الحنين إلى الماضي: في فهم نوستالجيا الحدث العاطفي

آراء 2022/06/28
...

   يوسف نمير 
 
الحنين إلى الماضي شيء يحبه الجميع، ولكن ليس من السهل السيطرة عليه، فالحنين هو الدافع في بعض الأحيان، في لحظة الوحدة أو ذكرى الحب أو الندم أو الذاكرة الجميلة مع الأصدقاء، أو في ايام الدراسة، والكثير من تلك الذكريات، قد تساعدنا هذه الروابط الخارجية من داخل ذكرياتنا على تجاوز بعض الألم الوجودي الذي نعانيه في حياتنا الحالية، وتلك الفرصة المثالية للبوح عن مثل تلك المشاعر داخل كل منا.
وبطريقة ما فإن للبوح بتلك المشاعر يسهل التعرف على تلك الذكريات، سواء أكانت جيدة ام سيئة. لقد ثبت علميا بأن الحنين إلى الماضي يقاوم الشعور بالوحدة والملل والقلق، ويجعل الناس أكثر كرما للغرباء وأكثر تسامحا معهم، لذلك يستخدم الناس الحنين إلى الماضي أو تلك الذكريات (وبالاخص الذكريات الجميلة منها)، ليشعروا حرفيا بالدفء العاطفي مع أنفسهم. والحنين إلى الماضي له أيضا جانبه المؤلم، ذلك أنه عاطفة حلوة ومرة في الوقت نفسه، لكن التأثير النهائي لهذا الحنين هو جعل الحياة تبدو أكثر أهمية وجعل الموت اقل إثارة للخوف، فعندما يتحدث الناس بحزن عن الماضي، فإنهم عادة ما يصبحون أكثر تفاؤلا وإلهاما بشأن المستقبل. يقول الدكتور سيديكيدس(Dr. Sedikides)، وهو استاذ علم النفس الاجتماعي والشخصي بجامعة ساوثهامبتون بالمملكة المتحدة: "إذا لم تكن متوترا أو متجنبا.
اعتقد أنك ستستفيد من الحنين مرتين او ثلاث مرات في الأسبوع". 
يبقى مفهوم الحنين إلى الماضي وبشكل عاطفي مرتبطا في كيف نبقى على اتصال مع أنفسنا على مر السنين، أنه الطريقة التي نكتب بها تاريخنا الشخصي، من هم الأشخاص الذين كانوا مهمين بالنسبة لنا، وما هي اللحظات الصغيرة التي كانت مهمة أيضا، وماهي الانجازات الكبيرة التي كانت مهمة في لحظة من حياتنا، وما إلى ذلك، الحنين إلى الماضي، تلك الذكرى العزيزة للأوقات الماضية، تمنعنا من العيش كثيرا في هذه اللحظة التي نسميها الان، فالحنين يمكنه أن يذكرنا بما أحببناه أو كرهناه أو خسرناه، وما اكتسبناه أو احتفظنا به، والأهم من ذلك انه يعلق عاطفة قوية على تلك الأشياء.