يدٌ الكترونيَّة تندمجُ مع الأعصاب والهيكل العظمي

علوم وتكنلوجيا 2023/10/23
...

 آنا راندال

 ترجمة: شيماء ميران

تمت مؤخراً زراعة يدٍ الكترونية لامرأة سويديَّة فقدت يدها اليمنى في حادثٍ، واندمجت هذه اليد مع أعصابها وهيكلها العظمي.

لقد عانت "كارين" من آلامٍ شديدة بسبب الحادث لأكثر من عقدين من الزمن، وكانت تجد أن الأطراف الاصطناعيَّة التقليديَّة غير مريحة وليست آمنة.


وتوضح: "أشعر باستمرار وكأنَّي أضع يدي في مفرمة اللحم، ما يزيد من شعوري بالتوتر، فاضطررت الى تناول جرعات عالية من مسكنات الألم المختلفة".


يؤدي 80 % من الأنشطة

ومع تقنية الزرع الجديدة تغيّر كل ذلك، ومنحتها القدرة على ارتداء طرفٍ اصطناعي مريحٍ وفعال، والذي ساعدها على القيام بثمانين بالمئة من أنشطتها اليوميَّة، وخفف جزءاً كبيراً من آلامها.

تضيف كارين: "بالنسبة لي، لقد أفادني كثيراً، ومنحني حياة أفضل".

يقول البروفسيور "ماكس اورتيز كاتالان"، خبير الصناعة العصبيَّة في معهد الالكترونيات الحيوية في استراليا، والمشرف على الدراسة بخصوص يد كارين الجديدة: "كانت كارين أول شخصٍ يعاني من بتر أسفل الكوع والتي تلقت مفهوم اليد الالكتروني المتكامل، والتي يمكن استخدامها بشكلٍ مستقلٍ وآمن في الحياة اليوميَّة. كما أنَّ قدرتها على استخدام طرفها الاصطناعي يومياً لعدة سنوات هي خيرُ دليلٍ على القدرات المحتملة لهذه التكنولوجيا الجديدة في تغيير حياة الأشخاص الذين يفقدون أطرافهم".


تحدٍ الكتروني جديد

يوضح الباحثون أنّ البتر بهذا المستوى فيه تحدٍ بعظام الساعد، الذراع والساعد، ما يعني عدم ترك مساحة كبيرة للمكونات المزروعة والأجزاء الاصطناعيَّة. وهناك إيمانٌ بتصميم زرعة تتكامل مع النظام العصبي.

يضيف "اورتيز كاتالان" أنَّ "أسلوبنا الجراحي والهندسي المتكامل يفسر انخفاض شدة الألم، إذ تستخدم كارين يدها بالموارد العصبية ذاتها.. ما يجعلها تتحكم بطرفها الاصطناعي لحدٍ ما، كما فعلت مع يدها البيولوجيَّة المفقودة".

واليوم، تشير كارين الى أنها تتحكم بطرفها الاصطناعي بنحوٍ أفضل، لكنَّ الأهم هو انخفاض شدة الألم، ما قلل حاجتها الى الأدوية، إذ يربط التيتانيوم الموجود في الزرعة بالهيكل العظمي بشكلٍ مريحٍ وآمنٍ بعمليَّة يطلق عليها اسم "الاندماج العظمي".


ترتيب الأعصاب والعضلات

قاد البروفيسور "ريكارد برانيمارك"، جراح عظام بجامعة جوتنبرغ في السويد، عملية كارين التي تضمنت إعادة ترتيب الأعصاب والعضلات في الطرف المتبقي لتقديم معلوماتٍ أفضل للتحكم الحركي لليد الالكترونيَّة.

يقول "برانيمارك": "إنَّ التكامل البيولوجي لزراعة التيتانيوم في الأنسجة العظمية يخلق فرصة لدعم مبتوري الأطراف. ومن خلال الجمع بين التكامل العظمي والجراحة الترميميَّة والأقطاب الكهربائيَّة المزروعة والذكاء الاصطناعي، يمكننا استعادة الوظيفة البشريَّة بطريقة غير مسبوقة. بتر المرفق يواجه تحدياتٍ خاصة، ويمثل مستوى الأداء الوظيفي الذي نجحنا بتحقيقه، علامة فارقة في مجال إعادة بناء الاطراف المتقدم".


عن صحيفة الاكسبريس البريطانية