« إفتيلينغ».. مملكة الأساطير الهولنديَّة

منصة 2023/12/31
...

 امستردام: آمنة عبد النبي

مملكة كارتونيَّة من الفانتازيا الطفوليَّة وخيال فنيُّ مُغلف بأسرار الرسوم المتحركة السحريَّة، تارة تجد نفسك محبوساً في منزل الأشباح تقاسم السندريلا حكايتها الحزينة وتارة أخرى تتحول لأميرٍ عاشقٍ كي تنقذ بياض الثلج سنو وايت من قضمة التفاحة المسمومة، فالدخول بين جدران هذا العالم الهولنديّ المُصغر كطفولتنا هو قطعاً الفرصة الأكيدة لإيقاظ الطفل الذي في داخلك وجعله ينطلق، إذاً ما عليك إلا أنْ تُغمضَ عينيك وتخطو أولى خطواتك إلى عالم الأكواخ الخيالي وسكانها الأقزام السبعة وتتجه نحو البحث عن الكنز المفقود ترافقك الموسيقى والتصاميم التي تشعرك بأنّك تسير داخل فيلم أنيميشن من أفلام الكارتون البريئة التي اعتادت أنْ تأخذنا لعالمٍ آخر.

علاج نفسي وجرعة حياة
«رُغم أنَّنا من سكان مدينة كاتشيفيل الهولنديَّة والتي تقع ضمنها مدينة إفتيلينغ إدارياً، إلّا أننا لا نمل زيارتها».. بهذا الحماس عبر ربُ الأسرة عدنان المهداوي الذي كان قادماً لقضاء اليوم مع أسرته، إذ أكمل: «هذه المدينة علاجٌ نفسيٌّ وهواءٌ نقيٌّ وطبيعة خلابة وألعابٌ جميلة، هو أكثر شيء مهمٌ وضروري بلا شك،  لا سيما الأطفال.. فقضاء يومٍ طويلٍ من التنقل بين العجائب والمرح في أرض الأساطير المليئة بألعاب الملاهي المثيرة، والمزالق المائيَّة، وكنز القراصنة، ومجموعة من عوامل الجذب الأخرى، هو متعة كبيرة لنا، أنا أزور المدينة بين فترة وأخرى، أنزه أطفالي وأغير مزاجهم وأخفف من عبء المدرسة والثلج وجمود الحياة».
وأضاف «شخصياً أطفالي يعشقون منزل الأشباح وهو بصراحة يجتذبنا بطابعه الفيكتوري وغموض الرحلة داخله بعناصرها المثيرة، فعند دخولك تقف في غرفة مغلقة من جميع الجهات وتهبط بك الغرفة الى أخرى، أما أسعار بطاقات الدخول فنأخذ عائليَّة وتختلف إذا كان الحجز يوماً واحداً أو يومين أو ثلاثة أيام أيضاً تختلف الأسعار حسب الأيام، هنالك أيامٌ غالية جداً خصوصاً في الأعياد، لذلك اعتدنا زيارتها في الأيام العاديَّة».

مدينة أسطوريَّة
أمّا الماكيرا زينة سعدون، والقادمة من مدينة زاندام لترفه عن نفسها، فعبرت عن لحظاتها بعد انتهاء نهارٍ طويلٍ داخل المدينة، قائلة: «بصراحة هولندا جميلة بكل مفاصلها لكنْ في هذه المدينة الأسطوريَّة المليئة بالفانتازيا «إفتيلينغ»، يجد الإنسان نفسه وبكل ما يحمله من همومٍ وصراعاتٍ ولهثٍ وراء لقمة العيش، يجد نفسه طفلاً هارباً نحو عالم الخيال بكل ما يحمله من مثاليَّة وهدوء وجمال وشخصيات ساحرة، الابتسامة التي نحتاجها في كل مكان، مطاعم فطيرة التفاح إضافة إلى المحال الملونة التي تبيع الألعاب والهدايا التذكاريَّة والقبعات التي تمثل شخصيات عشقناها في طفولتنا وكبرنا مثل سنو وايت وميكي ماوس وميمي».

تكنولوجيا مثيرة
«تجذبني السينمات وشاشات العرض المتطورة في عالم التكنولوجيا مثل سينما الأبعاد الثلاثيَّة التي ترتدي داخلها النظارة الكبيرة لتشاهد فيلماً وتعيش داخل تفاصيله بأحدث الأجهزة العلميَّة» هذا ما كان يجذب الشاب عمر الحمداني والمُقيم في العاصمة امستردام، حيث أكمل قائلاً: «الكل هنا مستمتعٌ حتى الكبار، وكذلك لعب الأطفال مع أشخاصٍ يجسدون الشخصيات الكارتونيَّة المحببة لهم مثل أليس وكذلك رقصات مختلفة وألعاب سيرك وشخصيات والت ديزني المختلفة، وأيضاً المغامرات المثيرة للكبار مثل غابة الحكايات الخرافيَّة من شدة جمالها لما تحويه من القصص الخياليَّة الفسيحة كفخ القلعة المسكونة ورحلة البحث عن
الصناديق».