ماذا يعني في التحليل السايكولوجي؟

منصة 2023/12/28
...

الشعور بالذنب حالة نفسيَّة تتضمنُ مشاعر الأسف والندم والضيق والحزن مصحوبة بلوم الذات أو تأنيبها أو إدانتها، ناجمٌ عن أفعالٍ أو تصرفات قام بها الفرد، يرى أنَّها كانت خاطئة أو مشينة. ويظهر الشعور بالذنب عندما يؤذي المرء شخصاً آخر بريئاً، أو عندما يرتكب سرقة، أو يأخذ رشوة، أو يقترف أفعالاً جنسيَّة تخالف أو تنتهك معتقداته الأخلاقيَّة التي يؤمن بها. وقد يكون الشعور بالذنب على درجة من القوة بحيث يدفع بصاحبه الى الانتحار لأنَّه لا يتحمل كراهيَّة

الذات.

ويرى بعض السايكولوجيين أنَّ الشعور بالذنب ينشأ من الرغبة غير الواعية لدى الفرد في إيذاء الآخرين المتمثلة بدوافع الرغبة في الانتقام أو الحسد أو الغيرة، وإدراكه على مستوى الوعي، أنَّ دوافعه ورغباته هذه مناقضة أو متعارضة مع قيم المجتمع وتقاليده، بينما يرى آخرون أنَّ الناس يحترمون القانون لا بدافع الخوف فحسب وإنما أيضاً لأنهم يشعرون بالذنب عندما يخرجون عليه ولا يمكنهم التخفيف عنه إلا بعفوٍ تمنحه السلطة، يكون مشروطاً بندم المذنب وعودته الى الخضوع بعد إيقاع العقوبه به وتقبله لها.

وقد توصل فريقٌ من الباحثين الى أنَّ الشعور بالذنب يمكن أنْ يكون سبباً في الإصابة بعددٍ من الاضطرابات النفسيَّة، وخاصة الكآبة والقلق ولوم الذات الشديد وكره النفس وتدني احترام الذات.

بينما توصل فريقٌ آخر الى أنَّ الشعور بالذنب يمكن أنْ يكون له دورٌ إيجابيٌّ في عمليَّة التكيف مع الآخرين، عندما يشعر الفرد أنَّه ارتكب خطأ أو ألحق أذى بآخرين فيعمد الى إصلاحه. وهذا يعني أنَّ الفرد الذي أحسَّ بالذنب بسبب خطأ أو فعلٍ غير لائقٍ ارتكبه وسعى الى تصحيحه، دلّ ذلك على أنَّه يمتلك ضميراً حياً وصحياً من الناحية النفسيَّة.

والذي قد لا تعلمه، عزيزي القارئ، أنَّ الشعور بالذنب يؤدي الى الإصابة بعددٍ من الأمراض الجسميَّة مثل: أنواع القرح، ومرض الشريان التاجي، والذبحة الصدريَّة، وارتفاع ضغط الدم، وتهيج القولون.

وربما ستقول: لو كان هذا الكلام صحيحاً لكان نصف المسؤولين في مؤسسات الدولة مصابين بهذه الأمراض لنهبهم مال اليتامى والفقراء والمساكين. فنجيبك: نعم، ولكنَّ هذه الأمراض لا تصيب إلا من لديه

ضمير.