الأعظميَّة - أحداث وتراث

منصة 2023/05/16
...

  جعفر لبجة


صدر عن دار الآداب للطباعة والنشر الكتاب الموسوم (الأعظميَّة - الأحداث والتراث) للكاتب خالد إسماعيل نوح يروي مرحلة من مراحل مدينة الأعظميَّة والأعظميون.

لقد مرت الأعظميَّة بعدة مراحل، إذ كانت تسمى محلة الإمام أبي حنيفة النعمان ثم قرية الإمام أبي حنيفة، ثم بلدة الإمام أبي حنيفة ثم بعد ذلك الأعظميَّة.

وقد سميت بعد ذلك في العهد الملكي ناحية الاعظمية ثم اصبحت قضاء الاعظمية في العهد الجمهوري بعد ثورة 14 تموز 1958.

لقد بدأت الاعظمية بالتوسع من سنة 1930 من جهة السفينة وانشئت محلة (هيبة خاتون) ومن جهة محلة النصة محلة (راغبة خاتون) كانت محله الشيوخ حيث افتتح شارع 20. لقد بدأ العمران في الأعظمية يتوسع تدريجيا حيث انه بالأعظمية اليوم محلات جديدة مثل (هيبة خاتون) و (راغبة خاتون) و(نجيب باشا) ومحلات الكسرة والعيواضية والوزيرية من الجنوب. أما من الشمال الصليخ والكريعات وسبع ابكار والفحامة والداودية والراشدية ومحلات أخرى جديدة وحديثه منها مدينة الشعب وحي سومر والعقاري والصليخ الجديد وحي القاهرة. 

ومن أهم معالم مدينة الأعظمية المقبرة الملكية لما تتميز به من بناء وقبة جميلة وحدائق خضراء تحيط بها، وتضم هذه المقبرة قبر المرحوم الملك فيصل الأول والملك غازي الأول المولود سنة 1912م والذي توفي في حادث سيارة في 4 نيسان عام 1939 والملك علي بن الحسين المولود عام 1880 والمتوفى عام 1935 والملكة عالية المولودة عام 1911 والمتوفاة عام 1950 والملك فيصل الثاني الذي قتل عام 1958 في إثر الانقلاب العسكري عام 1958 الذي أطاح بالنظام الملكي في العراق، وإعلان النظام الجمهوري وغيرهم من الأسرة الحاكمة وبعض الشخصيات العراقية السياسية في تلك المرحلة من تاريخ العراق. 

لقد اختار الملك فيصل الأول منطقة الأعظمية مقرا لأول جامعة عراقية في تاريخ العراق الحديث هي جامعة آل البيت، ثم سميت بعد ذلك بعدة أسماء منها كلية الاعظمية، ثم كلية الشريعة، ثم كلية الإمام الأعظم وترجع فكرة إنشائها إلى عام 1921، ومن أشهر الساحات الحديثة في الأعظمية ساحة عنتر، وتقع في منتصف شارع الإمام الأعظم. وكذلك من المعالم المهمة في الأعظمية البلاط الملكي الذي طمست معالمه والذي تم بناؤه 1923 وكذلك نادي الأعظمية الرياضي الذي تم بناؤه عام 1940، فضلاً عن ملعب الكشافة الذي تم إنشاء عام 1923 وما زال حتى يومنا هذا يواكب الحركة الرياضيَّة. وكذلك دار المعلمين الابتدائية التي تم إنشاؤها عام 1936، ومتوسطة الأعظمية للبنين عام 1939 والمدرسة الثانوية عام 1940 والتي أصبحت فيما بعد كلية العلوم، كذلك سدة ناظم باشا التي تم إنشاؤها في زمن الوالي ناظم باشا، إذ أقام الوالي المذكور سدا حول بغداد الشرقية لحماية هذا الجزء من مدينة بغداد من الفيضانات والغرق.

لقد مرت الأعظمية بعدة مراحل حيث في عام 145هـ كانت بيوتات متناثرة هنا وهناك على نهر دجلة وفي شمالها كانت تضم مساكن النصارى ودور الروم واليهود. وكان هناك سور المستعين الذي يضم مناطق الرصافة والشماسية والمحزم، وقد تهدم عام 330هـ، ويذكر أن سور المنعس هو سور الأعظمية القديمة.