كيف تعرف أنَّ طفلك ليس بخير، وكيف تبني له «نفسيَّة» سليمة؟
الأطفال كائنات رقيقة جميلة سهلة التشكيل والتكوين، وهذا محورٌ مهمٌ جداً يجب الانتباه له ولطرق التربية التي إما تنشئ طفلاً سوياً يتمتع بصحة نفسيَّة جيدة، وإما تنشئ طفلاً يعاني من اعتلالٍ بالصحة النفسيَّة ومصاباً باضطرابات ومشكلات نفسيَّة ترافقه طوال عمره.
والأسرة غالباً ما تولي جل اهتمامها بصحة الطفل الجسديَّة دون النفسيَّة، بالرغم من أنَّ الصحة النفسيَّة تعدُّ المرآة التي يعبر الطفل من خلالها عن مكنوناته، وتعكسُ أيضاً كل ما يحدث داخل المنزل واّلمجتمع الذي يتعرضون فيه للصدمات المختلفة.والصحة النفسيَّة للطفل لا تقل أهميَّة عن الجسديَّة، بل ربما تفوقها، حيث إنَّ المشكلات النفسيَّة تؤثر في واحدٍ من كل عشرة أطفال في مراحل الطفولة المختلفة مثل القلق والاكتئاب واضطرابات السلوك المختلفة، إضافة إلى أنَّه يزداد خطر إصابة الطفل بأمراضٍ نفسيَّة ما بين سن 12 إلى 16 سنة، وهي مرحلة مهمة في بناء شخصيته المستقبليَّة.وتتحدد أهم أهداف الصحة النفسيَّة للطفل في: شعوره بالأمان، والاطمئنان، والقدرة على التصرف بشجاعة في أصعب المواقف والتحديات، وتمكنه من أنْ يكون قادراً منذ صغره على تحمل المسؤوليات المكلف بها، والتي تتناسب مع قدراته.ويؤكد السايكولوجيون أنَّ الصحة النفسيَّة للطفل تعدُّ المنقذ الأول له للخروج من المشاعر السلبيَّة التي يمكن أنْ يكونها المجتمع تجاهه، وتعيد له الثقة بذاته، وبمن حوله، وتفتح له آفاقاً جديدة حول ما يريد أنْ يصبح في المستقبل، وخلق التوازن بين المشاعر، وعدم الانفعال بسهولة، والقدرة على المناقشة والحوار مع شخصيات لا يعرفها، وتكوين صداقات مع غيره. ليس هذا فقط بل انَّها تمكِّنه من بناء شخصيته بناءً صحيحاً والتفكير تفكيراً سليماً تفاؤلياً لا يعرف اليأس في حياته المستقبليَّة.
في الحلقة المقبلة سنتحدث عن مشكلات الصحة النفسيَّة للطفل في البيئة العراقيَّة.