رفاه حسن
يمثل الابتعاث الدراسي إلى جامعات دول العالم فرصة ذهبية تنعكس نتائجها على الطالب والمؤسسة التي ينتمي لها والبلد الأم، لما لهذه الخطوة من فوائد كبيرة تتجلى في تبادل المعرفة الثقافية والعلمية، وحتى الاجتماعية عبر الدراسة الاكاديمية والمشاركة الفعالة في النشاطات والفعاليات وتكوين صداقات مثمرة مع شخصيات مؤثرة وملهمة وصاحبة رسالة في هذه الحياة.
وهذا ما فعلته الدكتورة نادية علي؛ الكفاءة العلمية العائدة من بريطانيا، التي كانت عنصراً فعالاً ومهماً في نوادي البرمجة التي انخرطت فيها أثناء دراسة الدكتوراه في بريطانيا، وكُرّمتْ مراراً لمساهماتها التطوعية المهمة في هذه النوادي، وما لبثت أن عادت إلى ارض الوطن، فوصلت الليل بالنهار لتعمل على نقل هذه التجربة الرائعة إلى العراق.
انطلقت مبادرة نوادي البرمجة من العاصمة البريطانية لندن ثم تبنتها مؤسسة Raspberry Pi Foundation ، هذه النوادي يديرها متطوعون يساعدون الجيل الجديد من الصغار على تعلم مهارات تقنيات المعلومات والتفكير التصميمي وحل المشكلات باستخدام البرمجة، وهي نوادٍ مجانية وعادة ما تكون داخل المدارس أو الأماكن العامة
شريك إقليمي
تتحدث الدكتورة نادية عن بداية تطوعها في هذه المبادرة قائلة: «بدأت في هذه النوادي متطوعة في مكتبة Oak Farm في أوكسبرج أثناء دراستي في لندن، وبعد عودتي إلى العراق قررت أن أبدأ أول نادٍ في العراق لما لمسته من اهمية هذه النوادي وتأثيرها الإيجابي على أبنائنا»
سنة 2018 كانت بداية العمل لتأسيس نادي البرمجة الأول في العراق الذي انطلق في محافظة ميسان حيث دربت الدكتورة نادية مجموعة من النساء المتطوعات اللاتي عملن لاحقاً على تنفيذ مجموعة كبيرة من الدورات التدريبية للأطفال، واستمر الفريق حتى مع تفشي جائحة كورونا في العراق سنة 2020 ولقد كانت ثمرة هذه الجهود الرائعة ان أصبح نادي البرمجة في ميسان الشريكَ الاقليمي الرسمي لمؤسسة Raspberry Pi Foundation لنوادي البرمجة في العراق والشريك الاقليمي الاول في الشرق الاوسط
تضيف د. نادية: «على صعيد الوطن العربي استطاع الفريق ان يقدم خدماته حتى خارج العراق عبر الورش والدورات الاون لاين، فكان لنا تعاون مع اطفال مصر والمغرب وكذلك قدمنا دورة متكاملة لأطفال عراقيين من عائلات لاجئة في عمان – الاردن»
يوجد في العراق حاليا نحو عشر نوادٍ مسجلة رسمياً، في محافظات ميسان، وبغداد، وواسط، وبابل، والمثنى، والنجف والديوانية، اما عن الفئة المستهدفة أو المستفيدة من هذه المبادرة فهم أطفال تتراح أعمارهم بين ٤ - ١٧ سنة، فضلاً عن الخريجين وطلبة الجامعات، بتوفير فرص تطوع وتدريب وتطوير لهم، وللكوادر التدريسية في المدارس.
تميز عملي
عن رؤيتها لدور المرأة العراقية في مجال التكنولوجيا «برز دور المرأة العراقية في مجال التقنية في كثير من المجالات بنجاح باهر، فهناك نساء متميزات في مجال عملهن، ومنهن رائدات في مجال الأعمال واستطعن تكوين فرق وبدء أعمالهن الخاصة. وأنا أتوقع في المستقبل نشوء شركات تقنية بقيادات نسوية في العراق في المدى القريب
سيرة ذاتيَّة
تشغل الدكتورة نادية علي قاسم اليوم منصب رئيس قسم تقنيات أنظمة الحاسوب في المعهد التقني العمارة - الجامعة التقنية الجنوبية، وهي مؤسسة نوادي البرمجة في العراق، حاصلة على شهادة الدكتوراه في هندسة الحاسبات من جامعة Brunel لندن، وهي من مواليد بغداد سنة 1981 وتقيم حاليا في محافظة ميسان في جنوب العراق، وهي من الكفاءات العلمية التي كانت لها بصمة واضحة وتأثير قوي في مجال تخصصها وتمثل ذلك بالتجربة الرائعة التي نقلتها الدكتورة من لندن إلى ميسان ومن ثم إلى باقي المحافظات العراقية، بافتتاح نوادي البرمجة في محافظات عراقية عدة، ولم يقتصر الامر على حدود الوطن فلقد تمكنت الدكتورة وفريقها من بناء شراكات حقيقية ومهمة على المستوى المحلي والدولي».