العودة إلى المدارس.. رحلةٌ جديدةٌ دليلها الأم والمعلّم

ريبورتاج 2023/10/02
...

 بدور العامري
 تصوير: خضير العتابي

تعد المدرسة من أهم المؤسسات التي تؤثر في تكوين شخصيَّة الطفل، باعتبارها البيئة الثانية بعد البيت، اذ عن طريقها يكتسب المعارف والمهارات العلميَّة والاجتماعيَّة، للحصول على النتائج المرجوة من هذه المرحلة، لابد من توافر شروط التهيئة الصحيحة بمختلف أنواعها النفسيَّة والماديَّة والبيئيَّة.
التشجيع والأطراء
وبحسب الباحث الاجتماعيّ ولي الخفاجي، أنّ لبيئة المدرسة خصوصية، باعتبارها تحتوي على نوع معين من النظام والانضباط خاصة إذا كان الطفل يعيش في جو من اللامبالاة او (المدلل)، إذ من الطبيعي أن يجد صعوبة في التكيف مع البيئة الجديدة والتعامل مع أشخاص آخرين غير الأهل والأقارب، الخفاجي ينصح بضرورة التهيئة لهذه المرحلة قبل فترة مناسبة كأن يتم تشجيع الطفل على تكوين صداقات جديدة ورفاق من داخل المدرسة كي يسهل عليه قضاء الوقت خارج المنزل، وأضاف الخفاجي "من جانب آخر يأتي دور المعلم الذي يجب أن يكون متفهم لدوره العظيم إتجاه هؤلاء التلاميذ وتأثيره المباشر في تحديد توجهاتهم وشخصياتهم في المستقبل، لذلك يجب أن لا يكون المعلم بخيلا في مدح التلميذ وتشجيعه بمختلف الطرق، على سبيل المثال استخدام الكلمات الاطرائية المحببة عند مناداة التلاميذ كأن يتعرف على امنياتهم ماذا يحبون أن يصبحوا في المستقبل؟ كالطيار والمهندس والدكتور والعمل على مناداتهم بهذه الألقاب كي يرسخ لديهم حب الطموح وروح الأمل، كذلك ملاحظة مهمة نتمنى من المعلم أن يبتعد عن المصطلحات الجافة عند تصحيح دفاتر الطلبة في المراحل الابتدائية مثل (لوحظ) واستبدالها بكلمات تشجيعيَّة مثل أحسنتَ يا شاطر وأحسنتِ يا وردة وغيرها.
مخاوف
الاخصائيَّة النفسيَّة وخبيرة التربية الحديثة سما العزاوي ترى بأنّه "من الضروري تحديد ومعرفة مخاوف الطفل من المدرسة من قبل الوالدين كي يتسنى له التعامل مع كل حالة وإيجاد الحل المناسب، على سبيل المثال هناك مخاوف من الانفصال عن الأم او الأهل، إذ يمكن أن ترافق الأم طفلها خلال الأيام الأولى إلى المدرسة ثم التواجد نهاية الدوام فقط، بعد ذلك تبدأ بمرحلة تعويد الطفل على عدم وجودها خلال دوامه في المدرسة.
وتابعت العزاوي "يعتبر الفشل احد أسباب الخوف لدى الطفل في المراحل الأولى، حيث يعتقد أنه لا يستطيع مجاراة زملائه في الدرجات والتقويمات والامتحانات، لذلك يجب طمأنة التلميذ بشأن قدراته والتخفيف من التوتر الذي تسببه أساليب المنافسة بين الطلاب (الاختبارات) والتي تشكل صعوبة حقيقية لدى الكثير من التلاميذ، لذلك تدعو العزاوي الأهل الاهتمام بتقدم طفلهم واستعداده للتعلم أكثر من توقعاتهم للنتائج والدرجات التي تثقل كاهله، أما بخصوص طريقة تعامل المعلم أوضحت المختصة أنَّه "من الضروري أن يسمع الأهل لرأي طفلهم بشأن معلمه في الصف والتعامل بشفافية حول ما يشعر به ومعرفة الشيء الذي يزعجه في تعامل ذلك المعلم، ثم عدم التردد في الحديث مع ذلك المعلم او الإدارة بهدف معالجة المشكلة.
ثقافةٌ صحيَّةٌ
أما طبيب الأطفال والتغذيَّة الدكتور صلاح الجادري فيقول: "من المهم متابعة التغذيَّة الصحيَّة للتلاميذ وضرورة التزام الطفل بوجبة الفطور كي تمده بالطاقة والنشاط لساعات النهار الأولى، الأمر الذي يجنب الطفل من حالات الاعياء والضعف العام الذي يعاني منه نتيجة سوء التغذية، مما يؤثر في تفاعله مع المعلم وزملائه وبالتالي التأثير سلبا في مستواه العلمي ونشاطه البدني والفكري"، الجادري نبه إلى أهمية النظافة الشخصيَّة ودور الأمهات في الحفاظ على نظافة الطفل وتقليم الاظافر بصورة دوريّة، إضافة إلى تعليمه على غسل اليدين قبل وبعد تناول وجبة الأكل في المدرسة، بهدف حمايته من الجراثيم والأمراض، فضلا عن الالتزام بالتعليمات الخاصة بالأمراض الانتقالية مثل أهمية ارتداء الكمامة حال اصابته بالأنفلونزا والابتعاد عن الآخرين المصابين.

تدريب
المشرف التربوي حسين عبد علي، تحدث عن التأثير الكبير الذي يمارسه المعلم على التلاميذ خاصة من هم في الصفوف الثلاثة الأولى باعتباره قدوة لهم في جميع تصرفاته وكل ما يصدر عنه، الأمر الذي دعا المسؤولين في وزارة التربية إلى إيجاد برامج تدريبية وتثقيفية للكوادر التعليميَّة والتي تستهدف فئة تلاميذ الصف الأول الذين لم يتمكنوا من الالتحاق برياض الأطفال لأسباب متعددة، بهدف رفع كفاءة استعدادهم داخل المدرسة، إضافة إلى تعليمهم لمجموعة من النشاطات تتمثل بمعرفة (مهارات اللغة، الأرقام، الاشكال الهندسيَّة، رسم الحروف والجانب الحركي وغيرها) التي تساعد التلميذ على التعايش مع يومه المدرسي.
وكانت وزارة التربية العراقيَّة قد أعلنت في وقت سابق على لسان المتحدث باسم الوزارة كريم السيد "أنها حرصت مبكرا على اتمام جميع الاستعدادات لطباعة المناهج الدراسية بعد استحصال موافقة مجلس الوزراء للمضي قبل ورود الموازنة للانطلاق بالعام الدراسي الجديد، وأوضح السيد أنَّ "جميع المستلزمات التربوية مكتملة من كتب ورحلات وسبورات"، مشيرا إلى "مواصلة جهود الوزارة في اكمال جميع الاستعدادات وفق السقوف الزمنية التي وضعت من قبلها لأجل انجاز ملف الطباعة ووصول الكتب المدرسيَّة إلى الطلبة في الوقت المحدد قبل بدء العام الدراسيّ".