وقال نزار الخير الله، رئيس الوفد العراقي الوكيل الأقدم لوزارة الخارجية العراقية، لموفد “الصباح” إلى الاجتماع: إن “المؤتمر الإسلامي أشار إلى حادثة غرق العبارة في الموصل”، مضيفا أن “وزراء خارجية الدول المختلفة قدموا تعازيهم لنا بهذه الفاجعة، ونحن بدورنا نعزي وننقل هذه التعازي إلى الشعب العراقي، وأهالي الموصل، وذوي الضحايا”. وعبّر الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، من اسطنبول، عن بالغ الحزن والأسى إزاء غرق عدد كبير من المواطنين العراقيين في الموصل، مبديا تعاطفه مع حكومة العراق وشعبه، والأسر المكلومة في هذه المحنة.
مقترح العراق للاجتماع الإسلامي
وذكر الخير الله أن “العراق اقترح على الاجتماع رفض كل أشكال الإرهاب”، معتبرا “مسألة الكراهية والتطرف والعنف ضد المسلمين في الغرب جزءا من ظاهرة إرهاب جديدة”. وأكد الخير الله أن “الموقف العراقي واضح، وهو إن الإرهاب واحد لا دين له”، مرجحا أن “تتشكل فرصة لتعاون المجتمع الدولي في رفض كل أشكال الإرهاب في أي دولة كانت وفي أي مجتمع”.
وعزا وكيل الخارجية لشؤون العلاقات الثنائية مشاركة العراق في الاجتماع إلى “التضامن الإسلامي في الدفاع عن حقوق المسلمين والجاليات المسلمة في الخارج”، مبينا أن “الاعتداء على المسجدين، وقتل المصلين في نيوزيلندا، ظاهرة إرهاب يميني متطرف، وهي خطيرة جدا على أكثر من 400 جالية مسلمة في دول العالم المختلفة”.
وأدان رئيس الوفد العراقي “كل أشكال الإرهاب التي تحصل في كل المجتمعات”، منوها بأن خطاب الرئيس التركي بوصفه رئيس الدورة الحالية لمنظمة التعاون الإسلامي “تضمن إشارة واضحة لإدانة إرهاب داعش وكل المنظمات الإرهابية في العراق وسوريا وسائر الدول”.
 
تجربة العراق ورسالته ضد الإرهاب
وقال الدكتور حسين محمود الخطيب، السفير العراقي في تركيا، لموفد “الصباح”: إن “العراق في هكذا محافل له وجود إيجابي ومهم، ويستمع له الآخرون”، مؤكدا أن “للعراق استطاعة على التعاون مع بلدان الجوار الإقليمي، وبلدان منظمة التعاون الإسلامي، وبلدان العالم كافة، في سبيل توحيد الجهود لتصب كلها في مجرى واحد، وهو مكافحة الإرهاب والتطرف ومقاومتهما بكل أشكالهما، وتجفيف المنابع التي تغذيهما وتساعد على نموهما”.
ونبّه الخطيب على أن “العراق مرّ بتجربة (محاربة تنظيم داعش الإرهابي) لم يمر بها أي بلد حتى الآن، والحمد لله خرج منها منتصرا، وتعلم منها  دروسا يمكن أن تخدم العالم”، لافتا إلى أن “الرسالة العراقية دائما هي إن الإرهاب ليس له دين أو مذهب أو قومية أو طائفة، بل  ظاهرة دولية يجب على الجميع أن يتكاتف في سبيل مكافحتها عسكريا وأمنيا واجتماعيا وثقافيا”.
مكانة العراق في منظمة التعاون
وقال السفير طارق علي بخيت، مدير عام دائرة الشؤون السياسية في منظمة التعاون الإسلامي، لموفد “الصباح”: إن “العراق دولة مهمة في إطار منظمة التعاون الإسلامي، وبهذه المناسبة نهنئ العراق بالانتصارات الكبيرة التي حققتها القوات العراقية على تنظيم داعش الإرهابي، وهذه الانتصارات بلا شك كان لها أثر كبير في تحقيق الاستقرار في العراق”.
وذكر بخيت أن “العراق الآن ينتقل إلى مرحلة إعادة البناء وإعادة التعمير، ونحن في منظمة التعاون الإسلامي لدينا جهد في هذا الجانب سنقوم به بالتنسيق إن شاء الله مع الحكومة العراقية”، مشيرا إلى أن “المجلس الوزاري الأخير الذي عقد في أبو ظبي اعتمد مشروع قرار يدعو منظمة التعاون الإسلامي إلى عقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار المناطق المحررة في 
العراق”.