ليكن التسامح شعارَ سنتِنا الجديدة

منصة 2024/01/04
...

للتسامح أكثر من مفهوم، فهو في الدين الإسلامي يعني المبدأ الإنساني الذي يحثُّ الإنسانَ على نسيان ما مضى من الأحداث المؤلمة والأذى الناتج عن بعض المواقف بإرادته، والعزوف عن فكرة الانتقام، فضلاً عن التفكير الإيجابي تجاه الآخرين، والحرص على عدم إصدار أحكامٍ عليهم أو إلقاء التهم، والإيمان بأنَّ البشر خطاؤون وعلينا التماس الأعذار والشعور بالرحمة والعطف.
واصطلاحاً يعني التسامح القدرة عن العفو عن الآخرين، وعدم مقابلة الإساءة بإساءة مثلها، والحرص على التمسك بالأخلاق الراقية التي دعت لها جميع الأديان، الأمر الذي يعود على المجتمع بالخير عن طريق تحقيق التضامن والوحدة بين أفراده، وتحقيق المساواة والعدل والحريَّة واحترام العقائد والثقافات المختلفة.
وفي لائحة حقوق الإنسان، يعدُّ التسامح إحدى القيم المتعلقة بالحقوق التي يتمتعُ بها النظام الديموقراطي مثل حريَّة التعبير عن الرأي، المساواة أمام القانون، احترام الأقليَّة، حقوق الأسرى وعدم إلحاق الأذى بهم، وتقبل اختلافات الصفات الإنسانيَّة، الخلقيَّة والفكريَّة، والإقرار بحقوق جميع الأفراد مع اختلاف طوائفهم، واحترام آراء الآخرين وعدم التعدي
عليهم.
وسايكولوجياً، يساعد التسامح كلَّ فرد منّا..
* على التخلص من أخطائه والشعور بالإحراج والذنب، فيمكّنه مسامحة نفسه وتصحيح الأخطاء التي ارتكبها.
* يزيدُ من رقي الأشخاص الذين يقابلون الإساءة بخلق التسامح، وامتلاكهم نفسيَّة سويَّة طبيعيَّة بعيداً عمَّا تحمله بعض النفوس من الكره والحقد والأمراض النفسيَّة.
* يساعدُ التسامح على الحد من المشكلات بين المحبين والأصدقاء التي تنتج عن سوء الظن وعدم التماس الأعذار.
واجتماعياً:
* يعملُ التسامح على تحقيق القدرة على التعايش بين الشعوب والأفراد عن طريق تقبل الاختلاف والحفاظ على حقوق الآخرين، بعيداً عن الصراعات وانتشار الحقد والكراهيَّة والعنصريَّة.
* يسّهل تحقيق المصالح العامة في المجتمع، التي تعمُّ بالتالي على الأفراد، من خلال طرقٍ قانونيَّة سليمة.
* يزيدُ من أهميَّة الثقافة والعلم، وتفعيل الحوارات البناءة، وقبول الرأي والرأي الآخر.
* يقضي أو يخفف من (الحول العقلي) وهو مصطلح كنا ابتكرناه ونعني به أنَّ المصاب به المنتمي لطائفة أو قوميَّة معينة، يرى فيها كل ما هو إيجابي ويغمض عينيه عن سلبياتها، ويرى في الأخرى كل ما هو سلبي ويضخمها ويغمض عينيه عمَّا هو إيجابي فيها.
أرأيتم كم هو مريحٌ لنا جميعاً، فليكن التسامح شعارنا ونحن نستقبل عامنا الجديد.
 اللهّم اجعله عام خيرٍ وأمانٍ ومحبة على العراقيين، والعالم أجمع.