القيلولة وفوائدها لصحة البالغين

علوم وتكنلوجيا 2023/07/06
...

 إيان راندال
 ترجمة: شيماء ميران

ترتبط القيلولة المنتظمة أثناء النهار بصحة عقليَّة أفضل عند البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين الأربعين والتسعة والستين عاماً. هذا ما توصل إليه باحثون في دراسة أجريت بجامعة لندن، والتي وجدت العلاقة بين القيلولة المعتادة والحجم الكلي الأكبر للدماغ.
أوضح الفريق أنَّ هذه علامة تدلُّ على الصحة العقليَّة الجيدة، والتي ترتبط بدورها بانخفاض خطر الإصابة بالخرف والأمراض الأخرى من التدهور المعرفي.
تعتمد النتائج على مخرجات الدراسات السابقة التي أظهرت أنَّ القيلولة لها فوائد معرفيَّة كثيرة، إذ تعزز الأداء في الاختبارات أثناء الساعات التي تعقب قيلولة صغيرة، إذ قدر بحث سابقٌ أجري في بريطانيا أنَّ ما يقارب ثلث البالغين ابتداءً من عمر خمسة وستين فما فوق يأخذون قيلولات منتظمة أثناء فترة النهار.
اشترك في هذه الدراسة "فالنتينا باز" عالمة الأعصاب من جامعة الجمهورية في اوروغواي، والدكتورة "فيكتوريا غارفيلد"عالمة الأوبئة الوراثية من جامعة كولج لندن، والدكتور "حسن دشتي" عالم الوراثة من مستشفى ماساتشوستس
العام.
تقول الدكتورة "غارفيلد": إنَّ "النتائج التي خلصنا إليها تؤكد أنَّ بعض الأشخاص قد تكون قيلولتهم القصيرة أثناء النهار جزءاً من اللغز الذي يمكن أنْ يساعد في الحفاظ على الصحة العقلية مع التقدم
في السن".
قام الباحثون في بحثهم هذا بتحليل البيانات الثلاثية المعرفية والجينية والصحية المأخوذة من البنك الحيوي في بريطانيا لأكثر من (378) ألف إنسان بالغ تقريباً، تتراوح أعمارهم بين (40 و69) عاماً، ومتوسط أعمارهم (57) عاماً. إذ تحتوي قاعدة البيانات الواسعة النطاق هذه على معلومات صحية ووراثية مفصلة لما مجموعه نصف مليون مشارك تقربباً.
ركز الفريق على اثنين وتسعين متغيراً جينياً على وجه الخصوص، حدده مسبقاً الدكتور "دشتي" والتي ارتبطت باحتمالية انخراط الناس في القيلولة المعتادة. ووجدوا أنَّ الأشخاص الذين تمت (برمجتهم) وراثياً للمشاركة في قيلولة منتظمة كانوا أكثر عرضة كي يكون حجم الدماغ لديهم أكبر. رغم أنَّ الفريق لم يجد فرقاً في أداء الأشخاص الذين يأخذون قيلولة مقارنة بغيرهم في ثلاثة مقاييس أخرى لصحة الدماغ والوظيفة الإدراكية - حجم الحُصين ووقت رد الفعل والمعالجة
البصرية.
تقول "باز": "هذه هي الدراسة الأولى التي تحاول معرفة العلاقة السببية بين القيلولة المعتادة في النهار والنتائج المعرفية والهيكلية للدماغ".
وتضيف "من خلال فحص الجينات عند الولادة، يتجنب التوزيع العشوائي المندلي العوامل المربكة التي تحدث طوال الحياة والتي قد تؤثر في الارتباط بين القيلولة والنتائج الصحية. تشير دراستنا إلى وجود علاقة سببية بين القيلولة المعتادة وكُبر حجم الدماغ الكلي".
لم يكن لدى الفريق معلومات عن المدة التي يميل فيها الأشخاص الذين يأخذون قيلولة الى النوم خلال النهار. ومع ذلك، أشارت الدراسات السابقة إلى أنَّ قيلولة لنصف ساعة أو أقل توفر أفضل الفوائد على المدى القصير، وتلك التي تؤخذ في وقتٍ مبكرٍ من اليوم تقلل احتمالية تأخير النوم أثناء الليل.
واختتمت "غارفيلد" الحديث: نأمل أنْ تساعد مثل هذه الدراسات على إظهار الفوائد الصحية للقيلولة القصيرة أثناء النهار، والأفكار الخاطئة عنها".

عن صحيفة الاكسبريس البريطانية