دعاء اليوم الخامس من شهر رمضان المبارك

استراحة 2023/03/27
...

عن ابن عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله قال:

"اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي فِيهِ مِنَ الْمُسْتَغْفِرِينَ، وَاجْعَلْنِي فِيهِ مِنْ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ، واجْعَلْنِي فِيهِ مِنْ أَوْلِيَائِكَ الْمُتَّقِينَ، بِرَأْفَتِكَ يَا أَكْرَمَ الْأَكْرَمِينَ".

ثواب هذا الدعاء

"مَنْ دَعَا بِهِ أُعْطِيَ فِي جَنَّةِ الْمَأْوَى أَلْفَ أَلْفِ قَصْعَةٍ، فِي كُلِّ قَصْعَةٍ أَلْفُ لَوْنٍ مِنَ الطَّعَامِ"



لأننا نحب نبينا محمد "ص"- نبي الرحمة - فإننا نحاول أنْ نقتدي به في كل أمورنا لننال شرف أنْ نصبح رفقاءه في الجنة، لقد كان رسول الله "ص" يحتفل برمضان ويحتفي به، وينبه أهله وأصحابه لفضل هذا الشهر، ويحثهم على استقباله واغتنام أيامه ولياليه دون إفراط أو تفريط، فيقول: «إن هذا الشهر قد حضركم، وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرمها فقد حُرم الخير كله، ولا يُحرم خيرها إلا محروم».

ويقول "ص": «إذا كانت أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن، وغلقت أبواب النار، فلم يُفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، ونادى منادٍ: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك في كل ليلة».


نبينا والسحور

ثم كان النبي "ص" ينوي الصيام كل يوم، ثم كان شديد الحرص على السحور، فهو يحث دومًا على الاهتمام بوجبة السحور، كما يحث على تأخيره، فتوقيت سحوره "ص" "كان قريباً من الفجر حيث يفرغ منه وبينه وبين صلاة الفجر ما يوازي نحو عشرين دقيقة بتوقيتنا، أو ربما أقل، وكان يأكل قليلاً من الطعام، ربما كان يتسحر على تمرات أو شيء قليل من الطعام، مع شرب الماء.

يقول الرسول "ص": "تسحروا فإنَّ في السحور بركة".

فبركة السحور في أنه يمنح الصائم القوة على العمل مع الصيام، كما أن في السحور بركة؛ لأنه الطعام الذي يتناوله الإنسان بنية العبادة، لذلك قال عنه: "استعينوا بطعام السحر (أي وقت السحر) على صيام النهار، وبالقيلولة على قيام الليل".


العناصر الغذائيَّة الأساسيَّة

تعدُّ وجبة السحور مهمة للغاية لصحة الصائم وجسمه، فهي تزوده بالطاقة خلال نهار الصيام، وكذلك بالماء لترطيب جسمه والحفاظ على حيويته ونشاطه.

ويجب أنْ يحتوي السحور على جميع العناصر الغذائية الأساسيَّة حتى يتمكن الصائم من المضي براحة خلال اليوم، إذ ستمنح هذه العناصر الغذائية الأساسية الجسم ما يكفي من القدرة على تحمل الجوع والعطش طوال اليوم.

ووجبة السحور تعد عموماً بديلاً لوجبة الفطور التي نتناولها في اليوم العادي، وينصح الخبراء بأنْ تحتوي على نفس المكونات الأساسية التي نجدها في وجبة الفطور، بما في ذلك الخبز، ومنتجات الحليب قليلة الدسم كاللبن واللبنة، والبيض، والخضار، والأرز بالحليب والفاكهة المجففة.

ومن الأخطاء الشائعة في شهر رمضان ميل الكثير من الأشخاص لعدم تناول وجبة السحور، ظنّا منهم بأنَّ لا أهمية لها، وبأنَّ تناول وجبة الإفطار وما يليها من الأطعمة المختلفة كفيل بتزويدهم بما يحتاجون من الطاقة والسكر لليوم التالي.


وجبة مدروسة بعناية

وبهذا الشأن تقول منظمة الصحة العالمية إنَّ وجبة السحور لها أهمية كبيرة في شهر رمضان، وتنصح بتأخيرها قدر الإمكان لمواجهة طول فترة الصيام.

وفي حوار مسجل عبر موقع المنظمة الإلكتروني، قال الدكتور أيوب الجوالدة، المستشار الإقليمي للتغذية، إن مكونات وجبة السحور يجب أن تكون "مدروسة بعناية".

وأوضح أنه من الضروري أنْ تضمَّ كميات من الكربوهيدرات المعقدة، التي تحتوي على نسبٍ عالية من الألياف، مثل الخبز والحبوب، بالإضافة إلى البقوليات مثل الفول، والفواكه مثل الموز، ناهيك عن كوب من الحليب خالي الدسم.

ونوه الجوالدة، بأنَّ هذه الأغذية تساعد على تحمل ساعات الصوم الطويلة، لاحتوائها على نسبٍ مرتفعة من الألياف، كما أنها غنية بالبوتاسيوم الذي يمنع العطش.

يتم هضم الكربوهيدرات المعقدة بسرعة أقل وتساعد الكربوهيدرات المعقدة في المحافظة على الشعور بالشبع وعلى مستويات من الطاقة لفترة زمنية، وتتوافر في مأكولات مثل البطاطا الأرز والبقوليات والمكرونة بأنواعها وغيرها.

وأشار الخبير الدولي إلى أهمية تناول المكسرات مثل اللوز والبندق، لأنها تحتوي على نسبٍ مرتفعة من البروتينات والسعرات الحرارية، التي تجنب الإنسان الجوع لفترات طويلة.

كما نصح بتناول اللبنة أو الزبادي والبيض المسلوق على وجبة السحور أيضا، كونها غنية بالفيتامينات والمعادن التي يحتاجها الإنسان لصيام صحي، فضلاً عن شرب كميات كافية من الماء، حيث يحتاج الجسم إلى نحو لترين منه يومياً.


تناول السحور على 3 مراحل

من جهته يقول خبير التغذية فادي عباس انه يجب التركيز في السحور على الأطعمة التي تحتوي على نسبة نحو 70 % من الماء، وتناول الوجبة على ثلاث مراحل بفارق خمس دقائق بين الواحدة والأخرى، وتبدأ بطبق من السلطة (خاصة الخيار والخس والكرفس) ونوع واحد فقط من الطعام بشرط ألا يحتوي على نسبة كبيرة من الأملاح، كما هي الحال مع مواد مثل الأجبان والمكسرات، التي رغم فوائدها الغنية، إلا أنها ستتسبب في حاجة الجسم إلى كميات أكبر من الماء بعد ساعات قليلة".

ويضيف "تأتي السكريات في المرحلة الثانية، ويفضل تناول قطعتين من الفاكهة الغنية بالماء أيضا (كالفراولة والبطيخ والبرتقال) أو كوبا من العصير الطازج، ثم اختتام الوجبة بشرب الماء".

وتنصح خدمة الصحة الوطنية البريطانية بتجنب شرب الشاي والقهوة لأنهما مدران البول لاحتوائها على الكافيين (خاصة لمن يعانون من مشكلة السلس البولي). ويؤدي فقدان الجسم للسوائل إلى الحاجة إلى تعويضها، والإصابة بالجفاف الذي يخلق مشاكل صحية مثل الصداع وانخفاض ضغط الدم ومشاكل في الكلى وغيرها.