د.ياسين طرار غند

متلازمة التعب المزمن (CFS) هي اضطرابٌ يتميز بالإرهاق الشديد أو التعب الذي لا يزول بالراحة ولا يمكن تفسيره بحالة طبيَّة أساسيَّة. يمكن أيضًا الإشارة إلى CFS باسم التهاب الدماغ والنخاع العضلي أو مرض عدم تحمل الجهد الجهازي.

أسباب متلازمة التعب المزمن غير مفهومة تمامًا حتى الآن. تتضمن بعض النظريات عدوى فيروسية أو ضغوطًا نفسية أو مجموعة من العوامل. نظرًا لعدم تحديد سببٍ واحد، ولأنَّ العديد من الحالات الأخرى تنتج أعراضًا متشابهة، فقد يكون من الصعب تشخيص متلازمة التعب المزمن. لا توجد اختبارات لـCFS. سيتعين على طبيبك استبعاد الأسباب الأخرى لتعبك عند تحديد التشخيص. بينما كان تشخيص متلازمة التعب المزمن سابقًا مثيرًا للجدل، إلا أنه مقبولٌ الآن على نطاق واسع كحالة طبية. يمكن أنْ تؤثر متلازمة التعب المزمن على أي شخص، على الرغم من أنها أكثر شيوعًا بين النساء مصدر موثوق في الأربعينيات والخمسينيات من العمر. لا يوجد علاج حاليًا، لكن العلاج يمكن أن يخفف الأعراض.

إليك ما تحتاج لمعرفته حول متلازمة الإجهاد المزمن، بما في ذلك الأعراض وخيارات العلاج والتوقعات.

ما الذي يسبب متلازمة التعب المزمن؟ يتوقع الباحثون أنَّ العوامل المساهمة قد تشمل: الفيروسات، ضعف جهاز المناعة، ضغط عصبي، الاختلالات الهرمونية. من الممكن أيضًا أنْ يكون بعض الأشخاص مهيئين وراثيًا للإصابة بمتلازمة التعب المزمن. على الرغم من أنَّ متلازمة الإجهاد المزمن يمكن أنْ تحدث في بعض الأحيان بعد عدوى فيروسية، إلا أنه لم يتم العثور على نوعٍ واحدٍ من العدوى يسبب متلازمة التعب المزمن.

تختلف أعراض متلازمة التعب المزمن بناءً على الفرد وشدة الحالة. أكثر الأعراض شيوعًا هو الإرهاق الشديد بما يكفي للتدخل في أنشطتك اليوميَّة. لتشخيص متلازمة التعب المزمن، يجب أنْ تستمر القدرة المنخفضة بشكلٍ كبيرٍ على أداء الأنشطة اليومية المعتادة مع التعب لمدة 6 أشهر على الأقل. يجب ألا يكون قابلاً للشفاء مع الراحة في الفراش.

يمكن أنْ تسبب متلازمة الإجهاد المزمن أيضًا مشكلات في النوم، مثل: الشعور بعدم الانتعاش بعد نوم الليل، الأرق المزمن، اضطرابات النوم الأخرى.

بالإضافة إلى ذلك، قد تواجه أيضًا: فقدان الذاكرة، انخفاض التركيز، التعصب الانتصابي (الانتقال من وضع الاستلقاء أو الجلوس إلى وضع الوقوف يجعلك تشعر بالدوخة أو الدوار أو الإغماء).

قد تشمل الأعراض الجسدية ما يلي: ألم عضلي، صداع متكرر، ألم متعدد المفاصل دون احمرار أو تورم، التهاب الحلق المتكرر، تورم الغدد الليمفاوية في الرقبة والإبطين.

تؤثر متلازمة التعب المزمن في بعض الأشخاص في دورات، مع فترات يسوء فيها الشعور ثم تتحسن. قد تختفي الأعراض في بعض الأحيان تمامًا، والتي يشار إليها باسم مغفرة. ومع ذلك، لا يزال من الممكن أن تعود الأعراض لاحقًا، والتي يشار إليها باسم الانتكاس. هذه الدورة من الهدوء والانتكاس يمكن أنْ تجعل من الصعب إدارة الأعراض، ولكن هذا ممكن.

يمكن أنْ تساعد إدارة النشاط، والتي تسمى أيضًا السرعة، في تحقيق التوازن بين الراحة والنشاط لتجنب تفجر.  ستحتاج إلى إيجاد حدودك الفردية للأنشطة العقلية والجسدية، والتخطيط لهذه الأنشطة، ثم الراحة للبقاء ضمن هذه الحدود. يشير بعض الأطباء إلى البقاء ضمن هذه الحدود باسم "غلاف الطاقة". قد يساعدك الاحتفاظ بمذكرات أنشطتك في العثور على حدودك الشخصية. من المهم ملاحظة أنه في حين أن التمارين الهوائية القوية مفيدة لمعظم الحالات المزمنة، فإن الأشخاص الذين يعانون من متلازمة التعب المزمن لا يتسامحون مع مثل هذه التمارين الروتينيَّة. في كثيرٍ من الحالات، يمكن أنْ تؤدي متلازمة التعب المزمن إلى الاكتئاب أو أنْ تكون أحد أعراضه. قد تحتاج إلى جرعة منخفضة من العلاج المضاد للاكتئاب أو إحالة إلى مقدم خدمات الصحة العقلية.