وزير الاقتصاد البلجيكي: تخصيص 20 ملياراً لتحقيق الحياد الكربوني

اقتصادية 2019/04/09
...

بروكسل/ كاظم الحناو
حدد الاتحاد الأوروبي لذاته 30 عاماً ليصل إلى تطبيق الحياد الكربوني الكامل وفق ستراتيجية مناخية جديدة، يأمل من خلالها الحصول على موافقة الدول الأعضاء واعتمادها عام 2020. ويتعين على أوروبا الاستثمار في تقانات جديدة للوصول الى الحياد الكاربوني، وللوصول إلى المخطط الزمني المنصوص عليه في تقرير الأمم المتحدة، فإنَّ الخطة الأوروبيَّة الجديدة ستعتمد بشدة على تقنية التقاط الكربون
ويشير الحياد الكربوني، أو وجود بصمة الكربون الصفرية الصافية، إلى تحقيق صافي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون عن طريق موازنة انبعاثات الكربون بإزالة الكربون (غالبًا من خلال موازنة الكربون) أو ببساطة إزالة انبعاثات الكربون تمامًا (الانتقال إلى “الاقتصاد بعد الكربون)”.
وقال وزير الاقتصاد في اقليم فلاندرن البلجيكي (شمال بلجيكا) فيليب مويترز: إن “الإقليم سيستثمر 20 مليون يورو سنويا على مدار العشرين عاما القادمة في البحث والتطوير لتحقيق الحياد الكربوني في العام 2050”.
يأتي ذلك في إطار مساعي الإقليم للحفاظ على البيئة، لا سيما أنه تبنى العديد من المبادرات والبرامج الخضراء والتزم بالمعايير الواردة في شهادة الجودة في إدارة البيئة، ويسعى أيضا إلى تطوير الجودة في إجراءات الصحة والسلامة العامة وتبني أفضل المعايير التي تبناها الاتحاد الأوروبي لتطبيقها من قبل أعضاء الاتحاد عبر جداول زمنية.
 
قيودٌ تنظيميَّة
ويعدُّ الكربون ملوثاً جوياً ويجب أنْ يخضع لقيود تنظيميَّة تبعاً لذلك، مع ما يترتب من نفقات وفرص لجميع قطاعات المجتمع، ان معرفة أين وكيف تولد غازات الدفيئة هي الخطوة الأولى المؤدية الى خفضها، وفي ما يتعلق بالأفراد والمؤسسات الصغيرة، تساعد حاسبات الانترنت والتقييمات الداخلية في بدء العملية. أما المنظمات الكبيرة فقد تحتاج الى أجهزة وأدوات متخصصة، مثل مقياس إيزو 14064 الجديد الخاص باحتساب الغازات الدفيئة، أو بروتوكول الغازات الدفيئة، الذي يمنحه المعهد العالمي للموارد ومجلس الأعمال العالمي للتنمية المستدامة، وهو أداة حسابية يستخدمها مديرو الأعمال والدوائر الحكومية لفهم انبعاثات غازات الدفيئة وتحديد كمياتها وإدارتها 
والإبلاغ عنها.
 
النموذج التشغيلي
وأضاف مويترز “نحن ندرك أهمية الحد من الانبعاثات الكربونية، وضرورة تبني النموذج التشغيلي المستدام من خلال تطبيق ستراتيجيات تشغيليَّة صديقة للبيئة بما يضمن تخفيض مجموع الانبعاثات الكربونيَّة الصادرة عن عملياتنا، ومن منطلق تطوير العمليات والمحافظة على معايير الجودة وكذلك الخاص بإدارة البيئة وشهادة تطوير الجودة في إجراءات الصحة والسلامة العامة فقد أخذنا على عاتقنا تبني أفضل المعايير الدولية للحفاظ على البيئة من خلال أحدث البرامج المعتمدة من قبل الاتحاد الأوروبي”.
وتحاول بلجيكا منذ سنوات التحول الى مصادر الطاقة التي تطلق كميات أقل من الكربون ويمكن أن تخفض التكاليف. إذ يُنتج الفحم ضعفي انبعاثات الغاز، وستة أضعاف انبعاثات الطاقة الشمسيَّة، و40 ضعف انبعاثات طاقة الرياح، و200 ضعف انبعاثات الطاقة المائية. 
وفي بلجيكا، بإمكان الزبائن أنْ يختاروا الحصول على نسبة من كهربائهم من مصدر طاقة متجدد، مثل مزرعة رياح أو مشروع لاستخراج الغاز من مطمر نفايات، برامج الطاقة الخضراء هذه تنضج وتثبت أنها حافز قوي لنمو امدادات الطاقة المتجددة. وفي وسع الشركات بناء نظم طاقة ذات انبعاثات منخفضة خاصة بهم، مستخدمين تكنولوجيا الطاقة الشمسيَّة أو تكنولوجيات ذات انبعاثات كربونية منخفضة مثل المولدات التي تعمل بالغاز الطبيعي.
 
قفزة تكنولوجيَّة
وتابع وزير اقتصاد الاقليم: إن “هذا البرنامج يجب أن يساعد في تحقيق قفزة تكنولوجية كبيرة إلى الأمام في مواجهة مجموعة من الأعمال في القطاع الكيميائي على وجه الخصوص، وتحديد وقياس نسب الانبعاثات الكربونية، وخفض نسب الانبعاثات الكربونية، عبر الحفاظ على نسب أقل من الانبعاثات الكربونية والوصول إلى الحيادية”.
إذ إنَّ تخفيف بصمتك الكربونية لا يختلف عن أي مهمة أخرى، فحتى أفعال بسيطة مثل إعلان التزامك بأنْ تصبح (محايداً كربونياً) يمكن أن تكون فعالة، ومجرد طلب أفكار يمكن أنْ يؤدي الى حلول خلاقة ومبدعة.
 
الشركات الرائدة
يعدُّ تحقيق الحياد الكربوني أحد مفاتيح مكافحة تغير المناخ وقول فيليب مويترز إنه يجب على الاقليم والصناع في أراضيه بذل أقصى ما في وسعهما لتقليل انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون، وأيضا في استخراج وإعادة الاستخدام. ويضيف إن التدقيق في هذه المجالات قد يمكن الشركات الرائدة من لعب دور مهم على الساحة الدوليَّة. لأنَّ سوق السلع والخدمات الصديقة للمناخ تتنامى سريعاً، من المنتجات المقتصدة بالطاقة الى نظم الطاقة المتجددة
 الجديدة.
 ولتقديم هذه المنتجات، من المهم البدء في مرحلة التصميم، وإنَّ أعمالاً بسيطة، مثل إضافة مواصفات للاقتصاد بالطاقة، يمكن أنْ تنتج تصميماً يقلل استهلاك الطاقة أثناء استعماله ويوفر على الزبائن الوقت والطاقة اللازمين لإدخال تعديلات على المنتج بعد
 شرائه.
 
مراحل التنمية
لكي تتمكن الشركات المصنعة من الوصول الى أسلوب جديد يراعي الجوانب البيئيَّة في كل مراحل التنمية لخلق منتجات ذات أدنى تأثير بيئي طوال دورة حياتها، والتصميم الايكولوجي استراتيجية مهمة للشركات الصغيرة والمتوسطة في البلدان المتقدمة والنامية، لتحسين الأداء البيئي لمنتجاتها وخفض النفايات وتحسين وضعها التنافسي في السوق.
ويؤكد الوزير: “لن نحل مشكلة الاحتباس الحراري عن طريق تدمير أعمالنا بالضرائب على العكس، إذا استطعنا جعلها مثيرة للاهتمام وللاستثمار في حلولٍ منخفضة الكربون، فسننتصر حسب 
قوله”.
وسيدعم البرنامج الاستثماري، الذي تقوده مجموعة “كاتيستي البلجيكية للكيماويات والبلاستيك”، المشروعات التي يمكنها إثبات قدرتها على تقليل انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون بشكل كبير، والتقاطها وإعادة استخدامها، وسيشارك الاتحاد الفيدرالي للكيمياء ايضا في 
هذا البرنامج.