جويل داي
ترجمة: شيماء ميران
انطلق مسبار باركر (PSP) التابع لوكالة ناسا للشمس للمرة الأولى، في مهمَّة رائدة ورحلة ناجحة عبر عاصفة شمسيَّة في الفضاء.
طالما حذر العلماء من الآثار الضارة المحتملة للعاصفة الشمسيَّة، التي غالباً ما يُشار إليها بـ(نهاية العالم على الإنترنت).
توقف بنى الانترنت
وقدّروا أنَّه من الممكن حدوث حدثٍ كهذا في السنوات العشر القادمة، من شأنه أنْ يُوقفَ البنى التحتيَّة التي تنقل مزودي الانترنت.
أُطلق (PSP) منذ خمس سنوات وسار بمسارٍ مفجعٍ بالقرب من سطح الشمس، حيث تتولد الرياح الشمسيَّة، التي تتكون من تيارات من الجسيمات المشحونة تنطلق من الغلاف الجوي الخارجي للشمس، المعروف باسم "الهالة"،
ومع شدة حرارة الجو القريب جداً من الشمس، تمكن (PSP) من جمع رؤى مهمة حول كيفيَّة عمل الشمس
وجزيئاتها.
يعتقد الخبراء أنَّ مثل هذه العاصفة الشمسيَّة قد تؤدي إلى فقدان الوصول إلى الإنترنت لأشهرٍ أو سنوات.
ثم أجرت جامعة كاليفورنيا في العام 2021 دراسة توصلت الى أنَّ هناك احتمالاً بنسبة 12 في المئة بحدوث اضطرابٍ كارثي قد يستمر لأشهرٍ خلال العقد
المقبل.
فهم كيفيَّة عمل الرياح الشمسيَّة في ضوء المهمة الناجحة، أشار البروفيسور "ستيوارت بيل"، المؤلف الرئيس للدراسة والمنضم إلى جامعة كاليفورنيا في أميركا، الى أهمية فهم كيفيَّة عمل الرياح الشمسيَّة بالضبط.
ذكر في مقالٍ صحفي: "تحمل الرياح الكثير من المعلومات من الشمس إلى الأرض، فمن المهم فهم الآلية الكامنة وراء رياح الشمس لأسبابٍ عمليَّة على الأرض، وأنَّها ستؤثر في قدراتنا في فهم كيفيَّة إطلاق الشمس للطاقة والعواصف المغناطيسيَّة الأرضيَّة التي تشكل تهديداً لشبكات
اتصالاتنا".
وصف فريق العلماء الذين راقبوا البيانات التي جمعها (PSP) ما وجدوه وكأنه: "رؤية نفاثات من الماء تنبعث من رأس الدش وتضرب وجهك".
ساعدت النتائج في تحديد ظاهرة تعرف باسم "تدفقات الحبيبات الفائقة" داخل الثقوب الإكليليَّة، حيث تظهر الحقول المغناطيسيَّة.
يُعتقد أنَّ هذه المناطق بمثابة نقطة الصفر للرياح الشمسيَّة عالية السرعة، وعادة ما توجد في قطبي الشمس خلال فترات الهدوء، لا تؤثر بشكل مباشر في الأرض.
تظهر الثقوب عبر سطحها وتولد دفعات من الرياح الشمسيَّة، ثم توجه هذه الرياح مباشرة الى الأرض ولكنْ كل 11 عاماً خلال المرحلة النشطة للشمس، كما ينقلب المجال المغناطيسي لكرة النار.
لقد نُشرت جميع الأفكار المكتسبة من المسبار في ورقة بحثية في مجلة Nature.
توقع العواصف مستقبلاً
يقول الباحثون إنَّهم سيساعدون في توقع العواصف الشمسيَّة مستقبلاً، تلك التي لا تنتج الشفق القطبي فحسب، بل تلك التي لديها القدرة على تعطيل الأقمار الصناعيَّة والشبكات الكهربائيَّة أيضاً.
كما وجدت الدراسة أنَّ الثقوب الإكليلية تعمل بشكلٍ فعالٍ كرؤوس دش تنبثق منها النفاثات من البقع المضيئة حيث تتدفق خطوط المجال المغناطيسي داخل وخارج سطح الشمس.
عندما تجد الحقول المغناطيسيَّة نفسها موضوعة مقابل هذه الأقماع - التي يمكن أنْ يصل عرضها الى 18000 ميل، فإنَّها في بعض الأحيان تنكسر وتتصل، ما يدفع بالجسيمات المشحونة بعيداً عن الشمس.
وحين تلتقي خلايا الحبيبات الفائقة هذه وتنزل إلى أسفل، تسحب المجال المغناطيسي في مسارها إلى هذا النوع من القمع، يصبح المجال المغناطيسي مكثفاً للغاية هناك لأنه محشور.
"هو نوع من مغرفة من المجال المغناطيسي ينزل إلى الصرف، والفصل المكاني لتلك المصارف الصغيرة، هي الأقماع وما نراه الآن ببيانات المسبار الشمسي.
عن صحيفة الاكسبريس