بغداد: حيدر فليح الربيعي
أوصت ورشة متخصصة بالآثار البيئية في العراق، وما نجم عنها من أضرار اقتصادية وصحية واجتماعية، بضرورة اتخاذ المزيد من التدابير الهادفة إلى التقليل من تلك التغيرات، التي أثرت في مختلف نواحي الحياة في البلاد، لاسيما الواقع الزراعي الذي يعاني تراجعاً مخيفاً في نسب المساحات المستصلحة جراء الجفاف وشح المياه، في حين أكد المشاركون أهمية تدارك التغيرات المناخية عبر إصدار سلسلة من القوانين والتشريعات التي يمكن أن تسهم في الحد من تلك الآثار.
ووفقاً لآخر الاحصائيات الأممية، فإن العراق سيخسر قرابة 400 ألف دونم من الأراضي المستصلحة سنوياً بسبب التغيرات المناخية، الأمر الذي دعا عدد من المختصين بالشأنين الاقتصادي والبيئي إلى المطالبة بإضافة تخصيصات مالية كبيرة في الموازنة العامة لتنفيذ المزيد من البرامج الكفيلة في الحد من تلك الآثار.
الصحفي البيئي الدولي، خالد سليمان، الذي حاضر في الورشة المتخصصة بالصحافة البيئية، والتي أقامتها منظمتا سما الابتكار والانترنيوز، وشارك فيها عدد من الصحفيين والناشطين من منظمات المجتمع المدني، أكد أنَّ «إقامة مثل تلك الورش بات أمراً ضرورياً نتيجة مواجهة البلاد للمزيد من الأزمات البيئية والمناخية، محذراً من آثار تلك الأزمات على المجتمعات والمصادر الطبيعية، مبيناً أنَّ التغيرات المناخية باتت تمثل «ظاهرة في حياة العراقيين» وأدت الى نزوح آلاف من المواطنين بسبب تفاقم حالات التدهور البيئي».
كما حذر الخبير سليمان، من مخاطر وآثار التغيرات البيئية على «الأمن الغذائي في البلاد» جراء تأثر المنظومة الزراعية بتلك الآثار المناخية، مبيناً أهمية ودور الإعلام في تسليط الضوء على تلك المخاطر وتغطيتها بشكل واسع ليتسنى اتخاذ قرارات حكومية سريعة تحد من تلك الآثار المناخية، ناهيك عن أهمية دور المجتمعات في مواجهة آثار تغير المناخ والتدهور البيئي.
بدوره أفاد رئيس منظمة سما الابتكار، رعد كردي، بأنَّ «العراق يواجه تحديات بيئية خطيرة جراء التيارات المناخية والتلوث الحاصل، وان الصحافة البيئية باتت تشكل أهمية بالغة في العراق، لذا فان هذه الورشة ركزت على المواد المتعلقة بالجانب البيئي وتداعيات التغيرات المناخية على الواقع الاقتصادي، والصحي، حيث اغنيت تلك الورشة بالمعلومات البيئية والآثار المترتبة على التغيرات المناخية».
وأوضح كردي، أنَّ الورشة ركزت على أهمية الصحافة البيئية في العراق، والتعرف على النظم البيئية والعديد من المصطلحات والمفاهيم المتعلقة بالمناخ، فضلاً عن الوقوف على أبرز أهداف التنمية المستدامة واتفاقية باريس، والتطرق إلى الأسباب التي أدت إلى أن يكون العراق من أكثر البلدان عرضة للتغير المناخي.
كما استعرضت الورشة، مخاطر وآثار التغيرات البيئية على الجانب الزراعي، وما يمكن أن تسببه من أزمات اقتصادية خطيرة ناجمة عن تقلص الأراضي المستصلحة جراء الجفاف وزحف التصحر صوب المناطق السكانية.