احمد الفرطوسي
بحلول عيد الأضحى المبارك تزداد وتيرة الاستعدادات وتتهيأ الأسر السماوية لهذه المناسبة المبهجة، من خلال البرامج المختلفة، بهدف قضاء أوقات ممتعة؛ إذ تباينت آراء المواطنين في عطلة أيام عيد الأضحى المبارك بين البقاء في المنزل أوالذهاب لزيارة الأهل والأقارب والتنزه أو السفر لزيارة المراقد الدينية والسياحية، أو اقتناص الفرصة لشراء الملابس والاحتياجات الضرورية.
زيارة المراقد الدينيَّة
وقال المواطن محمد حميد، لـ(الصباح): "من الطقوس المتعارف عليها أول أيام العيد، نحييها بزيارة المراقد الدينية، خصوصاً النجف، وثم نذهب لزيارة مقبرة وادي السلام التي يدفن فيها موتانا وقراءة سورة الفاتحة على أرواحهم، وبعد العودة من الزيارة في الأيام التالية للعيد، نقوم بزيارة الأقارب، ونبدأ بكبار السن والمرضى، ثمّ ننطلق لأماكن الترفيه والمتنزهات مع الأطفال والأبناء ليلاً، بسبب ارتفاع درجات الحرارة"، مضيفاً "كما يتوجه المسلمون مع شروق شمس أول أيام العيد لتأدية الصلاة في الجوامع والحسينيات المنتشرة في المدينة، ويتبادلون التهانى بقدوم العيد المبارك".
وتابع حميد" يحافظ الأهالي على نحر الأضاحي، وتقديم الطعام، ويعتبر من بين أهم الطقوس في عيد الأضحى المبارك".
عادات وتقاليد
بينما يقول المواطن حيدر مدلول : "تعتبر المشاركة في مراسيم صلاة العيد، أحد أبرز الطقوس العبادية الاجتماعية، خلال عيد الاضحى وعيد الفطر كذلك؛ اذ ترى مختلف الجوامع والحسينيات تزدحم بالمؤمنين منذ ساعات الصباح الأولى، لتكون فرصة بالنسبة للكثيرين من أجل تبادل التهاني"، مضيفاً" كما يتوجه الناس إلى مدينة النجف، للتشرف إلى جانب زيارة قبور موتاهم، حيث تختلط أجواء بهجة العيد بمشاعر ودموع الحزن على ذويهم الغائبين".
ويرى مدلول "أن عيد الأضحى المبارك يمتاز عن بقية الأعياد بنحر الأضاحي التي تنحر من قبل المسلمين على أرواح الموتى، ولذلك نجد ظاهرة ارتفاع أسعار المواشي مع قرب حلول عيد الأضحى"، مبيناً "أن الكثير من الأسر تستعد مبكراً لهذا العيد لممارسة طقوس العيد من خلال مجموعة من التحضيرات، منها: تحضر أضحية العيد أو كليجة وتنظيف المنزل وتأثيثه، إضافة إلى خطط وبرامج ترفيهية متعددة يستعدون للقيام بها في العيد".
بينما أكد الإعلامي صباح البركات، قائلاً "رغم التغييرات الكثيرة والتحولات الكبيرة التي طرأت على المجتمع العراقي، وخصوصاً في آخر عقدين، ورغم اندثار وتراجع الكثير من العادات والتقاليد بمختلف أنواعها، إلاّ أن أغلب الأسر بقيت وفيةٌ لخصوصية الأعياد وطقوسها وطرق إحيائها، على الرغم من دخول التكنولوجيا على الخط بمختلف مجالات الحياة، لكن فرحة العيد مازالت تحتفظ بجوهرها المتوارث جيلاً بعد جيل، لذلك تكاد تكون معظم الأسر السماوية متشابهة إلى حد كبير في برنامج الأعياد، خصوصاً في مسألة زيارة الأحبة في المقابر في اليوم الأول من العيد، ويعتبر ذلك كتقليد عرفي واجتماعي دأب عليه أغلب العراقيين"، موضحاً "أن المتعارف عليه في محافظة المثنى زيارة الأهل والأقارب في أول أيام العيد، وخصوصا عيادة المرضى، كما تقوم أغلب الأسر بجزر الأضاحي في اليوم الأول من العيد، وعادة يدعى لهذه المائدة الأقارب والجيران، قد يكون هذا في اليوم الأول من أيام العيد، وفي اليوم الثاني عادة ما يخصص للخروج والسفر أما لزيارة الأقارب والاصدقاء خارج المحافظة، أو زيارة الأماكن الترفيهية والسياحية". ولفت الى أنه "في السنوات الأخيرة وبعد تحسن الوضع الاقتصادي للبعض أصبح من السهل التفكير في قضاء عطلة العيد خارج العراق".
ويشير صاحب محل لبيع الملابس النسائية، هيثم مزهر عاجل، لـ(الصباح) إلى أن "مستوى الإقبال على شراء الملابس من قبل المواطنين، لم يكن بالمستوى المطلوب، ما أدى إلى تكبد أصحاب المحال خسائر كبيرة"، موضحاً "أن ارتفاع أسعار إيجارات المحال التجارية، وفواتير الكهرباء، وانتشار البسطيات في شوارع المدينة، سبّبت ركوداً في الحركة التجارية".
وأضاف "كما أن المستوى المعيشي المتدني للأسر العراقية، كان سبباً مهماً آخر في ركود السوق وقلة الإقبال على الشراء".
أمنيات وآمال
وعبر المواطن ابو شهد الخضري عن أمنياته في حديثٍ لـ(الصباح)، بالقول: "أتمنى أن يشهد بلدي حالة من الازدهار الأمني والاقتصادي للعراق"، آملاً من الحكومة المحلية "الاهتمام بالمناطق السياحية في المحافظة، مثل بحيرة ساوة، وتنفيذ مشاريع استثمارية في هذا المجال من أجل أن تصبح المحافظة قبلة لأهل الجنوب، وتحقيق الرفاهية للمواطن العراقي".
وأشار "لدينا متنزهات غير قليلة في المدينة، لكنها ليست بمستوى الطموح"، متمنياً "الاهتمام في الجانب السياحي، لا سيما من قبل الاستثمار".
وترى المدير المفوض لشركة المثنى للسفر والسياحة آلاء الحمداني أن "معظم المواطنين يفضلون السفر خلال أيام عيد الأضحى إلى إسطنبول وإنطاليا، لما تحتويه من أماكن سياحية متنوعة وباهرة، ما يؤهلها لاستقبال ملايين السياح"، مضيفة "أن ما تتمتع به تركيا، وخصوصاً مدينتي إسطنبول وإنطاليا من شعبية وثقافة إسلامية وأسعار مناسبة ولما تمتاز به من طبيعة خلابة، يجعلها الوجهة الأولى للمسافر العراقي".
وأشارت الى "أن السياحة في مدينة السماوة قليلة، كما أن معدلات السفر في المحافظة، دون مستوى الطموح، وقد يعود ذلك إلى المستوى المعيشي للمواطنين"، لافتة إلى" أن هناك مجموعات سياحية من المحافظة تذهب إلى اقليم كردستان، للاستمتاع بالطبيعة الجبلية الخلابة والطقس المعتدل.