تأخر النطق عند الأطفال.. والأسرة السبب!

منصة 2024/01/11
...

كنَّا نحن أطفال الخمسينيات نتعلمُ النطقَ بسرعة، لأنَّنا نقضي معظمَ أوقاتِنا مع أفراد الأسرة نتبادلُ الحديث والنكات. وكنا نلعب كثيراً وفي اللعب نتكلم كثيراً، وكانت الدواوين ومجالس الطرب مدارسَ نتعلّمُ فيها مختلفَ مفردات اللغة. كانت ألسِنتُنا (باشطة) نشطة، لبقة، وكان أيُ طفلٍ من جيلنا أسرع في النطق ويمتلكُ من مفردات اللغة أضعاف ما يمتلكه أطفالُ الجيل الحاضر.


فما السبب؟

مؤكدٌ أنَّكم ستقولون (الموبايل)، والجواب ليس دقيقاً، والأصح هو أنَّ الأسرة لا تحسن استخدام أطفالها له، ولا تمتلك ثقافة فوائد وأضرار استخدام الأطفال للهواتف الذكيَّة. وعنها سنقول لأسرتنا العراقيَّة الكريمة ما قالته الدراسات، يعني (حجي علم موحجي جرايد).


• توصل أطباء الأطفال في مستشفى Hospital for Sick Children في كندا، الى أنَّ كل 30 دقيقة يقضيها الطفل في استخدام هذا الموبايل تسببُ خطراً في تأخر النطق والتعبير الشفهي بنسبة

50% .


• أظهرت دراسة علميَّة حديثة أنَّ الأطفال الذين يتعرضون للشاشات الرقميَّة هم أكثر عرضةً للإصابة باضطرابات تأخر النطق وقلة الانتباه وبالتالي يواجهون صعوباتٍ كبيرة في التعلم.


• في دراسة أجريت على 900 طفلٍ تراوحت أعمارهم بين 6 أشهر وعامين، لوحظ فيها تأخر النطق لدى الأطفال الذين قضوا ساعاتٍ أطول أمام شاشات الهواتف الذكيَّة من غيرهم.

• أثبتت دراسات أنَّ استخدام الطفل للموبايل لساعاتٍ طويلةٍ يؤثر في التفكير الرمزي ومرونة الذاكرة، وهما من أهم الأدوات الأساسيَّة التي يحتاجها لفهم العالم حوله.


• أثبتت دراسة حديثة أنَّ الأطفال الذين يقضون وقتاً طويلاً أمام شاشات الهاتف يعانون من صعوبة النطق والقدرة في التعبير عن أنفسهم بالكلمات، بحسب ما نقله موقع Mujer Hoy الإسباني.


• أثبت فريقٌ من الباحثين من كوريا الجنوبيَّة أنَّ استخدام الهواتف يؤثر في حاسة البصر، وأدت إلى ظهور الحول لدى الأطفال بين سن 7 إلى 18 عاماً.

من هذه الدراسات العالميَّة، صار من الواضح أنَّ استخدام الأطفال للموبايل لساعاتٍ طويلة ليس فقط يؤخر النطق، بل يؤدي أيضاً الى العزلة وضعف القدرة على التفاعل الاجتماعي ويؤثر في نموهم الجسدي والعاطفي والذهني والاجتماعي. وما نرجوه من الأسرة العراقيَّة، أنْ تقتني هذا العدد من جريدة “الصباح” وتقرأ لهم هذا الموضوع، وتناقشه معهم وتبسّطه؛ بما يوصلهم الى قراءة الاقتناع بأنَّ أطفالهم سيحسنون استخدام الموبايل حتى لو كانوا خارج بيوتهم.