تبدأ خديجة العزف على آلة الغيتار في محطة مترو في دبي، فيتوقف الركاب ليلتقطوا الصور، مستغربين هذه الوصلة الموسيقية غير المسبوقة في شبكة النقل هذه في الإمارة الخليجية الثرية.
لكن الشابة الإماراتية (19 عاما) لا تعزف للحصول على المال، كما هي الحال في قطارات الأنفاق في دول اخرى، بل هي واحدة من مجموعة فنانين اختيروا للمشاركة في مهرجان للموسيقى في خمس محطات.
وبينما تقف صديقتها على بعد نحو مترين منها تتابعها بعينيها وتشجّعها بابتسامة على مواصلة العزف كلما نظرت إليها، تحاول خديجة سليم ألا تحيد نظرها عن حركة أصابعها فوق أوتار الغيتار.
ولا يقاطع العزف سوى حركة خاطفة بيديها الاثنتين تعيد بها تثبيت حجابها الأسود الرقيق المسدول فوق عباءة إماراتية تقليدية.
وتقول الطالبة الجامعية التي تدرس التصميم الداخلي لوكالة فرانس برس “أنا فرحة جدا لأنهم اختاروني، وفخورة بأني إماراتية موجودة هنا، ومتحمّسة لتقديم المزيد للجمهور وشد انتباههم”.
وتستضيف خمس محطات للمترو في دبي، على مدى اسبوع، عروضا موسيقية يقدمها 25 عازفا شابا على آلات مختلفة من دول عدة، بينها البرتغال وإندونيسيا وروسيا والسعودية والأردن ولبنان، في مبادرة ترفيهية هي الأولى في المدينة التي يسكنها ملايين الأجانب.
وقالت شيماء السويدي، مديرة المشاريع الإبداعية في براند دبي، إن “غالبية الناس الذين يستقلّون المترو، يستخدمونه يوميا للذهاب إلى عملهم، ولذا أردنا ان نكسر هذا الروتين قليلا”.
وتابعت متحدّثة لوكالة فرانس برس “الموسيقى تنشر الفرح والإيجابية في نفوس الركاب والزائرين”.
وكانت منى غانم المري، مديرة المكتب الإعلامي، قالت في بيان قبيل بدء المهرجان إن الفكرة “جاءت انطلاقا من حرصنا على فعاليات تكون الأقرب إلى الجمهور في أكثر المواقع الحيوية من دبي التي ترتادها أعداد كبيرة من الناس يوميا”.