مركز كينيدي الفضائي: أ ف ب
انطلق التلسكوب الفضائي الأوروبي "إقليدس" (Euclid) من قاعدة كاب كانافيرال في ولاية فلوريدا الأميركية، في مهمة ترمي لكشف أحد أهم الألغاز في علم الفلك والمتمثل في مادتين مظلمتين غامضتين تشكلان 95 في المئة من الكون لكن لا تتوافر أي معطيات تقريباً عن طبيعتهما الدقيقة. وقد انطلق القمر الاصطناعي عند الساعة 11,12 بالتوقيت المحلي (15,12 ت غ) على متن صاروخ "فالكون 9" المصنوع من شركة "سبايس إكس" الأميركية.
بعد رحلة تستمر شهراً عبر الفضاء، سينضم "إقليدس" الذي يبلغ وزنه طنين وصممته شركة "تاليس ألينيا سبايس"، إلى التلسكوب الفضائي "جيمس ويب" في نقطة مستقرة على بعد 1,5 مليون كيلومتر من الأرض تسمى نقطة لاغرانج الثانية. من هناك، سيرسم "إقليدس"، الذي سُمّي على اسم مخترع الهندسة، خريطة ثلاثية الأبعاد للكون، تشمل ملياري مجرة على جزء يغطي ثلث القبة السموية.
وهذه "أول مهمة فضائية لدرس خصائص الطاقة المظلمة"، وفق ما أكد قبل الانطلاق مايكل سيفرت، المدير العلمي للمشروع في وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) التي تشارك في هذه المهمة لوكالة الفضاء الأوروبية. وسيكون البُعد الثالث للخريطة هو الوقت: فعبر التقاط الضوء الذي استغرق بلوغه إلينا من المجرات ما يصل إلى عشرة مليارات سنة، سيتعمق "إقليدس" في الماضي السحيق للكون، البالغ من العمر 13,8 مليار سنة. ويكمن الهدف في إعادة بناء تاريخ الكون من خلال تجزئته إلى "أجزاء زمنية"، على ما أوضح عالم الفيزياء الفلكية يانيك ميلييه، رئيس اتحاد "إقليدس" الذي يضم نحو 2600 باحث من 16 دولة، خلال مؤتمر صحافي. ويأمل القائمون على المهمة في أن يساعد ذلك في الكشف عن الآثار التي خلفتها المادة المظلمة والطاقة المظلمة أثناء تكوين المجرات.
على صعيد ذي صلة أعادت "ناسا" الاتصال بمروحية إنجينويتي المريخية، بعد أكثر من شهرين من الصمت اللاسلكي، على ما ذكرت وكالة الفضاء الأميركية. وقد صمدت الطائرة الدوارة الصغيرة، التي بدأت رحلة إلى الكوكب الأحمر مع مسبار "برسيفرنس" في أوائل عام 2021، لفترة أطول بكثير من مهمتها الأولية المقررة أساساً لثلاثين يوماً لإثبات جدوى تقنيتها في خمس رحلات تجريبية.
مذاك، استُخدمت المروحية عشرات المرات، إذ كانت بمثابة مستكشف جوي لمساعدة الروبوت الجوال في البحث عن علامات عن حياة ميكروبية قديمة قبل مليارات السنين، عندما كان المريخ أكثر رطوبة ودفئاً مما هو عليه اليوم.
كان فقدان الاتصالات متوقعاً، بسبب وجود تلّ بين مروحية إنجينويتي وروبوت "برسيفرنس" الجوال، يعمل بمثابة أداة ربط بين المسيّرة والأرض.
ومع ذلك، قال جوشوا أندرسون، رئيس الفريق المسؤول عن إنجينويتي في مختبر الدفع النفاث، "كانت هذه الفترة الأطول التي أمضيناها من دون أن نسمع عن إنجينويتي خلال المهمة".
وأَضاف "تم تصميم إنجينويتي ليكون قادراً على التصرف بالشكل المطلوب عندما تحدث فجوات في التواصل مثل هذه، ولكن نشعر بالارتياح بطبيعة الحال عندما نعاود الاتصال بها".