على انغام العود نظم التشكيلي جودت شكر التتنجي ندوة بعنوان “ المقام العراقي بين الاصالة والمعاصرة” وذلك في كاليري التتنجي الواقع في منطقة الاخطل في الاعظمية حيث العراقة والتراث..
حاضر فيها المتخصص في مجال المقام العراقي، والمهتم بالتراث الشعبي د. حسين احمد الشريف معاون عميد الشؤون العلمية في كلية الرشيد والذي قدم شرحا نظريا مفصلا عن المقامات العراقية، ثم تلاه تطبيق على آلة العود للعازف عبد السميع عبد الحق، مع قراءة لبعض المقامات.
الدكتور شريف تحدث خلال المحاضرة عن المقامات السبعة التي تتميز بالاصالة لثقلها وصعوبة ادائها وما يتفرع منها والتي تسمى بالمقامات الفرعية، واوضح ان المقامات الفرعية هي اقرب الى المعاصرة والتي يتغنى بها الشباب وغالبا ما تكون خفيفة وسهلة التلحين والغناء، اما المقامات الاساسية السبعة فتكون ثقيلة وصعبة الاداء.
شريف قال لـ”الصباح” :” ان عنوان المحاضرة “المقام العراقي بين الاصالة والمعاصرة” هو نفسه الذي كان عنوانا لاطروحة تخرجي من كلية الفنون الجميلة ، قارنت فيها بين المقامات القديمة الاصيلة والفرعية الخفيفة “الطربية”، وفي هذه المحاضرة تحدثت عن سبب انحسار المقام العراقي في الوقت الحاضر، بينما في الماضي كان هو البضاعة الرائجة في الوسط الغنائي، وبينت كيفية توظيف المقامات الفرعية للمعاصرة والمقامات الاساسية للاصالة في الغناء العراقي، واعطيت بذلك عددا من التوصيات والمقترحات، كما اوضحت من خلال تلك الجلسة ان مصطلح المعاصرة او التجديد هو رفع الكلمات الفارسية والتركية عن المقام العراقي واستبدالها بكلمات عربية”.
وقبل ان ينهي د. حسين احمد محاضرته دعا وزارة الثقافة للاهتمام بفنون الموسيقى الاصيلة وعلى وجه الخصوص المقام العراقي وذلك من خلال التعاون مع وزارة التعليم العالي بإدخال المقام العراقي الى المنهاج الدراسي في المعاهد والجامعات الفنية والموسيقية، حفاظا على هذا الارث الفولكلوري من الضياع”. اما الموسيقي عبد السميع عبد الحق فقد عزف على آلة العود انواع المقامات العراقية التي شرحها المحاضر خلال الجلسة، ومنها مقام الرست والصبا والسيكاه والحجاز والنهاوند وغيرها، ما اعطى نكهة مميزة لتلك الامسية إذ استمتع الحضور من المثقفين والمتابعين.
صاحب خان التتنجي الفنان جودت شكر اكد “ ان هذا الكاليري والمنتدى الثقافي سيقيم اسبوعيا محاضرات ثقافية في شتى شؤون الثقافة التراثية سواء كانت في التأريخ او الاجتماع او الموسيقى والادب وبكل ما يختص بتراث وحضارة البلد، وطالما ان المقام العراقي جزء لا يتجزأ من الموسيقى التقليدية لذا سلطنا عليه الضوء في تلك المحاضرة لنعرف المجتمع بتفاصيله، ونسهم في الحفاظ على هذا الموروث الشعبي العريق من الضياع”.