بغداد: نوارة محمد
يتفق الجميع على أن اللغة الانكليزية من أساسيات العيش الحديث في العالم العربي، ولأسباب تتعلق بالوضع الاجتماعي وسوق العمل، بدا من الضروري النطق بهذه اللغة، التي أصبحت مرتبطة بالمكانة الاجتماعية و"البرستيج" أيضا.
يرى الشاب وسيم خالد أن ما يجري في المشهد الاجتماعي من تدخلات لغوية أجنبية إضافة لكونها ظاهرة حضارية، (أن يتحدث المواطنون لغات عدة): لكن الأمر لا يخلو من حالة التفاخر و"البرستيج"، والظاهر أن الكل يقوم بذلك على وفق الرسمة الموضوعة التي تواجهها الشعوب العربية ككل، هذه التدخلات الأجنبية، التي تجسد حالة العيش وفق برتوكولات فرضها الغزو الثقافي والاجتماعي الجديد، وهو أيضا محاولة للخلاص من (عقدة الخواجة).
سارة حميد وهي في السنة الأخيرة بكلية العلوم السياسية تتفق مع وسيم وتجد أن هناك من يريد للبلد المضي بهذه الطريقة المبهمة في العيش والهدف، "هو تفريغه من شعبه وتحويله إلى أداة أخرى"، واصفة ذلك أن "المجتمعات العربية لا تتعامل مع ضرورة اتقان اللغة الإنجليزية كأداة لزيادة المهارات الشخصية، لكن ضرورة مواجهة التبدل الاجتماعي والسياسي والثقافي، الذي تشهده البلاد سيناريو شديد الواقعية"، فالنطق باللغات الاجنبية اليوم، كما تعتقد، هي دليل على الترف الاجتماعي، و"البرستيج" الشخصي.
وتتابع: في وظيفتي لم أتمكن من الحصول على موافقة إلا بعد نجاحي في اختبار اللغة، رغم أن العمل لا يتطلب ذلك!
أحمد سعيد وهو شخص يرتاد شارع المتنبي يرى في تعلم اللغة الانكليزية ضرورة قصوى لمواجهة مسألة الغزو الفضائي والتكنولوجي، الذي اندست فيه "روباتات" على هيئة بشرية، الذين يعرفون كل شيء وملمين بكل المجالات، المهتمين بالاقتصاد والاجتماع وعلوم الحاسبات واللغات، ممن حصلوا على شهادات موثوقة من مراكز اللغات الأجنبية، وهم قادرون على منافسة "الروبوتات" الالكترونية والحواسيب، في هدف الحصول على حياة حرة كريمة. يقصد هذا المثقف أننا صرنا نرى الحياة صراعاً دائماً على إثبات الذات، في غياب الاهتمام المؤسساتي الحكومي.
ويضيف بكل ثقة: لا يوجد تفسير لكل هذا سوى أننا تعرضنا لغزو فضائي، تكنولوجي، من لا يستطيع الاستمرار كمن نزل إلى الفضاء.
وترى ابتسام العقاد "مستعدة لبذل كل الجهود الممكنة لتعليم طفلي في مدارس ثنائية اللغة".
وهي تدفع دم قلبها لتسديد فواتير أجور المدارس الأهلية لضمان مستقبل أولادها، ولكي يجيبوا دائما.
- sure mom, ready to do it .