شروق ماهر
بعد أن حطمتها عصابات داعش بالكامل، افتتحت مدينة الموصل مركز محافظة نينوى العشرات من عيون الينابيع الكبريتية في ناحية حمام العليل، حيث تتمركز هذه العيون الكبريتية جنوب الموصل، والتي يعدها الموصليون إرثاً حضارياً لهم.
قبلة سياحيَّة جديدة
اذ افتتح في محافظ نينوى وبحضور عدد من نواب المحافظة ومحافظ نينوى نجم الجبوري واللجنة العليا للاعمار صرح ومعلم سياحي جديد في ناحية القيارة جنوب الموصل، حيث تم افتتاح حمامات المياه المعدنية والكبريتية في ناحية حمام العليل، ويأتي الافتتاح بعد انتهاء أعمال التأهيل والبناء لتلك الحمامات، التي اعتبرها الموصليون موقعا لرفد السياحة مجددا إلى محافظة نينوى، من أجل الاستحمام بهذه الحمامات، التي تعتبر علاجاً لجميع الامراض الجلدية المستعصية.
محافظ نينوى نجم الجبوري قال في تصريح لـ(الصباح) إن "الحكومة المحلية افتتحت عشرات عيون الينابيع، التي كانت قد دمرت خلال الحرب مع داعش، حيث إننا نعلن من هنا استئناف افتتاح هذه العيون والحمامات بالكامل، بعد أن كانت بلديات نينوى قد اعلنت افتتاح من (8 - 10) عيون منتصف العام السابق فقط كحالة طوارئ لعلاج الأمراض المستعصية، وبين الجبوري أننا من هنا ندعو أهالينا من جميع المناطق والمحافظات في العراق إلى زيارة المياه المعدنية في حمام العليل كما في السابق، حيث تمت اعادة افتتاحها في موقعها السياحي مجددا".
ملاذ
ويؤكد اطباء الامراض الجلدية في نينوى أن مياه عيون الكبريت في ناحية حمام العليل هي العلاج الأول، اذا استعصت علينا معالجة نوع من الأكزما الحادة والأمراض الجلدية المعدية، كالبهق، وان يكون العلاج داخل هذه الحمامات، فهي غنية تماما بمادة علاجية كبريتية تغني عن العلاجات الكيميائية بقدرة الله عز وجل.
ويقول الدكتور مرتضى الشماع في حديثه لـ(الصباح) إن "هذه الينابيع هي وصفة علاج رئيسة تعرف بها ناحية حمام العليل جنوب الموصل، حيث يجتمع هنا المصابون بعدد من الامراض الجلدية من جميع المحافظات العراقية، وحتى من خارج العراق من اجل العلاج، اذ يقوم المريض بغطس جسمه المصاب خلال مرات متفاوتة بحدود ثلاثة أيام فقط، حتى اختفاء هذه الامراض بقدرة الله".
ويضيف الشماع إن "بعض اهالي المصابين يضطرون للسفر إلى هذه الاماكن، التي اعتبرت معلما سياحيا جميلا، يقع على كورنيش دجلة، والذي افتتح هو ايضا من قبل لجان الاعمار ايضا كصرح سياحي للموصليين جنوب الموصل".
من جانبه اكد المواطن دحام علي في حديثه لنا، أن هذه الينابيع والعيون التي افتقدها سكان الموصل منذ اغتصاب عصابات داعش مدينتهم، وتعد مهة جدا للعلاج قبل أن تكون مهمة كمناطق سياحية، وكانت الأسر الموصلية، تطالب باعمارها منذ عدة سنوات لاغراض العلاج، حيث تمَّ افتتاح أغلب العيون بعد انتهاء الاعمار منها، ونشهد بين الحين والاخر زيارة من جميع المحافظات العراقية". ويروي دحام أن في ثمانينات القرن الماضي كانت الأسر الموصلية، تأتي لتقطن هنا اكثر من اسبوع من أجل السياحة والعلاج في فصل الصيف، فالكل كان يعتاد على هذه الأجواء في ناحية الحمام الواقع 29 كم جنوب الموصل، لكن نحن اليوم نطالب من الحكومة المحلية بالإدامة والمحافظة على هذه المنشآت والاستخدام الصحيح من قبل الأهالي لاستمرار خدمة الجميع".
شهرة
وتعد ينابيع حمام العليل المعدنية والكبريتية من أهم المواقع التي يقصدها العراقيون، لغرض السياحة والعلاج. وتقع عيون المياه المعدنية على ضفاف نهر دجلة، الذي يمر بناحية حمام العليل جنوبي الموصل شمال العراق، وتتميزعيون ينابيع ناحية حمام العليل بسخونتها إلى درجة الغليان صيفا وشتاء، إذ تسحب المياه من العيون قرب نهر دجلة إلى حمام مائي كبير على شكل حوض، وهي مقسمة إلى حمام للرجال وآخر للنساء وهي أشهر معالم السياحة الاثرية في محافظة نينوى.