وصفة نفسيَّة لخفض قلق الامتحانات

منصة 2023/05/04
...


يتوزع الطلبة في ما يخصُّ قلق الامتحانات بين ثلاثة أنواع: الذين لا يقلقون، وذوو القلق المتوسط، وذوو القلق العالي، وهذا الصنف الأخير هو أقل الطلبة حصولاً على الدرجات العاليَّة (أفضلهم ذوو القلق المتوسط). فإذا كنتَ من الصنف الذي يعاني من قلقٍ عالٍ بخصوص الامتحان، فهذا يعني أنك تمرُّ بحالات نفسيَّة وانفعاليَّة تحدث توتراً "وتهيجاً" في جهازك العصبي يؤثر في أدائك أثناء الامتحان. وقد تكون من أولئك الذين ليس لديهم عادات ومهارات جيدة في قراءة موادهم الدراسيَّة واستذكارها.

ومن غير الممكن تقديم وصفة نفسيَّة سحريَّة لخفض القلق العالي من الامتحان الذي يؤثر في مستوى الدرجات بالتأكيد، لكنَّ هنالك بعض الإجراءات المفيدة لمن يعاني من قلق الامتحان، منها: (تنظيم الوقت)، وذلك بوضع جدولٍ للاستذكار بشكلٍ يوازنُ بين ما تحتاجه المواد الدراسيَّة وبين ما يحتاجه الجهاز العصبي من راحة تعيد النشاط إليه. واعلم أنَّ الحصول على درجة عالية يتوقف على نوعيَّة المذاكرة وليس على كميتها، فقراءة مادة لمدة ساعتين بنوعيَّة جيدة أفضل من قراءتها لمدة ست ساعات بطريقة غير مفيدة.

الإجراء الثاني يتعلق بـ"بالانتباه"، إذ يعتقد بعض الطلبة أنَّه يقرأ أفضل ويفهم أكثر عندما يستمع في الوقت نفسه الى الموسيقى مثلاً"، وهذا غير صحيحٍ؛ لأنَّ توزيع الانتباه بين عدة نشاطات يؤثر في الأداء.

وفي ما يخص النسيان، نحيطكم علماً بأنَّ المعلومات تخزن في الذاكرة من خلال ثلاث عمليات: الترميز، والخزن، والاسترجاع، ويحصل النسيان إذا لم يتم تسجيل صحيح للمعلومة في الذاكرة بشكلٍ قابلٍ للاستخدام، أو إذا لم يتم خزنها بشكلٍ مناسب، إو إذا لم يحصل استرجاعٌ صحيحٌ للمادة المخزونة في الذاكرة البعيدة المدى.

ولتقوية الذاكرة هناك عدة عمليات أو مهارات منها: لا تحش الذاكرة القريبة المدى بالكثير من المعلومات والمشتتات في عمليَّة التسجيل والتخزين، لا تقرأ مادة أخرى أو تنشغل بنشاطٍ فكري آخر قبيل امتحانك بمادة معينة، اجعل المادة المطلوب استرجاعها ذات معنى شخصي لك.

واعلم أنَّ التذكر لا يعتمد فقط على قوة الذاكرة بل هو نشاط تؤثر فيه حالتك الانفعاليَّة، فنحن نتذكر أكثر وأفضل حين نكون في مزاجٍ جيد، فاعمل على أنْ يكون مزاجك رائقاً قبيل الامتحان، وانتبه الى أنَّك ما قُبِلتَ بكليَّة طب الأسنان إلا لأنك كنت قد حصلت على درجات عالية، وما قبلت في الماجستير إلا لهذا المستوى أيضاً، بينما تشير بعض عباراتك، للأسف، الى أنك ضعيف الثقة بقدراتك العلميَّة، فاعمل على أنْ تعيدَ الثقة بنفسك.

وثمة وصيَّة أخرى لأبنائنا الذين يؤدون الامتحانات هذه الأيام:

ابتعد عن تناول العقاقير المنبهة، وانهض مبكراً، لتقرأ بدلاً من السهر الطويل في ليالي الامتحان، وخذ حماماً بارداً سريعاً وقدحاً من عصير الفواكه قبل أنْ تذهب الى الامتحان.

غفر الله لمن سمّى الامتحان امتحاناً ولم يفطن الى أنَّ الامتحان. من المحنة، والمحنة بلية، وأنَّ ما يجري هو (اختبار) في حفظ المعلومات. أليس استعمالنا لمصطلح (الاختبارات) أفضل وأنسب نفسياً وعلمياً من مصطلح الامتحانات؟.