علماء ينشِّطون اختراق طاقة الانصهار

علوم وتكنلوجيا 2023/08/10
...

 مات جاكسون

 ترجمة: شيماء ميران

تمكن علماءٌ يعملون لدى الحكومة الأميركيَّة من تحقيق مكاسب إضافيَّة من الطاقة في مفاعل الاندماج  وللمرة الثانية. وتعدُّ هذه اللحظة باعثة على التفاؤل بشأن حلم طاقة لا محدودة خالية من الكاربون. فمنذ خمسينيات القرن الماضي، عمل العلماء على إعادة تنشيط تفاعل الاندماج الذي يسمتد الطاقة من حرارة الشمس، لكنْ لم يتم ذلك حتى كانون الأول الماضي.

ووفق صحيفة فاينانشيل تايمز لم يتمكن العلماء إطلاقاً من إنتاج طاقة أكثر مما يستهلكه التفاعل، والذي يعرف بـ"الاشتعال". لكنَّ الباحثين في مختبر "لورانس ليفرمور" الوطني الفيدرالي بكاليفورنيا، الذين تمكنوا من تحقيق "الاشتعال" لأول مرة العام الماضي، استطاعوا إعادة تنشيط هذا الاندماج، لكن هذه المرة انتجوا طاقة أعلى.

أكد المختبر أنه تمكن من زيادة الطاقة في منشأة الليزر الخاصة به، وأنَّ التحليل الكامل للنتيجة الذي صدر أواخر تموز الماضي، ما زال جارياً.

قال متحدث: "منذ أنْ أظهرنا الاشتعال الاندماجي لأول مرة نهاية العام 2022، واصلنا إجراء التجارب لدراسة هذا النظام العلمي الجديد المثير. وكررنا الاشتعال في تجربة أجريت نهاية شهر تموز. وكما اعتدنا، نخطط للإعلان عن هذه النتائج في المؤتمرات العلمية القادمة وفي منشورات يراجعها أقراننا".

يتم تحقيق الاندماج عن طريق تسخين نظيرين للهيدروجين، غالباً يكون الديوتيريوم والتريتيوم، إلى درجات حرارة عالية جداً بحيث تندمج نواتاهما الذريتان معاً، ليُطلق الهيليوم وكميات كبيرة من الطاقة تكون بشكل نيوترونات. بينما يعتقد العلماء أنَّ فكرة إنشاء محطة طاقة اندماجية بعيدة، فإنَّ إمكانات التكنولوجيا هائلة. لأنَّ تفاعلات الاندماج لا تنتج كربوناً ونفايات مشعة، ويمكن لها أنْ تزود منزلاً بالطاقة لمدة قرن تقريباً باستخدام كمية صغيرة من الهيدروجين.

يُعرف نهج الاندماج الأكثر انتشاراً باسم الحبس المغناطيسي، لأنَّه يستخدم مغناطيساً ضخماً لتثبيت الوقود في مكانه أثناء تسخينه إلى درجات حرارة تتجاوز حرارة الشمس. ومع ذلك، تُستخدم عملية مختلفة تُعرف بحبس القصور الذاتي ويستخدم فيه أكبر ليزر في العالم، ليُطلق بعد ذلك كبسولة صغيرة لتحريكها والانفجار الداخلي فيها.

وصفت "جينيفر غرانهولم" وزيرة الطاقة الأميركية الإشعال بأنه: "واحد من أكثر الإنجازات العلمية إثارة للإعجاب في القرن الحادي والعشرين. إذ أنتجت التجربة 3.15 ميغا جول تقريبا، أي ما يقارب 150 ٪ من 2.05 ميغا جول اليي يحققه بالليزر".

يقدر العلماء أن الاندماج التجاري سيتطلب تفاعلات تولد ما بين 30 و100 ضعف طاقة الليزر. ويمكن إجراء لقطة واحدة كحد أقصى يومياً، في حين أنَّ محطة توليد الطاقة الداخلية ستحتاج إلى إكمال عدة طلقات في كل ثانية.


عن صحيفة الاكسبريس