هل يتأثّر الشباب المبدع بآراء من حولهم؟

ثقافة 2023/06/14
...

  بغداد: مآب عامر

كثيراً ما يقال إن الآراء التي تنتقد الكاتب بمختلف تصنيفاته الأدبية بشكل سلبي أو مجحف لا تشكل عائقاً أمام استمرارية تواصله في طرح نتاجه الأدبي والعمل على تميزه، بالمقابل ينصح دائما الكتاب وخاصة الشباب منهم في أن لا تأخذهم الانتقادات الإيجابية على كتاباتهم أو نتاجهم الأدبي وتزايد الثناء عليهم إلى مشاعر الزهو والنرجسية وربما الإحساس بالتكامل. يتعلق الأمر هنا، كما نلاحظ بحسب المقولتين أو الرأيين، بمفهوم واسع جدا عن الاستمرار في الكتابة الذي يبدو ظاهريا يعتمد على أحكام من حولنا. لكن الأقاويل عادة لا يتمكن الجميع من تجاوزها.. لذا نجد الكثير من الشباب بدأ مشروعه الكتابي بحماس لينتهي به المطاف بإهماله والتراجع نتيجة بعض الآراء المحبطة، أو أن نصادف من يعتقد نفسه بأنه من الكتاب المهمين على الرغم من بساطة منتجه الأدبي نتيجة لمديح ما، فيبدأ بالعمل على مشروعه الكتابي بشكل غير جدي وحقيقي.

التساؤلات التي من الممكن أن نطرحها لنتعرّف على طبيعة أفكار بعض الشباب الفاعلين في الحراك الثقافي: هل يتأثر المبدع بمختلف توجهاته الأدبيّة والفنيّة بآراء من حوله سواء كانت إيجابيّة أو سلبيّة؟ كيف تبدو نظرته لتلك الآراء، هل يعد وجودها ضروريا أم لا بدّ من تأثر الكاتب -سلباً أو إيجاباً- بمحيطه.

الكاتب مُراقبٌ
واقعيَّاً، هناك افتراضات قد يكون بعضها مبالغاً فيه وغيرها منطقيَّة تدفع بالكاتب نحو التصور العام تجاه الكتابة، فما يمكن أن يطرحه عبر نتاجه الأدبي من محتوى معرفي قد يكسر «التابوهات» أو الحواجز المجتمعية والثقافية. وعلى هذا النحو، فإن ما يكتبه قد لا يناسب توجهات وقناعات معينة. كما ترى رزان الحُسيني، وهي كاتبة ومترجمة أن الكاتب مُراقب كبير في حالة استكشاف لا تنتهي، ومهما ادّعى الحياد تجدهُ مائلاً في بعض النواحي إلى أمورٍ مُعيّنة مكتسبة، يفرضها عليه وجوده في دائرة ما، أو احترامه الشديد لشخصيات أدبيّة معيّنة.
وهذا التأثير بحسب الحسيني يمكن أن «يوصف بكونه فطريّا لا سيطرة عليه، شرط أن يكون متضمناً بين السطور، تطغى عليه بصمة الكاتب الواضحة والمميزة».
وتضيف المترجمة: أما التأثّر الذي يقضي إلى التقليد فنجدهُ غالباً لدى الكتّاب المُبتدئين برحلتهم تواً، إذ إنه ما يزال تربة خصبة للأفكار الخارجية وساعٍ لغرف المعرفة والآراء المتنوّعة ليلتحق بالركب، أو لدى الكاتب الذي لم يجد قضيّته بعد. وتعتقد الحسيني أن هذا الأمر ربما ينعكس إيجاباً على شخصيته وأدواته في المستقبل، فتُختصر عليه طرقاً تُسلك بالعادة لسنوات، ويتفوّق مستخدماً آراء أثّرت على طريقة تفكيره إيجاباً وتجلّت في قضاياه الفكريّة وأسلوبه الأدبي وأدواته اللغويّة. أو -وهي الحالة الأخيرة- ينتهي به الأمر أن يكون نسخةً مقلّدة، ما من جديد لتقديمه في محتواها، وما أكثر وجود النسخ، وما أحوجنا إلى الابتداع والتجديد!
لذا أعتقد شخصياً بضرورتها النسبيّة في تطوير مادة الكاتب ودفعها نحو الأفضل، ولا أعتقد بضرورتها كوسيلة حتميّة، ولا الانغماس الأعمى في محاكاةٍ عالية للآراء المُحيطة، فبالنهاية أن زبدة هذه الآراء هي نتاج تجربةِ شخصٍ آخر، ورؤيتهِ الخاصّة، ورحلتهِ الذاتيّة في مختلف جهات الأدب، ولا يمكن للمرء تخطّي التجربة للحصول على النتيجة فحسب وينتهي بالجودة نفسها والتأثير العاطفيّ نفسه، حيث أن الكاتب لن يعيش ما عاشه الشخص الأول ليستخلص ما توصّل إليه قط، وستكون آراؤه المكتسبة من ثم مبنيّة على أساسٍ هشٍّ، فاقدةً للمصداقية التي تفرضها التجربة، حتّى تُثبت من قِبل تجربتهِ بالذات.
وتشير الحسيني أيضاً إلى إمكانية ضياع الأصالة التي تفرضها بصمة الكاتب نفسه على نتاجه حين يروم تطبيق كل ما يصل سمعه عليه، فلغرض اكتمال الرؤية الفنية ونضج الخبرة واستيعاب النص، «يجب على الكاتب أن يكون في حالةِ استكشافٍ فعلية - لا تنتهي- ولا يسلك الطرق المختصرة أبداً»، وفقاً لتعبيرها.

كائن نخبويّ مشوّه
تجاهل الآراء والانطباعات والقناعات تجاه الكاتب ونتاجه الأدبي بسلبياتها وايجابياتها قد يكون الأمر في غير محله. لأن الكتابة أصلاً هي «كالصوت العالي» من خلالها نطرح ما يمكن أن يكون توضيحاً أو احتجاجاً.
وعليه فإنّ مهمة الكاتب الحقيقي هو تحمل الأصداء وردّة الفعل بطريقة معينة، ثم بعد ذلك يحاول التعايش وأخذ ما يناسب أفكاره ويترك ما يجده مؤثراً سلبياً على مسيرته الإبداعيّة.
ويقول الشاعر ضرغام عباس في هذا الشأن: في البدء التأثريَّة ذات حدّين، حدّ الزمان وحدّ المكان. وللزمان أثر كبير في توجهات الكاتب ممّا يجعله بعيدًا عن العالم الذي يحيط به. ويرى ضرغام أن «كاتب اليوم يعاني من القراءة نفسها، يعاني من سطوة التبعية، تبعية الأفكار التي يقرأها ولا يستطيع الخروج من سياجها أو يتحرّر من عبوديتها. فيكون جسمه حبيس الحاضر وعقله فيما وراء الماضي، وهذا الانفصال عن الواقع هو، بحسب ضرغام، بمثابة «شلل فكري»، يصبح الكاتب خلاله عرضة لمطارق الآراء وهو لا يملك حتى درعًا يستطيع من خلاله تفادي الألم.
ويشير إلى أن على الكاتب أن يوافق في توجهاته الأدبية بين المكان الذي يعيش به والزمان الذي ترسو على شطآنه أفكاره المنتجة، وخلاف هذا يكون كل ما يتلقاه له أثر سلبي على حياته.
ويضيف أنّ «وجود تلك الآراء السلبيّة حقيقة ضروريَّة، لأنّها بمثابة صفعة حقيقة تعيد العقل الشارد إلى الزمان والمكان الذي يقطن به الكاتب».
ويقول: ببساطة قد يذهلك عقل مخمور بالفكر العربي، أو الألماني، أو الفرنسي، أو الإنجليزي، أو الروسي، وقد يذهلك عقل ولد في القرن السادس عشر بينما جسده يعيش في (شارع 30)، «أنا يذهلني عقل واعٍ بنفسه، مهما تشرّب الفكر والعلوم يبقى يقظًا أزاء نفسه واستقلاليته»، وفقاً لتعبيره.
ويتابع ضرغام: لي تجربة بسيطة في هذا الصّدد، كنت متأثرًا فيما مضى بالشعر الفرنسي وكنت بعيدًا كل البعد عن الزمن الذي أعيش به، فطلب منّي أحد المشاريع الأدبية أن أكون أُستاذاً في دورة لتعليم الكتابة، وقيل لي أن أختبرَ أخيلة الطلاب، فطلبتُ من الطلاب أن يتخيلوا أنفسهم أخطبوطًا ولد على اليابسة بعيدًا عن مكانه الأم، غير قادر على الحركة، أن يكتبوا عن المعاناة التي يواجهها. فقال لي أحد الطلاب أيمكنني أن استبدل الأخطبوط بحيوان آخر، قلت له لا ضير.
بعد أسبوع اتصل بي الطالب الذي قام باستبدال الموضوع قائلًا: لقد أتممت عملي وكتبت فيما قيل لي، لكني استبدلت الأخطبوط بكلب جاري الذي اشتراه حديثًا وقد سمعت بأن الكلب اسباني الأصل، وبعد كتابتي عن الكلب والمعاناة التي عاشها في تقبل مكان لا ينتمي إليه، قرأت القصيدة على أصدقائي، إلا أني تفاجأت بقول، أحسنت أيها الكلب.
الخلاصة؛ كما يرى ضرغام «أنا لست مع الآراء الاستعراضية التي لا تنجب كاتبًا، بل تنجب كائنًا نخبويًّا مشوّهًا، وهو في أحسن حالاته مع من قالَ ومع من كتب».

حالة معرفيَّة فنيَّة
الأمر ذاته قد ينسحب على الفنون بتصنيفاتها واتجاهاتها، فالمبدع الحقيقي هو الذي يقيس الأمور بشكل صحيح ومنطقي بعيداً عن العاطفة. لأنّ هناك مساحة شاسعة بين الغاية والهدف من النتاج الثقافي.  
من جهته، يقول الفنان والخطاط مرتضى الجصاني: لا شك نحن نعيش في مجتمعات بشرية قائمة على الآراء ووجهات النظر والثقافة تنمو بالرؤى المختلفة التي تتلاقح وتؤدي بالنتيجة إلى إنتاج معرفي.
ويتابع: والآراء سواء كانت مع أم ضد هي معرفة كبيرة، إذا كانت تلتزم بحدود الرأي ولا تتجاوز العمل الفني إلى شخص الفنان نفسه، عندها لا تعتبر آراء، بل تتخذ مسمّيات أخرى مختلفة، هذا من جهة من جانب آخر، فنحن بحسب الجصاني، لا نستطيع أن نعتبر تلك الآراء وثيقة فنية ملزمة للفنان ولا نستطيع الالتزام برأي الجمهور حرفيا عندها لا يمكن للفنان أن يتقدم خطوة واحدة في اتجاه الخيال والابتكار الفني، إذ لا بدَّ أن يشكل الفن صدمة للجمهور، ولا بدَّ أن يطرح تساؤلات في صنوف مختلفة من المعرفة وبالضرورة سيجد من يتفق معه ومن يختلف ومن يتطرّف بالاختلاف أحيانا.
ويتابع الخطاط: بالنسبة لي لا تشكل آراء الآخرين ثقلا كبيرا، لكنها محترمة بكل الأحوال لكن هناك آراء هي محل ثقة كبيرة يمكنك أن تنهل من معرفتها وأحيانا تكشف لك جوانب مخفية في العمل الفني، وهذا ما حدث معي في أحد أعمالي الذي أسميته «صمت» حيث يتكون العمل من نقطة فقط، نقطة الخط العربي التي تكون أقرب لشكل مربع مائل في فضاء أبيض كبير وتتخذ النقطة الجهة اليسرى من اللوحة لتستقر فيها، هناك من رفض عرض هذا العمل في أحد المعارض الفنيّة التي أقامتها وزارة الثقافة في حين يذهب آخرون من المختصين في المجال الفني إلى أهمية هذا العمل بشكل كبير ومؤثر. ويشير إلى أنه بالتأكيد أسعدتني آراء أهل الاختصاص في أهمية العمل في حين لم تغضبني آراء المنتقدين والرافضين للعمل لأنّها بالنتيجة كونت حالة معرفيّة فنيّة تغني الموضوع بصورة عامة.

الهروب ليس حلًا
إن أول سؤال يجب أن يطرحه الكاتب على نفسه بعد تلقيه مجموعة من الانطباعات والآراء النقدية سواء كانت سلبية أو إيجابية، وهو هل ما كتبته يستحق ما يقال عنه؟، لأنّ الكاتب في حقيقته محاصر بين القراءة المعرفية وفعل الكتابة (هو منشغل في البحث والاكتشاف) وهو يعرف نفسه أكثر من غيره، إذ لا يمكن السعي لقول شيء عن نفسك غير ذلك الذي يحدده خزينك المعرفي الظاهر عبر كتاباتك.
من جانبه، يرى الروائي إبراهيم رسول أنّ التأثير يكون واضحًا على كلِّ مبدعٍ؛ لأنَّ الإبداعَ عملية تراكميَّة من مبدعٍ إلى آخر. لعلَّ الأديب الجديد يصقل موهبته ممن سبقه، وهكذا تستمرّ العملية التراكمية عند الأجيال. فالكتابةُ، بحسب رسول، عمليةٌ ذهنية وتحتاجُ إلى تجربة طويلة ومعرفة عميقة كثيرة. وهذا يتأتّى من الصقل والمِران في تجارب من حوله، لأنَّ البيئةَ تلعب الدور الفعّال ولها الأثّر الواضح على الكاتبِ، فهو ابنها ومن طبيعي أن يتأثرَ ويؤثر الابن بوالدتهِ، وفقا  لتعبيره.
لكن، لا يخلو شيء في الحياة من الفعل، (لكن) السؤال الذي يبدو مهمًا، هل الأثر يكون سلبًا أم إيجابًا؟ والجوابُ يكون بما يحيط الأديب أو الوسّط الذي حوله، وهذا يتضح من حيث إيجابية الوسط أو سلبيتهِ، بحسب رأيه.
ويضيف: شخصيًا، أرى أنّ كلّ الذين يحيطون الكاتب، سيوفرونَ له الإلهام الكتابي. لأنَّ ستتعرّف على أنماط مختلفة ومتباينة. فمنهم من يجعلك تُحلّق عاليًا لتكون في طبقةٍ نخبويةٍ ويكون لأسلوبك الكتابي هو الأسلوب الذي يُميزك ويجعلك في مرتبة سامية، ومنهم من يحاول أن يثبط همتك ويجعل منك، الشخصية المنكسرة، ويحاول أن يسخر من كتاباتك، وهذا يحدث في أوّل عهدِ الكاتب بالكتابةِ، لأنّ الكتابةَ ستجعلك في مرمى كلّ الناسّ وعليك أن تتلقى ما يُرمى عليك، فإن بقيتَ ثابتًا مدعمًا برؤاك الرّصينة وثقافتك الموسوعية فسينهزمون منك ليذهبوا إلى غيرك.
ويتابع رسول: أتذكرُ أنّي عندما طبعت كتابي الأوّل (حياة الشهيد مسلم بن عقيل) في عام 2016، تعرّضتُ لحملةٍ كبيرةٍ من السخرية والحرب العلنية ومن أوساط مختلفة (دينية وأكاديمية وأدبية) وعلى الرّغمِ من أنّ الكتابَ كان دينيًا- تاريخيًا، إلا أنّي بقيتُ ثابتًا، كوني على معرفة تامة بما كتبته، وقد كلّفني بحث ست سنوات متواصلة حتى بلغت المصادر والمراجع التي ضمنتها في الكتاب مئتين مصدر من التراث الديني والتاريخي والأدبي.
ويؤكد: كثيرة هي المرّات التي يشكو فيها الكاتب من سلبية الوسط الذي يحيط به، حتّى يفضل الكثير منهم الانزواء والبقاء بعيدًا عن الجميع، لكن هذه الحالة غير صحيحة والهروب ليس حلًا، فنحن نعيش في التناقضات، والحياة قائمة على التنوّع والاختلاف.
ويشير إلى أن المسألة طبيعيَّة، فهذا الوسط الذي حاربني في أوّل عهدي بالكتابةِ، جعلني أقوى وتزداد عزيمتي وتسلّحي في الثقافة التي أعدها السّلاح الذي تهزم به كلّ الذين يحاولون الاستهزاء والسّخرية، وقديمًا قالوا: من كتب فقد استُهدِف، وكما يقول الكاتب إبراهيم الكوني: هوية كل مبدع في نصه.  

يقول ما يراه هو
ولكن ماذا يقول الناقد وكيف يمكن أن يحكم تجاه مسألة تقبل بعض الشباب الفاعلين في الحراك الثقافي الرأي من عدمه؟، يرى الناقد الدكتور نصير جابر أن الآراء التي تدور حول المنجز الأدبي تنقسم، على أنواع ومستويات عديدة، وتأثّر الكاتب بها يعتمد على جهة صدورها ونوعيته بحسب فهم الكاتب أيضا لهذه المستويات. ويوضح: هنا نحن نفترض كاتبا حقيقيا يُنتج نصّا مكتملا وهو بكل الأحوال ينتظر ردة فعل من الجمهور، على شكل آراء وتعقيبات وملاحظات، ولنتفق أولا على أن الكاتب الحقيقي يكتب للناس، ومن ثمّ هو مهتم بهم وبما يصدر عنهم من كلام.. سواء كان سلبا أم  إيجابا.
ويضيف: لنعد إلى أنواع الآراء ومستوياتها.. فهناك آراء المجاملات التي تقدم على أنها (واجب اجتماعي) وإسقاط فرض لا بدَّ منه، وهذه لا جدوى منها، ولا دور لها في مسيرة أي كاتب أو مبدع يحترم فنّه، وهي آراء ارتجاليّة غير دقيقة تعبّر عن شعور آني  فقط.
وهناك المستوى الأهم والأدق، بحسب جابر، وهو آراء القرّاء الذين فهموا النص وعرفوا خفياه وهم من يجب أن نتأمل كلامهم، فهو – وأن كان يصدر من غير مختص- لكنه مهم وضروري لأنّه يعبر عن الحلقة الأهم في عملية التواصل  (المتلقي)، وأيضا هناك آراء ومستوى ما يمكن أن نسميهم (الموجة) وهم قرّاء العنوانات التي تمثل (ترندات) ثقافية وهؤلاء لا بدّ من تقبّل كلامهم بحذر شديد، لأنّهم يمثلون وجهة نظر مجموعة (ضاغطة) تريد من الأديب أن يتبنى موجتها، ويكون ضمن السرب الذي يحلق فيه الجميع على الرغم من أن الإبداع في جوهره انزياح عن كل نسق، وهو خطوة خارج الدرب المألوف.
ويشير الناقد إلى أن الوسط المجتمعي الذي (يشكّل) الآراء، ومن ثمّ يطلقها في مسارب التواصل الاجتماعية، مثل الجلسات الأدبية أو مواقع التواصل أو حتى التعليقات الخاصة، هو من يؤثر على الأديب غير الواثق بعمله، أو المتردّد ما بين بحثه عن اتجاه يميزه أو طريقة يجتذب بها الجمهور إليه، أما الأديب الذي يثق بعمله فهو من يصنع (آخره) المفترض الذي يحاوره ويريد منه أن يفهم ويعي ما ينتجه الحقيقة.
ويقول إنّ «التأثر في مسيرة الكاتب له نتائج قد تكون وخيمة على مستقبله ككاتب، ولكن هذا لا يعني أنّه لا يلتفت إلى من حوله.. الأسلم والأصح أن يستمع، ثم يقول ما يراه
هو.. هو فقط».