أربيل: كولر غالب الداوودي
منذ الصغر كان مولعاً بفن السيراميك واستمر معه هذا الشغف حتى دخوله للمراحل الدراسيَّة، إذ استطاع تحقيق طموحه واختار بين حلمه والواقع الملموس.
الفنان الشاب تالان دارا بحري، (38 عاماً)، الحاصل على دبلوم الفنون الجميلة قسم الخزف من أربيل، والماجستير من تركيا، يعمل مدرساً مساعداً في قسم الفنون التشكيليَّة في كليَّة الفنون الجميلة بجامعة صلاح الدين، وقبل كطالب دكتوراه في الاختصاص ذاته لعام (2023 – 2024) .
تحدث دارا عن بداياته وكيف أنها لم تكن بشكلٍ عفوي أو تلقائي، بل كانت من وسط أكاديمي، وحملت نتاجًا فنيًا.
مارس أعماله الفنيَّة بشكلٍ عامٍ، أما فن الخزف فمارسه بشكلٍ خاصٍ في ما يقارب الـ20 عامًا وخلال هذه الفترة طبق أساليب وطرقاً مختلفة من الكلاسيكيَّة الأكاديميَّة حتى الحداثة والمعاصرة.
وذكر أنَّ أعماله سواء كانت جيدة أو رديئة، فإنَّ المتلقي والمختص من يقرر ذلك، فهو لا ينتمي لأيَّة مدرسة فنيَّة محددة، ولا يحاول الالتحاق بإحداها، موضحًا إنْ «كان اقترابه برغبته أو لا، فهو يحب العمل في الأسلوب الحديث والمعاصرة ويعمل على تقنيات السيراميك وخاصة تقنيَّة الساكار».
شارك في نشاطاتٍ ومعارض عديدة في داخل الكليَّة وخارجها وفي معارض فن السيراميك، في نشاطات جماعيَّة وفرديَّة سواء داخل البلاد أو خارجها، وله معرضٌ خاصٌّ به افتتح في قاعة ميديا في أربيل 2023.
وقال إنَّ «النشاطات والمعارض لأي فنانٍ من الضروري أنْ يقوم بها سواء كان خزفاً أو غيره من الفنون الأخرى، لكي تزداد خبرته وتجربته وإظهار المحاولات الفنيَّة أمام المشاهدين من الناحية الموضوعيَّة والذائقة الجماليَّة، فمشاركة الفنان تشكل حضورًا مهماً في الساحة الفنيَّة».
وتابع قوله: «من الضروري أنْ يسافر الفنان للاطلاع على التطور الحاصل في البلدان الأخرى ويواكب هذا التطور علمياً وفنيًا نحو إدامة أواصر التواصل بين الفنانين عبر المعارض والسومبوزيومات والسمينارات وغيرها».
وأشار الى أنَّ «العوائق والصعوبات الكثيرة التي تقف أمام تسهيل وتنفيذ إنتاج الأعمال الفنيَّة الخزفيَّة تأتي بسبب طبيعة هذا الفن المكلف من ناحية الموارد والمواد المتنوعة وتركيبة المواد الأوليَّة والتكميليَّة لصناعته، فهي ليست جاهزة في آنٍ واحدٍ وفي زمانٍ ومكانٍ واحدٍ لتوفيرها وتحضيرها للعمل، وإذا توفرت هذه المواد فستحتاج الى مكانٍ خاصٍ كورشة عملٍ مجهزة بفرنٍ خاص، ولذلك فإنَّ هذا النوع من الفن يحتاج للدعم والجهد المالي والمعنوي، فضلاً عن أنَّ غالبيَّة المواد المستخدمة في صناعة الخزف من ناحية الجودة والنوعيَّة متوفرة في خارج البلاد، وليس بمقدرة كل فنان الحصول عليها».
يخطط تالان مستقبلاً للقيام بتطوير وتقديم أعمالٍ خزفيَّة جديدة تبرز من خلال الفكرة وتقنيَّة العمل شكلًا ومضمونًا وحجمًا وتصميمًا لكي تحتسب أعماله من الأعمال الفنيَّة المتغيرة والمبتكرة ويبرز فنه في الخزف يومًا ما كمحترفٍ على المستوى العالمي حسب ما ذكر. ويعدُّ تالان أنَّ الفن هو مصدر المتعة والذائقة من متلقين ودارسين وعاملين في هذا الشأن غاية في إفادة المجتمعات الإنسانيَّة بشكلٍ عامٍ والمجتمع الكردي الخزف الكردي بشكلٍ خاص.