بغداد: غيداء البياتي
تصوير: احمد جباره
آباء تمنوا لأولادهم رؤية النور في تحقيق أمنياتهم المتواضعة، بينما أعلن بعض الشباب حربا على الهزيمة وأخذوا على عاتقهم تحقيق أمنيات، ولو مؤجلة خلال أيام العام الجديد، وكانت من أولويات أماني الأسر المسيحية الرحمة والمغفرة من الرب للذين رحلوا في كارثة عرس الحمدانية، كما بعثوا أمنياتهم بالصبر والسلوان لأسرهم المفجوعة، وتمنى آخرون العيش بسلامٍ وأمان وحب بين جميع أطياف الشعب العراقي بغض النظر عن القومية أو الدين».
الهاجس الأمني وديمومة وجوده في الحياة كان أكثر تأثيرا في نفسية أغلب المواطنين، الذين التقتهم صفحة «اسرة ومجتمع» فرغيب الكعبي تمنّى أن يكون الجميع بخير على المدى البعيد من السنين الطويلة القادمة وليس لعام فقط، مشيرا إلى أمنياته الخاصة حيث قال :» لقد قررت في نفسي أن أحمل امنياتي معي إلى العام الجديد، وهي ألّا أحقد على أي شخص وأن أتعلم الصبر على البلاء وأحب لغيري ما أحبه لنفسي، وكلي أمل أن يكون عام تحقيق الأمنيات المنتظرة
لكل أفراد الشعب العراقي الذي لطالما تمنى أن
يعيش بسلام ويتمتع بحياة كريمة». اما عمر السامرائي أو أبو خطاب كما يحلو له تسميته كان يبدو على محياه التوتر والقلق على ابنه، الذي تخرج من الاعدادية ليكمل دراسته الجامعية في محافظة كركوك، حيث قال بعد أن تمنى سيادة الأمن والأمان في بلده :» أمنيتي الخاصة لهذا العام هي عودة ابني الى بغداد سالما وأن ينجح في حياته الدراسية بتفوق ليتمكن من إكمال مراحل دراسته الطبية في كلية الطب بجامعة بغداد ويكون أمام عيني يوميا».
بعيدا عن النزاع والخوف من المجهول تمنى الشاب رافع الصكار «36» عاما أن يعم السلام على كل العالم وأن تعيش الامة العربية بأمان دون قتل ودمار،
وان تــنــتــهي حرب الصهاينة على
اهل غزة بالنصر للأمة
العربية والعروبة، وامنيتي الشـــخصية أن اعوض خسارتي المادية في العام المنصرم وأحقق أرباحا جيدة في التجارة خلال قادم الايام من العام الجديدة ».
نصرة غزة
اما الطالبة الجامعية دانية الخزاعي فقد ارسلت امنيتها على أجنحة طيور النوارس العاشقة لجسر الجادرية، وهي العيش السعيد لكل ابناء الشعب العراقي وسيادة الأمان في كل الدول العربية كما تقول وتضيف :» أحب ليلة رأس السنة لانها تربط فكرة النهاية ببداية عام ميلادي جديد فتجدل الأمل في نفوسنا بالمستقبل، ومن خلال صفحتكم ارسل امنيتي الى جميع رؤساء الدول العربية ومنهم العراق وأقول لهم ساهموا بنصرة غزة ولا تقفوا مكتوفي الأيدي امام ما يحدث من قتل للهوية العربية في بلاد المقدس الشريف، فهو مسرى الرسول الكريم (ص)، وهي أرض الأنبياء والمرسلين، وهي المدينة المقدسة التي ذكرها الله في القران الكريم».
بينما اختلفت الامنيات وتنوعت المشاهد في ذاكرة امرأة مسنة يبدو على محياها القلق على أولادها وأحفادها، فتنفست ام منذر الساعدي الهواء بقوة وقالت :» أتمنى لكل أبناء العراق السعادة والعيش برفاهية دون تعب ولهاث،
وألا يروا ما رأته أو عاشه زوجها من تعب وشقاء وحروب وان يتمتعوا بعيش آمن
ورغيد، كما أتمنى ان يكون هذا العام من اجمل الاعوام على العراق وأن يعم السلام في العالم».
اما الخاصة فكانت أقصى أمنية الساعدي للعام الجديد هي البقاء بصحة جيدة، حيث أكدت أنه لا يوجد في هذا الكون اغلى من العافية، وأن يكون التمسك بالله رفيقها الدائم في العام الجديد، واشارت الى الستر بعد العافية وكف اذى الناس عن كل افراد أسرتها».
أعيادٌ حزينة
بينما تنتشر مظاهر الفرح والاحتفال بقدوم عام جديد في كل ارجاء العالم، لم يكن للأسر المسيحية في العراق، الا إلغاء احتفالاتها وإعلان تضامنها مع فواجع الحمدانية وغزة، مقتصرة على تبادل المحتفين التهاني والامنيات خلال ايام الأعياد، لا سيما بعد إعلان الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم اجمع اقتصار الاحتفالات على المراسم الدينية والكنيسية، دون تلقي التهاني والتبريكات على المستوى الرسمي، لذلك فإن أعياد الميلاد واحتفالات رأس السنة الميلادية، لم تأخذ مداياتها الاحتفالية هذا العام بشكل جيد.
إلغاء الاحتفالات
بعد أن اتفق المسيحيون في كل بقاع الوطن على الغاء الاحتفال لهذا العام والاكتفاء بالتهاني والتبريكات، خيمت ملامح الحزن على جميع الكنائس فلا أجراس تقرع ولا «كرسمس» هذا العام فقط ارسال الأمنيات بوطن آمن للعيش بسلام وتقديم التعازي لأسر ضحايا العرس الحمداني، اكراما لمن فجع بهذا الفرح الحزين وتضامنا مع ضحايا غزة».
القس مدين شامل راعي كنيسة انتقال مريم العذراء في منطقة المنصور تمنّى أن يرى الأمان النور في كل بقاع العالم ويسوده بشكل كامل
وأن يعم السلام ربوع البلد الحبيب وأن يحفظ الرب جميع أطياف الشعب العراقي، بغض النظر عن القومية
أو الدين، فكانت أمنياته
العامة والخاصة محصورة بين الأمن والأمان والعيش بكرامة».
الشماس وليد بطرس شمعون من الكنيسة ذاتها بعث رسالة مواساة الى أسر ضحايا حادثة الحمدانية، طالبًا من الرب أن يلهمهم الصبر والسلوان، ومتمنيا من الرب أن ينصر أهل غزة ويكون لهم عونا على ما أصابهم ويعوضهم بكل خير، وأن يعمَّ الحب والأمان أرجاء المعمورة.
ولزميلته الشماسة عذراء امنياتها للعام 2024 وهي أن تهتم الحكومة للمكون المسيحي وتوفر الخدمات لجميع المواطنين، كما كانت لها أمنية خاصة فقالت:» أتمنى من الرب أن تكون أسرتي بخير وأن ابذل جهدي دائما في خدمة الكنيسة ومذبحها».
رسائل محبة وسلام بعثت بها أسرة مسيحية عشية قداس اعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية من كنيسة انتقال مريم العذراء، وهي أن يمنحهم الرب المغفرة والصبر على جميع الابتلاءات، فقد تمنى سامر صلاح وزوجته انجي عادل أن يتوحد العراق
بشعبه وحكومته، وان ينتهي التطرف وتنوع الاحزاب والسياسات، وان ينحسر السلاح بيد الدولة ليعم الامن والسلام في كل محافظات العراق وأن يمنحهم الرب السلام النفسي والهدوء للاستمرار بالعيش
في العراق بحب وسلام».