2023.. في رأي العراقيين

منصة 2023/12/28
...

في الأسبوع الأخير من هذا العام توجهنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي باستطلاع رأيٍ كان بالنص:

ونحن نغادر 2023..

• ما هي الأمنية التي تحققت لكَ فيه على المستوى الشخصي؟

• وما هو الإنجاز الذي ترى أنَّه تحقق على مستوى الوطن والناس؟

وقبل أنْ نحللَ المواقف من منظور سايكولوجيا التفاؤل والتشاؤم، إليكم نماذج من الإجابات موثقة بالأسماء:

• محمد الشبوط: انتهت أمنياتي الشخصيَّة، ولم يبق عندي سوى أمنية واحدة على مستوى الوطن وهي أنْ تتحقق #الدولة_الحضاريَّة الحديثة.

• إبراهيم الخفاجي: في كثيرٍ من المواقف حاولت أنْ أكونَ واضحاً عارياً من التبرير والأقنعة، فشعرت بإنسانيتي.

• طالب الزبيدي: الأماني تتحقق في حالة الأوضاع مستقرة كي نصبو إليها، وهي حالة من القناعات، وإنْ توفرت القناعة تتحقق السعادة. فلم يتحقق أي شيء لا على مستوى الوطن والمواطنة ولا حتى على الصعيد الشخصي لأنَّ كل الأوضاع متمردة وقلقة، والحديث يطول يا دكتورنا الفاضل. صحة وسلامة لك يا طيب

القلب.

• د.عمار العبيدي: والله أستاذي العزيز على المستوى الشخصي لا شيء تحقق وقد يكون من أسوأ الأعوام في حياتي، أما على مستوى الوطن والمواطن فهناك إنجازات متنوعة وجيدة.

• يوسف العراقي: هذا العراق ليس فيه لأحد أمانٍ، ولا عيش رغيداً ولا عيداً وتهاني.

• زينب بابان – السويد: كان عندي انتصار على أكبر مؤسسة حكوميَّة في السويد والجميع كان يقول لي قضيتي خاسرة وحتى المحامي رفض تسلم القضيه قال ما عندنا القدرة لمواجهة هذا المؤسسة لكن بقيام الليل والدعاء ربي نصرني عليهم ووجود شخص في حياتي هو سندي بالحياة الذي ملأ قلبي حباً وإيماناً أنَّ الغد أحلى وأنَّه السند والمعجزة في حياتي وربي يعطيه الصحة والعافية ويطول لي بعمره أحلى إنجازات 2023 ويا ربي أنْ تكون السنه الجديدة أحلى

وأحلى.

• حامد الخالدي: لا أمنية في بلد أصبح السراق أسياده ولا إنجاز تحقق في ظلهم.

• إحسان الفرج: أخشى القول يا دكتورنا اللبيب بأننا ربما أخفقت أمنياتنا وتراجعت في هذا العام، وليس تحققت. أصلا!

• محمد صادق الموسوي: على المستوى الشخصي فرحت بزواج ابنتي، وعلى مستوى الوطن تفاءلت بحملة الإعمار التي يقودها السيد السوداني رئيس مجلس الوزراء.

• جليل رهيف: أهم إنجاز هو انتصار المقاومة البطلة في غزة وكشف عورات الأنظمة العربيَّة.

التحليل

لا يوجد شعبٌ حتى في البلدان المتقدمة يعيشُ حالة سايكولوجيَّة واحدة، بل هي طبيعة البشر أنَّهم يتوزعون بين متفائلين ومتشائمين، فكيف الحال مع شعب العراق الذي خبر الكوارث والفواجع لأكثر من أربعين عاماً، ومع ذلك فإنَّ الموقف السايكولوجي الصحيح هو أنْ يكون الإنسان متفائلاً حتى وإنْ كان يعيش ضغوطاً نفسيَّة قاهرة.

لماذا؟

لأنَّ التشاؤم له نتائج واسعة ووخيمة على الفرد كالمزاج المكتئب، والاستسلام لأحداث الحياة الضاغطة، والصحة الجسميَّة الضعيفة. والأخطر من ذلك أنَّه يجّمد طاقته الإيجابيَّة وقدرته الفعالة على التغيير الإيجابي ويوصله الى العجز، بينما الأسلوب التفسيري المتفائل يعطل الشعور بالعجز ويشّغل مفتاح الطاقة ويحرّك الفعل باتجاه تغيير ما هو سلبي في

 الواقع.

ونشير الى حقيقة سايكولوجيَّة هي أنَّ التفاؤل مفتاحٌ دائمٌ وثابتٌ للسعادة والحياة الناجحة شرط أنْ نكون واقعيين في تفاؤلنا. وعلينا أنْ نعرفَ أيضاً أنَّ المتفائلين ليسوا سعداءً وأصحاءً بسبب ما هم عليه (أي ما يمتلكونه من سمات واستعدادات فطريَّة) ولكنْ بسبب تصرفاتهم ونظرتهم الإيجابيَّة للحياة، وقدرتهم على تغيير ما هو سلبي، بينما المتشائم يسيطر عليه الشعور بأنَّ تغير الحال من المحال فيعطّل ويشل الطاقة التي بداخله ويستسلم.. (لراحة

اليأس).

من جانبنا، نحن على يقين بأنَّ العراقيين قادرون على خلق مستقبلٍ أفضل، وأنَّ على وسائل الإعلام أنْ تكفَّ عن إشاعة ثقافة الإحباط وتشيع التفاؤل بين الناس، وتدفعهم الى أنْ يعيشوا بأمانٍ واستقرارٍ في وطنٍ يمتلك كل المقومات لأنْ يعيش أهله بحريَّة وكرامة.